بنظرة مستاءة اللقتها عليه وهى واقفة على باب الغرفة .. نايم قصادها على سريره واكنه فى غيبوبة .. ..واكنه فى غيبوبة فاتح بقه بشكل يظهرلها لا مبلاته .. نظرة كانت بتبين مدى الاحباط فى قلبها من راجل عاشرته بقالها سنين..صابرة على معاملته السيئة لها من كل النواحي .. وراضية بالقليل فى انتظار التحسن.. لكن من الواضح قوى ان التحسن فى الحالة المادية .. واللى طب عليهم فجأة ومن غير ميعاد .. وراه مصايب .. وهى بطيبتها وسلبيتها كالعادة غافلة عنها .
قدمت بخطواتها تدخل الغرفة وتقرب منه تصحيه بنغزة خفيفة من ايدها :
- سامح ياسامح .. اصحى ياراجل.. سامح ياسا ...
نفض ايدها يقاطعها بخشونة:
- ايه ايه ياولية انتى ؟ مش تخفى ايدك التقيلة دى شويه ولا اتهبلتى؟
بلعت الإهانة فى قلبها زى كل مرة :
- تشكر يا ابو العيال .. انا بس بصحيك عشان احنا
قربنا على الضهرية .. يعنى مش قاصدة اضايقك !
فرك بعيونه شويه وهو بيقوم بجزعه .. يجلى حلقه ويكح بتحشرج:
- امممم .. توك ما افتكرتى ياختى ؟ ما كنتى تسيبني انام تانى كمان .. واخلص يومى بالمرة عالسرير ؟!...
- ردت بغيظ :
- الله يا" سامح " .. حتى دى كمان هاتجيبها فيا ؟ .. اشحال ان ماكنت .. رايحة جاية عليك من الصبح عليك ..اصحى فيك وانت ولا هنا .. بس يعنى دا شى طبيعى .. مادامت واصل البيت على وش الفجر .. فدى النتيجة الطبيعية .
صك على اسنانه وهو بينظر لها بتحذير :
- لمى نفسك يامحروسة وبلاش منه تلقيح الكلام ده .. انا دماغى مش ناقصة خوته كده على اول اليوم .
- طيب على الاقل فهمنى ...هو انت بتعمل ايه بالظبط؟ الاول كنت بتجينى متعفر واكنك شغالة فواعلى ودلوقتى بقى بقالك يجى اسبوع تقريباً .. تخرج متشيك باللبس الجديد .. وتيجى على وش الصبح والروايح بقى بتفوح منك ..
- روايح ايه ياولية انتى .. انتى هاتفلطى ولا ايه ؟
- لا مش بهلفط يا" سامح " وانت عارف ومتأكد .. انا اقصد ايه ؟ المهم دلوقتى انا عايزاك تقوم وتفوق عشان نلحق نوصل البلد .. انت وعدتني امبارح انك هاتوصلنى لبنتى ولا هاتخلف وعدك كمان المرة .
- لا يااختى مش هاخلف وعدى.. وياللا قومى فزى حضرية الفطار اخلصى عشان نلحق نوصل بدرى .. ياللا غورى.
قامت من قدامه وهى بتمتم بكلام يصبرها كالعادة .. نفخ فى ايده يشم الروايح اللى بتقول عليها وهى خارجة من بقه ..بعد بدمغاه قرفان وبصوت واضح
- افففف .. يارتنى غسلت بقى قبل ما انام
..............................كعادة كل سنة ..ياسين بيطلع زكاته السنوية من خير الارض والبهايم .. لازم يعمل فيها ليلة لذكر الله .. ويجمع ولاده واحفاده على عزومة كبيرة.. ولازم الكل يحضر .. صباح .. كانت بتشرف على زوجات اخواتها وهما بيطبخوا ويحضروا .. والبنات " نيرة " واختها " زهرة " ومجموعة من بنات العيلة .. كانوا بينضفوا فى البيت والمندرة.. تحضيراً لعزومة الليل .. ونظراً لظروف حملها .. " بدور " كانت تساعد بتحضر الخضار وهى قاعدة .. بدون حركة تجهدها .
صباح باستعجال:
- ها يا" بدور " خلصتى تخريط البصل اللى معاكى .
نظرت لعمتها وعيونها كاسات حمرا بالترافق مع " دموعها :
- اخلص فين ياعمتى بس ؟ البصل دا حامى جوى .. دعكلى عنيا .. دا غير انه كتير كمان ومش عارفة اخلصه .
قربت منها تمسك تطل على اللى خلصته:
- فين بس اللى كتير ياجلعانة ؟ بيدك البطيئة دى ولا هاتلحجى تخلصى حاجة واصل النهاردة .
- ياعمتى بلاش افترا .. انتى مش شايفة عيونى اللى اتهرت من بصلكم الحامى ده .. مش كفاية شغالة لوحدى .
- وهانجيبلك مين يابت يساعدك دلوك ؟ كل البنتة شغالين فى تنضيف البيت.. وامك وحريم عمامك واقفين عالطبيخ .. وان كان على البصل الحامى.. فدا زين يامحروسة .. عشان عنيكى تتكوى وتيجى احسن .. لنظرك ..
رن جرس البيت و" صباح " قامت تفتح.. برطمت " بدور " وراها بصوت واضح :
- احسن ياعمتى !! انتى كمان بجيتى بتفهمى فى الطب ؟
هللت " صباح " ترحب بالضيوف .. وتسلم عليهم بترحاب شديد ..
- يااهلاً ياغالين .. نورتوا بيتكم ياحبايبى .
ابتسمت " بدور " بانشكاح واكن وصلتها النجدة :
- اهلاً اهلاً بالنسايب الزينة .. اهلا بيكى ياخالة " رضوانة " .. جدمى يا" نسمة "انتى و" هدير" البصل مستنيكم
..............................
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
Literatura Kobiecaحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها