اوقات الواجب والأحساس بالمسؤلية.. بيفرضوا علينا مهمات صعبة على القلب والروح .. ولكننا بنبقى مضطرين اننا ننفذ حتى ولو كان على حساب راحتنا النفسية او راحة اقرب الناس لينا .
قدام المراية وهو بيبلبس بقية هدومه ويجهز نفسه ..هز دماغه بيأس وهو شايف نظرة عيونها وحزنها اللى كانوا ظاهرين اوى فى انعكاس صورتها فى المراية ..
- نفسى افهم بس .. ايه سبب المناحة اللى انتى عاملاها دلوك دى؟ هو انا رايح عزا ؟
نزلت منها دمعة كانت محبوسة على خدودها قبل ما ترد عليه :
- بلاش تروح الفرح يا" عاصم " .. اسمع كلامى يابن الناس وبلاها جلة التعبير وحرقة الدم دى ... ولا انت ناسى ان الزعل عفش على المرة الحامل !
اتنهد بصوت عالى قبل مايرجع لها ويقعد جمبها على طرف السرير .. مسك طرف دقنها عشان يرفع وشها وتقابل عيونها عيونه :
- طب ومش عايزانى اروح ليه ؟ مش احنا فضاناها خلاص من الموضوع ده .. وهى سابت البلد واتخطبت والنهارده كمان فرحها .. يبجى ايه لازمة الزعل ده بس ؟
نزعت ايده عنها بحدة وهى بتجاوب عليه بانفعال :
- لا عايزاك انت تشوفها ولا عايزاها هى تشوفك يا" عاصم " .. دا انا مصدجت انها بعدت وسابت البلد .. تجوم ترجع من تانى لا وكمان بجوازة.. عشان تلبد قصادنا العمر كله
اتكلم بقلة حيلة :
- واحنا مالنا بيها ياستى .. ماهى فى حالها واحنا فحالنا .
خرج صوتها بصرخة:
- ولما هو كده.. بتحضر فرحها ليه؟
رد هو عليها بتعب :
- تانى يا" بدور " . هانعيد ونزيد فى الكلام من تانى .. ماينفعش ازعل جدك يا" بدور " اللى اصر علينا كلنا نحضروا معاه عشان خاطر عمتى " صباح " .. ماينفعش اقصر انا دوناً عن الكل .. هايبجى ايه منظرى ساعتها ؟لسانها اتلجم لدقايق وهى بتدور على حجة توقفها بيها .. قبل ما تخرج عن اتزانها وتضربه بقبضتها على صدره :
- ما انت كمان مزودها ولابس على الحبل ومتشيك .. كان فرحك هو عشان تلبس بلدلة يا" عاصم " .
قالت الاَخيرة بصرخة جعلته يضحك بعلو صوته وهو بيمسك فى ايديها الاتنين ويوقفها عن ضربه :
- هههههه امال عايزانى احضرلك الفرح فى القاعة ازاى بس يامجنونة ؟ البس جلابية بلدى واكبر نفسى ؟
اثار جنونها اكتر هى بتصرخ فيه :
- تجوم تلبسلى بدلة عشان تلم البنته حواليك .. وتخليها هى تفكر فيك من تانى .. بلاش تحضر يا" عاصم " بلاش تروح .
قالت الاَخيرة بصوت مكتوم.. ودا لانه ضمها لحضنه وهو بيحاول يهديها :
- طب اهدى خلاص اهدى .. اهدى يا" بدور " انا مافيش واحدة تملى عينى غيرك .. واللى خايفة منها دى فرحها النهاردة .. اهدى ياحبيبتى اهدى.
.................................وفى البيت الكبير .. كان جالس " ياسين " فى الصالة الكبيرة بالجلابية الصوف وعليها العباية البلدى السودة.. مع بعض افراد العيلة اللى حضروا فى انتظار حضور البقية .. ورغم ان المناسبة فرح لكن منظرهم وهما جالسين بجمود .. مايدلش نهائى على كده .
استغل " سالم " تأخر اخته " صباح " وابن بنتها"وائل " فى لبسهم .. عشان يكلم والده بصوت واطى :
- يعنى كان لازم نحضر احنا كمان بابوى .. ماكان كفاية الشباب الصغيرين ولاحتى البنته والحريم .. نحضر ليه احنا الكبار بس ؟
نظرله" ياسين " بعتب وقبل ما يجاوب اتفاجأ برأى " محسن " كمان اللى اتدخل فى الحديث :
- بصراحة هو عنده حج يابوى .. المشوار ده تقيل جوى على قلبنا .. واحنا لولا خاطرك انت بس ماكنا اتحركنا من مكانا نهائى
ياسين بلهجة صارمة لولاده الاتنين :
- اسمعونى انتوا الاتنين وجولوها لأى حد من خواتكم ولا حريمكم يسأل السؤال ده .. انا عايز البت يبجالها عزوة .. حتى لو كان ابوها مايستهالش ..مش عايز " معتصم " يجى فى مرة ويعايرها بقلة الأهل .. دى مهما كان برضك امها تبجى بتنا .
الاتنين ظهر على وجوهم الاقتناع من رد فعلهم وسكوتهم .. دخل " عبد الحميد " ومعاه اسرته .. وبعد السلام والمصافحة .. قربت " نيره " من جدها تسألوا:
- هى عمتى " صباح " لسة مخلصتش لبس ؟ اطلعلها فوق واشوفها ؟
شدها " ياسين " من ايدها وقعدها جمبه :
- استنى هنا الاول انا عايزك قبل ما تروحيلها .
سألته بتعجب :
- انت عايزنى فى ايه دلوك ياجد ؟ !!
.................. ......
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
ChickLitحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها