احياناً بتحصل لخبطة فى حياتنا ونحس بيها متأخر.. لكن المهم بقى اننا نلحق نصلح .. قبل ما اللخبطة تجر اخطاء كبيرة
وقفت العربية قدام مبنى كبير فى المحافظة بعد ماقطعت المسافة طويلة بعد خروجهم من البلد ..نزل " سامح " الاول تنح شوية وهو بيتأمل العمارة الكبيرة والجديدة من مظهرها .. وبعدها نزل براسه لشباك العربية يأمرهم وهما بالداخل :
- ماتخرجى ياوليه .. انتى محتاجة عزومة وانتى كمان يا" نورا " لابدة مطرحك ليه ؟ ماتنزلى يابنتى وخلصينى .
نزلوا الاتنين وهما حاسين بتوهان.
نجلاء وهى بتنقل عيونها بين المبنى وبينه :
- هو احنا هاندخل العمارة دى ؟ طب هو احنا نعرف مين هنا اساساً عشان نزوره ولا ننزل عنده ؟
زغر لها بعيونه وهو بينزل الشنط من العربية :
- مالكيش دعوه .. انتى تنفذى اوامرى وبس ؟
نورا كمان وهى متعصبة :
- الله ياولدى ..يعنى نمشى معاك كده عميانى .. من غير مانعرف وجهتنا .
بصوت هادى نسبياً مع ابتسامة خفيفة :
- انتى بالذات ماتقلقيش ياعيون ابوكى .. اصبرى كده شوية وانتى تفهمى .. معايا ياسطى توصلى الشنط للدور الرابع.
قال الاخيرة باشارة لسواق التاكسي اللى اتطوع معاه وشال الشنط وعند الشقة المقصودة فتح " سامح " بمفتاح معاه كان فى جيبه:
- تعالى ياولية تعالى ياست البنات .. ادخلى ياعيون ابوكى .
حالة من الذهول سيطرت عالاتنين وهما داخلين الشقة الفخمة وهى مفروشة وجاهزة ..
بعد ماحاسب السواق سألته " نجلاء " بريبة :
- هو في ايه ؟ هى دى شقة مين بالظبط ؟
رد عليها بلهجة تهكمية :
- ايه ياحلوة ؟ كنتى فاكرانى راجل قليل الحيلة عشان مقدر اهلك وقاعد عندهم يومين؟لا فوقى ياما وادخلى اتفرجى كويس عالشقة اللى تفتح النفس وتبهج الروح و هنا فى البندر مش الارياف وبيت جدك اللى عدى عليه مئات السنين .
نجلاء لسانها اتلجم من بجاحة جوزها لعدم تقديره لحسن الضيافة .. وقفت مكانها وهى بتبلع الإهانة كعادتها بسكوت من غير ماترد .
اما عن " نورا " فكانت منبهرة بنظام الشقة وفخامتها فسألت والدها بفضول وعنيها رايحة على كل ركن وتفصيلة فى الشقة :
- طب واصحاب الشقة راحوا فين ؟ ولا أنت أجرتها كام يوم على مانسافر ،
ابتسم بسماجة قبل وهو بيقعد على كرسى فخم ويوضع رجل على رجل :
- خليها مفاجأة بقى ياعين ابوكى .. وانتى ياولية ادخلى اعمليلنا اى حاجة من التلاجة اللى جوه دى .
نجلاء وعيونها وسع وشها :
- وكمان التلاجة فيها اكل ؟ دا انت كنت عامل حسابك بقى .. والله ومفاجأتك كترت اوى يا" سامح " .
قالتها بصوت واطى وهى بتتحرك بخطواتها ناحية المطبخ وتطيع اومره
..............................وبداخل الغرفة الموجوده فيها " بدور " بالوحده الصحية " نيره " فضلت جمبها تسليها وتهزر معاها بعد مااطمنت عليها...
- ايه يا" بدور " يابت عمى معرفتيش نوع الجنين ايه ؟
بدور وهى بتضحك بضعف :
- يامجنونة هاعرف ازاى بس دا لسه يدوبك شهرين؟
نعمات بمناغشة :
- سيبيها " بدور " دى حربى لحس عجلها وجننها اكتر ماهى مجنونة .
نيرة بتمثيل :
- انا مجنونة يامرة عمى الله يسامحك .. بس اقولك بصراحة هو " حربى " يجنن بلد .. دا مرة تلاجيه هادى وزى العسل ومرة يبقى زى المجنون ويتخانق معايا على اتفه الأسباب.. والله ماانا عارف دا وارثه من مين فيهم .. عمى" محسن "ولا " هدية " مرته !
بدور من كتر الضحك بقت بتمسك بطنها و" نعمات كمان ماكنتش قادرة توقف وهى بتكلمها :
- الله يخرب مطنك يا" نيره ".. والله لو سمعتك "هدية" لتجلب الدنيا .. دى عجلها صغير اكتر من ولدها .
نيره وهى بتنفخ فى نفسها :
- ولا تقدر تعملى حاجة .. دا انا لو سلطت عليها امى بس لتوريها النجوم فى عز الضهر .. هى معارفاش امى ياك!
نعمات بغمزه :
- وانتى مالك بامك ولا امه يابت .. انتى اهم حاجة عندك الواض.. ضمناه فى يدك ولا
نيره وشها ورد من تلميح " نعمات " وقبل ماترد عليها اتفاجأت بتعليق " بدور " الى خرج بصوت مجروح:
- ماحدش فى الدنيا دى مضمون ياما .. والرجالة بالذات ملهمش امان !!
عقدت " نيره " حواجبها من نبرتها و" نعمات " راح من صوتها الهزل وهى بتسألها :
- طب ماتتكلمى يابتى وطلعى اللى فى جلبك .. خلينا حتى نفهم بدال ما انتى كاتمة كده فى نفسك.
اتنهدت بأسى ومرديتش ترد على والدتها .. وبعد ما كان ضحكهم واصل لخارج الغرفة اصبح الصمت هو اللى مسيطر .. لكن دخول الدكتورة هو خرجهم من سكوتهم.
- مساء الخير ياجماعة.. عاملة ايه دلوقتى ياقمر؟
نعمات فى ردها للدكتورة
- تعالى يادكتورة شوفيها وطمنينا عليها .. عشان ناخدها بجى ونروح .
بعدت " نيره " بخطواتها شوية عنهم .. وبمنتهى الهدوء طلبت رقمه !!
.....................................
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
ChickLitحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها