الفصل الثاني والخمسون والاَخير

11K 403 13
                                    

كان واقف مداري فى مكان قريب من البيت القديم .. يراقب بعيون زي الصقر .. بعد ما اتحجج لمدبولي بانه تعبان ومش هايقدر يحضر فتح المقبرة.. ودا لانه كان مصمم يعرف مصير الكنوز اللى في المقبرة بيروح فين؟ بعد ما ضحك عليه معتصم فى المرة اللى فاتت بمبلغ تافه .. ومرضاش يعرفه طريق المخزن اللى بيخزونوا فيه الاَثار..واديلوا على الوقفة دى اكتر من ساعة فى الأنتظار... ظهرت البشاره لما اضائت المنطقة المهجورة بكشافات لعدة سيارات حديثة خلف بعض ..ابتسم سامح بانتصار لما لمح الشخص اللى خرج من السيارة الأولى بمرافقة معتصم وحراسه الشخصين وعدة افراد من عيلته.. اتأكد ساعتها من صدق تخمينه ..وفرح قوي بذكائه اللي هايمكنه بتعويض اللى فاتت بنصيبه الجديد !!
........................
رفع عيونه عن شاشة التليفزيون وانتقلت نظراته ناحية مراته اللي قفلت باب الغرفة قدامه وهي بتتقدم نحوه بخطوات خفيفة ..اتنصب في جلسته على كنبة الصالون يسألها:
- ايه الاخبار؟
جلست بجواره تجاوب بصوت واطي :
- وطي صوتك عشان هي دلوك نايمة مع ولدها
هز براسه قبل مايسألها بفصول :
- طب انتي ماعرفتيش ايه سبب زعلها مع المخفي جوزها؟
حركت راسها بالنفي :
- لا ياعاصم .. هي مردتيش تقولي على سبب زعلها معاه.. بس انا حاسة انها حاجة واعرة جوي .. وهي عشان بت اصول مش راضيه تفضحه.
قال مابين سنانه:
- الاصول ماتنفعش مع واحد زي ده.. هي بس لو كانت ادتني الامان واتكلمت .. كنت عرفتوا مقامه وفشيت غليلي فيه .
بابتسامة جميلة طبطبت بأيدها على دراعه :
- هون على نفسك ياعاصم ..مدام هي صاحبة الشأن رافضة تتكلم..يبجى احنا مالناش سلطة عليها.. بس انا مبسوطة جوي منك عشان جبتها على هنا.. حكم عمتي صباح جلبها خفيف ومكانتش هاتتحمل تشوف بتها منهارة كده .
بكف ايده قربه راسها ناحيته يبوسها على جبينها وهو بينظر لها باعجاب .. لابسة عباية بنص كم طويلة ..بطنها المستديرة بقت ظاهرة بوضوح.. شعرها اللي بتفرده دايماً على ضهرها كسلاسل الدهب ..المرة دي لمته دايرة فوق راسها مراعاةً لشعور بنت عمتها ..وجهها ازدادت استدارته بفعل الحمل واصبح اكتر اشراقاً .. عيونها الجميلة بتلمع قصاده بشكل ساحر.. كانت كلها على بعضها قبلة للنظر والتأمل .
سألها بصوت اجش :
- انتي من امتى كبرتي وعجلتي كده ؟
قربت منه تدخل فى حضنه وهى بتقول بشقاوة :
- البركة فيك ياحبيبي.. ماهي اللى تاخد عاصم سيد الرجالة لازم تبقى عاقلة.
ضحك من قلبه وهو بيضمها عليها اكتر بأديه الاتنين .
- وبجيتي عفريتة كمان يابدور وبتعرفي تاكلي بعجلي حلاوة
..........................

صعد معتصم خلف سراج على سلم خشب بداخل الحفرة العميقة .. بعد ما اطمنوا وشافوا بنفسهم كمية الاثار والخيرات من دهب وخلافه فى المقبرة .. قبل مايشوفوا شغلهم فى تهريبها..
- حاجة اَخر حلاوة ياسراج بيه والا انت ايه رأيك ؟
قالها معتصم وهو خارج من الحفرة .. لكنه اندهش بوجه سراج اللى اتغير وهو بينظر امامه.. فاتفاجأ بسامح وهو واقف امامهم بابتسامة سمجة :
- انت ايه اللى جابك ؟ مش قولت انك تعبان وانا قولتلك هاجيبلك نصيبك لحد عندك !
طلع صوت ضحكة غريبة :
- هه هه وتضحك عليا زي المرة اللى فاتت وتاكل حقي .. لا ياحبيبي دا كان الاول..قبل ما اكشفكم انت والباشا النائب .
هتف عليه سراج بعضب :
- لم نفسك ياراجل انت واعرف كويس انت بتكلم مين؟ هي هبت منك عشان تيجي تبجح فى كبير البلد وتتبلى عليه كمان ؟
ذهب عن سامح البرود ورد على سراج بغضب:
- لا ياسعادة الباشا .. انا ما بجحتش ولا قليت ادبي .. انا بس عايز حق تعبى فى المقبرة .. اللى بتجيب ملايين وانتوا بتوزعوهم على نفسكم بكل افترى .. لا وصاحبنا اللى هو جوز بنتي .. يقولي البهوات بتوع مصر هما اللى بياخدوها ويرمولوا الفتافيت هه.
جز معتصم على اسنانه وهو بيخاطب سامح حماه :
- يعني انت عايز ايه دلوك ؟ جيب من الاَخر .
سامح بكل ثقة :
- اللي عايزه ان المقبرة تتقسم بالعدل مابينا .. ماهو انا مش شغال بأجري عندكم .
هتف عليه معتصم بصوت عالي قصاد سكوت سراج اللى كان بينظر لسامح بتوعد :
- انت اتجنيت ياراجل انت وعايز تبقى شريك مع الباشا ؟ دا انا لحد دلوك مااتجرات وعملتها .
- اه ياحبيبى انا جريئ واعملها ..واعمل حاجات كتير كمان انتوا فى غنا عنها .. تحبوا اثبت لكم .
- تثبت لنا ازاي يعني ؟ تبلغ البوليس مثلاً :
قالها سراج بسخرية قبل مايسمع اصوات وحركة غريبة في الخارج .. وفجأة اتفاجأوا بدخول الظابط ياسر فهمي ومجموعة من افراد الامن حوطت المكان .
- سلموا نفسكم يابهوات.. انتوا مقبوض عليكم بتهمة تهريب لاثار الدولة :
التلاتة تنحوا بذهول قبل مايتدارك سراج نفسه ويهتف على الظابط بتعجرف:
- انت مش عارفني انا مين ياسعادة الظابط ؟ ولا عارف انا اقدر اعمل فيك ايه بتصرفك الغبي ده ؟
رد عليه الظابط ياسر بثبات:
- لا سعادة الباشا انا عارف مركزك طبعاً كويس .. ودا اللى خلاني اتأخر فى القبض عليك بعد ماخد اجراءاتي من السلطات عليا .. بعد ما اعترف اسماعيل بكمية البلاوي اللي عملها بامرك .. بس كل تأخيره وفيها خيرة .. اديني هاقبض عليك متلبس انت ومعتصم.. شوفت بقى الرزق بعد لما يجي بعد تعب .. حطوا الكلبشات فى ايديهم يارجالة.
قال الاخيرة بصوت عالي وحازم ..جعل سامح يصرخ بمقاومة:
- انا مليش دعوة ياسعادة الباشا .. انا جاي هنا ازور جوز بنتي وأسأله عنها وبس .. ماعرفش اي حاجة عن نشاطه ولا جرايمه .
- كداب دا يبقى شريك معانا .
قالها سراج بصوت قوي اربك سامح اللى صرخ بعصبية
- حرام عليك ياراجل يامفتري .. هو انت عايز تلبسني مصيبة وخلاص!
ابتسم معتصم يقول بتشفي وهو بينشد من راجل الامن للخروج من المنزل
- ليه ياحبيبي؟ مش دا كان غرضك من الاول؟ شيل بجى ههه
سامح بقى يصرخ بصوت عالي :
- منكم لله يابعدي منكم لله ياظلمة.
.......................

ست الحسن ( الجزء التانى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن