الحوت ( الجزء السادس من سلسلة حرب الأربعين عاما)

الثالث والعشرون

تم نقل كرم للمشفى وقد ثبت إصابته بفيروس خطير وهو حاليا بغيبوية طويلة الأمد إن لم يجد أخواته له العلاج فقد اتصلت بهم جورى منهارة لوجود زوجها بالمشفى وذاك المرض به وهى عاجزة عن التفكير وكأن كل ما تعلمته عن الطب قد اختفى من رأسها جاهلة بكل ما فيه لقد تلقت صدمة حياتها بما جرى لزوجها

بينما أخواته يقف على رأسهم الطير لا أفكار ولا حركة أخيهم بالداخل يعانى ولا حل فقد أخبرهم والد جورى أن الحالة خطيرة ومعرض للموت بأى وقت ومجرد الاقتراب منه حاليا هو انتحار لربما انتقل الفيروس له والذى لا أحد يعرف سره حتى اليوم

- ما العمل جورى أنت أيضا طبيبة لابد أنك تعلمين شيئا يمكنه مساعدتنا ودارين أنت جراحة مهارة لما الصمت فلتقل احداكن شيئا  

صرخ آدم بهن وهو لا يسمع صوت الصمت مقابلا له لا أحد لديه الحل أو يمكنه مساعدته حاليا فقط لاشئ

دارين بحزن وعيناها على زوجها المتجهم تدرك شدة خوفه على أخيه الأصغر

- الفيروس مازال جديدا لم يجد له أحدا علاج حتى الآن ولو كان هناك فوالد جورى هو أول شخص سيعلم بذلك نسبة لعمله بمثل تلك الأمور

ربتت زوجته على ذراعه حتى يهدأ لكنه دفع يدها بعيدا

- إذن علينا الجلوس فقط دون حراك وهو يموت أمام عيوننا أليس هذا ما تقولونه    ؟؟!!!
باختصار أنتم عاجزين عن التصرف هكذا قالت الطبيبة الجراحة وزوجته لا أمل فى عودته نتركه يموت

ضاق إيساف درعا بحديث شقيقه الأصغر الذى يزيد من غضبه وانفعاله ليقترب منه بحزم موقفا سيله المهاجم عليهم دون تردد

- اوقف صراخك حتى نبحث عن حل وكف عن رثاء حظك كالنساء وتصرف كرجل

آدم بسخرية عاجزهم واضح وصريح

- لقد صمت أخبرنى ما الحل أخيك الأصغر بالداخل يفقد حياته ما الخطوة التالية أيها القائد الهمام والأخ الكبير الحامى والحارس   ؟؟!!

تدخل يزيد قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة معهما

- آدم علينا دفع حساب المشفى يمكنك القدوم معى فلدى ما أخبرك به هيا بنا

...........................

فيكى حصلت على حبيب أخيرا لقد قضت وقتا طويلا بعيدة عن ذاك النوع من المشاعر تهتم بأطفال الملجأ وهى من ساعدت إيساف سابقا على إيجاد أخواته وإجتماعهم معا وهى من القلة التى وثقوا بها لذا أخذت ساجد ليبقى معها بينما هم بالمشفى فقد علمت بما جرى لكرم لتحزن عليه

- حبيبتى كل شيء سيكون بخير وسيتم علاجه

بكت فيكى بأحضان لوڤر أو راشى حبيبها  بينما هو يواسيها بمكر الأفاعى وعينيه على غرفة ذاك الصغير

- ما يجرى لا يعجبنى وليس مناسبا لوجود طفل معاكى ولو رأكى على ذاك الحال فقد تسوء حالته النفسية يكفى ما جرى لكرم

مسحت فيكى دموعها وهى تنظر له بشرود

- لقد تحمل الكثير كرم وأخواته لا قبل لهم بأكثر هم لم يفعلوا شيئا ليجدوا الكره من كل البشر حولهم وهم لا يؤذون أحدا قط

راشى بجدية تامة

- العالم مليئ بالشر والحقد لا ينتهى ليست كل البشر مثلك حبيبتى طيبة تساعد الآخرين بعضهم هو شر محض دون نقطة خير أو حب ليس العالم مثالى كما نتخيله نحن

احتضنته بثقة لا يؤتمن عليها هو

- لكنك مختلف راشى مثلى لست من الأشرار وستعتنى بى وبالأطفال فى الملجأ وحتى ساجد سينضم لهم قريبا

ربت على ظهرها مخفيا وجهه عنها حتى لا تنتبه له مرددا

- أنت محقة أعدك سيأعتنى بالجميع والآن سأصنع لك فنجان قهوة لأجلك حبيبتى

وكم خطط لوڨر وضع لها منوم ولساجد بالعصير وبعدها حمل ساجد وخرج من المنزل فقد حان وقت عودة الصغير لوالده الذى ينتظره بعدما تمكن من الهرب منه لكنه سيعود لحيث ينتمى تماما كما عادت ميريام لمكانها الصحيح

يتبع...........