لسانها اتعقد وشفايفها بقت تتحرك لوحدها بشكل هستيرى .. وهى مش عارفة ترد بأيه على سؤاله المباغت لها .. المفترى قلب الموضوع عليها.. ومسك عليها حجة تفقدها موقعها بعد ماكانت هجوم .. بقت هى فى مطرح الدفاع عن نفسها .. طيب هاتجاوب تقوله ايه ؟ تقول ان اللى بلغها بالامر ده يبقى " يونس " عشان المصيبة تكبر اكتر فوق راسها .. اكيد هى مش غبية قوى لدرجادى يعنى .
- ماتنطجى ... سكتى ليه ؟ هى القطة اكلت لسانك ؟ولا يكونش خرستى كمان ؟
قالها بغضب مجنون وهو بيشدد بايديه على ذارعيها اكتر .. وجهها مقابل وجهه اللى اتحول فى اللحظة دى لشخص تانى ماتعرفوش .. الغضب عماه عن اَلمها النفسى والجسدى.. وبرغم قوتها اللى دايماً بتحاول تتظاهر بيها دايماً قدامه وقدام اى حد .. فى اللحظة دى ماقدرتش تتماسك اكتر من كده وانهارت فى العياط امامه ...
نفخ بقوة وهو بيبعد وجهه عنها وايده ارتخت عن مسكها .. سابها وهو بينتفس بخشونة وبيمسح بكف ايده على شعر راسه .. فى محاولة عقيمة لتهدئة الغضب المشتعل جواه .
نزلت هى بتقلها على الكرسى اللى خلفها وهى بتبكى بحرقة..
اتنهد بصوت عالى وهو بينظر لها من اعلى بصمت .. مستاء من اللى حصل منه ومنها .
قرب منها يلمس على شعرها بصوت أجش :
- خلاص اهدى بقى كفاية.. دى لحظة غضب وانا اعصابى فلتت منى .
رفعت عيونها اليه وهى بتنظرله بعتب مابين دموعها :
- انت بجيت جاسى جوى يا" مدحت " .. مسكت فى حاحة تافهه زى دى .. ونسيت السبب الأساسي لزعلى وحرقة قلبى وانا ....
شهقت بصوت اعلى وبكاءها اصبح بنشيج مكتوم ..زود الحزن فى قلبه اكتر .. شدها من ايديها يوفقها ويضمها على صدره بحنان يراضيها :
- يابنتى والنعمة مافي اى حاجة من اللى فى دماغك .. ياحبيبتى افهمى .. سبب عصبيتى دى وغضبى هو الانسان او الانسانة اللى حاولوا يوقعوا مابينا .. يقلبوكى عليا ويخلوكى تصدقى عنى حاجة زى دى .
استكانت فى حضنه واستسلمت لحنانه فى ضمها .. وهو بيمسح بايده على شعرها يهديها .
.............................خرج من جلسته مع" معتصم " فى غرفة لوحدهم .. بوجه محتقن .. بعد مااتصدم من المبلغ اللى عطاهولوا .. وهو هايموت من الغيظ كان هاين عليه يفتح كرشه وياخد حقه من كنوز المقبرة غصب.. البيه مفكره غبى وانه هايصدق ان ده حقه .. وان البهوات اللى بيقول عليهم فى القاهرة بياكلوا كنوز المقبرة لوحدهم .. قال وبيرمولوا هو الفتافيت.. كداااب! ... دا حتى الفتافيفت هايجيبوا ملاين؟ التعبان الملاوع بيضحك عليه بمبلغ ١٥٠ الف جنيه وكأنه بيمن عليه .. مش نظير تعبه فى الصحرا تحت الشمس وفى عزا الحر والتراب كمان ..
تمتم بصوت واطى مع نفسه :
- ماشى يا" معتصم " ال......انا ان ماكنت اَحد حقى من عيونك مابقاش انا !
نجلاء وبنتها كانوا موجودين فى الصالة وبيتكلموا فى احاديث ودية .. تخص البنت ووالدتها لدرجة انهم ماخدوش بالهم منه لما خرج ووقف خلفهم ..جز على اسنانه ينده على مراته الغلبانة بغيظ :
- فزى قومى ياولية انتى خلينا نروح على بيتنا .. ايه؟ عجبتك قوى القعدة هنا ياختي ؟
قامت" نجلاء "مفزوعة من لهجته وخلفها " نورا" اللى ردت على والدها باستنكار :
- ومالها بقى القعدة هنا ياولدى ؟ .. دى قاعدة فى بيت بنتها يعنى مش حد غريب !
كملت " نجلاء " على كلامها :
- هو انا لحقت اقعد معاها ؟ ولا حتى الارض حست بينا من الاساس؟
زغر لها بعيونه بغضب :
- عايز اروح بيتى .. عشان افرد ضهرى واريح جسمى ..
فأجته " نورا" تسأله وعيونها على اللى ماسكه فى ايده الشمال :
- ايه الشنطة اللى فى ايدك دى يابابا ؟
ارتد للخلف بحركة مكشوفة يقول بارتباك :
- ااا دى شوية اوراق كده كنت شايلها عند " معتصم " .. ودلوقت خدتهم عشان مروح
ظهر على وجه " نورا" عدم التصديق .. فردت " نجلاء " الغافلة عن كل اللى بيحصل قدامها :
- ماينفعش اروح معاك دلوقتى على طول يا" سامح " .. لازم اسلم على والدتى وجدى ولا انت ناسى كمان عزومة جدى "ياسين "ليك امبارح وهو بيأكد عليك عشان تيجى مع كل العيلة النهاردة .. بمناسبة ليلة الذكر اللى عاملها فى البيت الكبير النهاردة.
قامت " نورا " من مكانها عالكنبة تقول بحماس :
- الله ياماما .. انا كمان عايزة اروح معاكم ..لازم تاخدونى معاكم .
خرج " معتصم " من غرفته بعد ماقفل عليها كويس وانتبه على جملتها :
- عايزة تروحى فين ياعروسة ؟ ولازم كمان ياخدوكى معاهم ؟
- عايزة اروح بيت جدى يا" معتصم " .. النهاردة عامل ليلة للذكر وعازم فيها كل افراد العيلة .
قال بتهكم :
- وانتى بقى من افراد العيلة ؟
برقت عيونها بشراسة من تهكمه وهمت ترد عليه.. لكن والدتها سبقت بأسلوبها الهادى:
- خليها تيجى معايا يابنى .. انا سمعت انها مابتخرجش من البيت نهائى .. اقله عشان تفك عن نفسها شوية .
ضيق عيونه بتفكير قبل مايرد بهدوء:
روحى يا" نورا " مع الست الوالدة .. وانا هابجى اجى اخدك بعد ما تخلص الليلة .
قال من خلفه " سامح " :
- وانا هاروح عشان تعبان .. لو عايزة تيجى ياام العيال تمام .. لو مش عايزة باتى عند امك ياختى .. عشان انا معنديش مقدرة اروح المحافظة وارجع تانى واروح بيكى ؟
نجلاء نظرت لبنتها بابتسامة مستترة ولا اكنها جابت لبس العيد.
.........................
![](https://img.wattpad.com/cover/270166116-288-k899688.jpg)
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
ChickLitحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها