السابع عشر

331 23 4
                                    

وقف منذر مراقبا هارون الذى فقد صوابه منذ فشله بالعثور على امرأته وعدم علمه بمكانها حتى الآن ورجاله بلا فائدة المعظم تم قتله والآخرين لم يجدوا خيطا واحدا لها وهو عاجز عن التصرف أو التفكير ليدفع بالطاولة بعنف صارخا بصوت مرتفع جعل منذر ينظر له بعدم تصديق هو تقريبا فاقد السيطرة على نفسه لأول مرة فلم يسبق له رؤيته على هذا النحو ولا حتى عندما كانت زيفا تغضبه أو تتشاجر معه كان يجيد التعامل معها ومع غضبها منه

- بنى عليك الهدوء حتى نستطيع التفكير فى حل مناسب والعثور عليها غضبك لا يفيد بل سيزيد الوضع سوءا فقط

نظر لها هارون بسخرية فقد معها كل إتزانه وتفكيره المنطقى

- حل نفكر بحل   ؟؟!!! امرأتى مع أشخاص مجرمين بلا أخلاق ولا حد للشر وتريد منى الجلوس والتفكير أيضا.... تركتك معها فكيف سمحت لهم بأخذ امرأتى معهم دون رادع كييييف     ؟؟؟!!!!

صرخ بأخر جملته بإنهيار لم يتخيله منذر الذى لا يصدق أنه لا يحبها بل هو عاشق متيم بها كل شيء به يفضحه حتى غضبه

- ما الفارق كنت تنوى إخبار حسن عنها لو علم ربما قتلها أو اتخذها وسيلة لتهديد والدها فى كل الأحوال

قاطعه هارون بتهديد واضح

- لم يلد رجل واحد يمس ظفرها واتركه حى ولو ظن والدها أننى سأصمت عنه وعما فعله بالماضى فهو لم يعلم بعد من يكون هارون المجدى

امسكه منذر من ذراعه محاولا تهدئة ذاك الغاضب يكاد يفتك به وبمن حوله إن لم ير زوجته

- ماذا حدث لك   ؟؟!!  منذ متى تتصرف بتهور دون خطة والمكتب لم تبق به مقعد واحد سليم ولا حتى المكتبه سلمت منك

ابتسم له بسمة أدخلت القلق بقلبه

- وهو أيضا سيلحق بهم قريبا عمى منذر لقد أتى لى هذه المرة بقدمه وأنا أولى به من الجميع حتى من إيساف وأخواته وذنبهم

لم يرتح منذر لكلامه وكأن الماضى يعيد نفسه والد هارون يقف أمامه لكنه رحل قبل زمن بسبب هارون ومعه رحلت عائلة حاتم ابنه وزوجته وصار هو قعيد كرسى متحرك لسنوات قبل العملية الجراحية التى خضع لها وجعلته يعود للوقوف على قدمه مرة أخرى

&&&&&&&&

تنظر لهما وتحدث نفسها فمنظرهما مستفز جدا لها ليس وكأن الأخرى لا تعنيها لكن اهتمام الآخر بها بشكل مبالغ فيه من وجهة نظرها وقضائه الوقت معها يثير غضبها واستفزازها على نحو ليس بجيد ولا جديد لهما

- جورى إنها ابنتك وابنته ما المشكلة لو كانت عاشقة لوالدها ولا تتركه حتى تنام بأحضانه كل ليلة بينما أنا لا ويصغى لها كما لم يفعل معى أنا    ؟؟!!

تنفست بعمق وخرجت لهما مصطنعة الهدوء والسعادة بينما أسنانها تكاد تسقط من غيظها

- حبيبى يكفى ابنتك بحاجة إلى النوم والراحة دعها قليلا واغتسل أنت

رفع رأسه لها برفض بينما ابنته تنظر نحو والدتها بغير لهفة مكتفية بوضع اصبعها بفمها بطفولة بريئة

- لا داعى أنا سعيد بوجودى معها طفلتى تحبنى كثيرا ولا تلعب مع غيرى هل تصدقين لقد رفضت اللعب مع ساجد حتى    ؟؟!!!

اقتربت منه بملامح خشبيه انتبه لها لأول مرة لينظر لها بعدم فهم وتعجب

- أنت لا تفعل شىء سوى الاهتمام بها أجل ابنتى لكن أنا لست موجودة بحياتك ولا حياتها بدأت اشعر أننى ضيف ثقيل الظل عليكما وغير مرغوب فيه من المفترض أن تحب والدتها أكثر من الجميع لكن ما أراه العكس  

ابعد عينيه عنها يدرك ابتعاده هو وابنتها عنها مؤخرا لعدة أسباب فمنذ رأها بحلمه السابق وهى تخبره ألا يقتلها وهو وعد نفسه ألا يدع الهواء الطلق يضايق أنفاسها حتى فأهمل زوجته قليلا وبقى اهتمامه بابنته مبالغا فيه

- أسف حبيبتى منذ كابوس موتها صرت اخشى من نفسى عليها ومن الجميع لم أقصد يا عمرى جعلك تحزنين أو تستئى منى

حملت منه طفلتهما الصغيرة  ( لسه مش مختارة اسم اختاروا لها أنتم اسم حلو  🙂🙂  ) والتصقت به وطفلتها على قدمها بينما تردد

- كل شيء سيكون بخير لو قرر الأفعى خاصتى أخذ عطلة والسفر معى قليلا أعتقد أنتى استحق لو قليلا من السعادة والحب منك

احاطها بذراعه لتستند برأسها على صدره فقد اشتاقت لزوجها جدا وتفتقده أكثر

- اختار المكان وسنذهب لهناك نقضى وقتا رائعا معها ثم نعود يمكن للعمل الانتظار

- على ذكر العمل لازالتى مصرة على متابعة عملك مع المرضى هؤلاء

انتبهت على تغير صوته وملامحه الغير راضية بالمرة

- كرم أنت لست كالآخرين عندى ولن تكون يوما توقف عن التصرف على هذا النحو ليس هناك ما يستدعى تصرفك

رفع حاجبه كإشارة لرفضه رأيها

- تقصدين حين قمت بطرده للخارج أم حين جعلت رجالى يلقنونه درسا لا ينسى

كادت ترد لولا صوت تلك الأنثى التى اقتحمت حديثهما الخاص وحياتهما أيضا بكل وقاحة

- كرم لقد عدت.... مارى حبيبتك عادت من أجلك وكل شىء سيكون بخير






يتبع......

ومن هنا تبدأ الإثارة والأحداث   👉👉👉

الحوت ( الجزء السادس من سلسلة حرب الأربعين عاما)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن