دخلت على بيت جدها بلهفة وتسرع وعيونها بتدور فى البيت يمين وشمال .. انتبهت على عمتها وهى قاعدة فى جمب لوحدها على كنبة خشب تحت الشباك . ومنهمكة فى تنقية الرز على ضوء اشعة الشمس اللى نازلة عليها من الشباك المفتوح .
- جدي فين عمتي؟
رفعت راسها ترد عليها صباح وهي متفاجئة :
- وه يانيره.. مش تسلمي الاول يابت خضتيني .
قالت بتوتر :
- معلش ياعمتي مش وجت سلام دلوك .. انا كنت بسألك على جدي دليني والنبي عليه بسرعة .
سألتها بقلق :
- في ايه يابت مالك ؟ شكلك مايطمنش.. هو حد من أهلك جراله حاجة ؟
دبت رجلها وهي بتصرخ برجاء :
- ابوس يدك ياعمتي .. جوليلي فين جدي؟ مافيش وجت .
- مافيش وجت لأيه بالظبط؟
سألها ياسين وهو بيقفل باب غرفته اللى كان خارج منها .. جريت عليه فوراً تناديه:
- اللحقنا ياجدي .. حربي ورائف بينهم هايتعركوا مع اولا الزمقان.
شهقت صباح وقعت الصنية من ايدها واندلق ارز على الأرض :
- ياوقعة سودة.. هى حصلت لولاد الزمقان كمان ؟!
زعق ياسين على بنته بحزم قبل ما يوجه كلامه لبنت ابنه :
- استني عندك ياصباح وامسكي خشمك دلوك خلينا نستفسر .. كملي يانيره وفهميني.
ردت نيرة وهى بتفرك فى ايدها وصوتها خارج بارتجاف :
- انا كنت جاعدة مع حربي دلوك في الجنينة لما وصله اتصال رائف واللى فهمته من كلامهم فى التليفون .. ان ولاد الزمقان لموا نفسيهم وراحوا لزاهر واخواته فى الارض عشان يطلعوهم منها غصب .. بحجة انها ارض كبيرهم .
سكتت شويه تبلع ريقها فشجعها ياسين بثبات :
- كملي يانيره ايه اللى حصل تاني ؟
- اللى حصل ياجدي .. ان حربي خد المكنة قدامي ومشي يروح على الارض .. رغم اني مسكت فيه وكنت هاحب على يده عشان يستنى يشورك حتى الاول .. لكنه معبرنيش .
قالت صباح بجزع وهو بتخبط على صدرها
- يامرك ياصباح .. حن يابوي اللحق قول لاخواتي ولا حتى كبارات البلد ولموها .. قبل ماتوسع مع العيال المجرمين دول .. عيالنا متهورة وعيالهم واخدين على المشاكل و البهدلة فى الاقسام .
سند ياسين بكفوفه على دراع الكرسي اللى جمبه .. يحاول يتماسك قدام الأمر الجلل .. فخرج صوته بالعافيه :
- اجري يابت .. خلي ابوكي ياجيني بسرعة وانتى ياصباح .. تعالي طلعي التلفون من السيالة واتصلي بأى نمرة تعرفيها لخواتك ولا عيالهم الرجالة عشان يجوا هما كمان .. وقبل دول كلهم اطلبيلى نمرة شيخ البلد بسرعة .
........................فتحت باب شقتها لقته قدامها بجسده الصغير وابتسامة شقية بعرض وجهه وهو بيناغشها كالعادة :
- مساء الخيي ياطنت نهال .
- مساء الفل ياروح طنت
قالتها وهى بتنزل بركبتها تضمه لحضنها وترفعه عن الارض .. دخلت بيه وقفلت باب الشقة فوراً ..ممتنة لظهوره فى اللحظة دي بالذات .. يخرجها من حالة الحزن اللى عاصره على قلبها .
لمس بكفه الرقيقة على خدها يسألها ببرائة :
- مالك ياطنت ؟هو انتي بتعيطي ؟
دموعها نزلت من تاني وهي بتنفي :
- لا ياحبيبي دى بس عيني اتطرفت .
- عنيكي الاتنين اتطرفوا مع بعض
قامت بتقبيله على خدوده الاتنين وهى مبتسمة من ذكائه الفطري فقالت بصدق:
- انا بحبك قوي يارأفت
باسها بخفة هو كمان على خدها قبل ما يردد خلفها بحماس :
- وانا بحبك قوي قوي ياطنت نهال .
شددت من حضنه وهي بتتمنى بداخلها ربنا يرزقها بملاك زيه :
- ياعيون طنت .. وروح طنت .. ياحبيبي يارافت
............................
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
ChickLitحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها