نسمة الهوا فى الفجرية مع الضوء اللى بيزحف على الارض بخجل .. سكون بيقطعه حركات البشر الخفيفة وهى رايحة تصلى او تأدى عملها فى مكان زى ده .. لا بيهدى ولا بيستكين ابداً فى تأدية الواجب ..
كان جالس على كرسيه قصادها وهو مكتف ايديه .. بينظر لها ويراقب كل حركة منها بعنيه اللى مازارهاش النوم نهائى طول الساعات اللى فاتت ... التحفز اللى جواه مع الخوف عليها كان منسيه اى تعب وأى ارهاق .
خرج منها انين ضعيف وهى بتغمض فى عيونها بشدة .. قبل ماتفتحهم براحة وهى بتفوق فى نفسها .. اصدطمت عيونها بنظرة عيونه العميقة والحادة .. لبعض الوقت ظلت نظراتهم معلقة ببعض .. قبل ما يقطع حالة الصمت و هو بيقرب منها ويمسك ايدها . يحتويها بين ايديه الاتنين :
- حمد الله عالسلامة .
اومأت برموشها وهى بترد عليه وطيف شفاف غطى على عيونها وصوت خارج بصعوبة :
- الله يسلمك.
شدد على كفها اكتر بايديه الاتنين وهو بيأزرها :
- وايه لزوم الدموع دى بس ؟ قدر الله وماشاء فعل .
سكت شوية تاثراً بدموعها اللى ابتدت تنزل منها قبل ما يتابع بعتب :
- كده برضوا يا" نهال تخبى عنى زى حاجة دى .. و انتى عارفة ومتأكده انى مستنيها على نار .. طيب حتى قوليلى عشان اَخد بالى منك واراعيكى.
- انا مكنتش اعرف .
عقد حواجبه ينظر لها بعدم استيعاب بعد مقاطعتها لكلامه :
- انتى بتجولى ايه ؟
مسحت بدموعها وهى بتحاول تخرج كلامها كويس:
- والله زى مابجولك .. انا مبطلة برشام منع الحمل من مدة قريبة.. من بعد ما اتأثرت بحمل اختى " بدور " ورؤية " رأفت " ابن جيرانا واخته الصغيرة .. قلبى حن للاطفال وقولت اجرب نصيبى .. وبعدها يحصل اللى يحصل .. الكلام دا معداش عليه شهر .. يعنى هالحق اعرف ازاى ؟
رد هو عليها بشك :
- انتى حملك اكتر من شهرين يا" نهال " يبقى ازاى معرفتيش ؟
شهقت بصدمة وهى بتحاول ترفع نفسها:
- يعنى انا كنت حامل فى اكتر من شهرين ومكنتش اعرف ..
- أتأوهت بالم وهى بتكتم بكف ايدها على بقها ودموعها ازدادت اكتر .. نهض هو عن مقعده بخوف يهديها :
- طب براحة انتى لسة تعبانة .. ماترفعيش نفسك ..
هزت بدماغها وهى بتبكى بحرقة :
- والله ما كنت اعرف .. لو اعرف كنت هاقول وافرحك.. ماانا حاسة بيك وعارفة انك هاتموت على طفل منى .. بس ده حصل ازاى بس وانا مبطلة البرشام من شهر واحد بس ازاى ؟
ضمها على صدره بحنان يهديها :
- طيب خلاص بس هدى نفسك.. الحاجات دى ياما بتحصل .. او ممكن تكونى انتى نفسك نسيتى البرشامة فى يوم من الايام.. بس انا اللى عايز اعرفه.. انتى مالحظتيس التغيرات اللى بتحصل دى مع الستات فى كل شهر ؟
- انا من ساعة ماتجوزت والدنيا اتغلبطت معايا خالص فى الموضوع ده ؟ وبصراحة مااهتميتش .
خرجها من حضنه ينظر لها بتعجب وغيظ قبل ما يرجعها تانى وهو بيتنهد و يهدى فى نفسه :
- تمام يا"نهال "تمام .. احنا هناخد بالنا فى اللى جاى ..طيب دى حاجة تتنسى برضوا وما تهتميش تقوليلي عليها .. دا انا حتى وظيفتى دكتور لو تفتكرى يعنى .. الله يهديكى ياشيخة
..........................بمنديل ورق كانت بتمسح فى دموعها وهى بتعيط بحرقة .. نده عليها " عاصم " وهو بيقلع فى بدلة الفرح ويلبس بدالها حاجة خفيفة للنوم :
- ايه يا"بدور " ؟ خبرا ايه يابت عمى؟ من ساعة ماعرفتى اللى حصل وانتي مابطلتيش بكا .. ولا انتى نسيتى ان الزعل عفش على المرة الحامل !
ردت مابين بكاها:
- صعبانه عليا اختى يا" عاصم " .. كان نفسها تفرح هى كمان بعيل.. جوم لما يحصل.. فرحتها تنطفى من قبل حتى ماتحس بيه ولا تفرح زى الناس .
لبس تيشيرت على بنطول البيجامة قبل ما يندس جمبها فى الفراش :
- كل حاجة نصيب يا" بدور " وبكره ربنا يعوضها كتير جوى .. وتخلف بدل العيل اتنين وتلاتة كمان بس انتى هدى نفسك وريحى جسمك ونامى .. ياساتر .. دى كانت ليلة صعبة جوى.
- انت بتجول فيها يا" عاصم ".. دا انا وامى اتشندلنا فى الرن عليكم انتوا التلاتة واحنا بنتلطف على اى خبر يطمنا .. شالله ماتنعاد تانى يارب .. بس نعمل ايه بجى ؟ اذا كان دا فرح " معتصم " ونورا " .. دا الحمد لله ان محصلش زلزال .
قالت الاَخيرة وهى بتشد فى الحروف.. جعلت " عاصم " يضحك بعلوا صوته ومن قلبه وهو بنص نومة ومستند على مخدة .
- هههههه الله يخرب مطنك يا" بدور " .. ضحكتيني ياشيخة وانا زعلان وهلكان من التعب .
قلبها رق لضحكته لكنها ماقدرتش تمسك نفسها عن مناغشته:
- لكن هى كانت حلوة يا" عاصم " ؟ ولا كانت نص نص فى فستان الفرح ؟
بضحكة خبيثة منه :
- هى مين ؟
برقت بعيونها الشرسة :
- متعصبنيش يا"عاصم" .. انت فاهم قصدى على ايه؟
جاوب عليها بابتسامة متسلية:
- اممم .. بصراحة هو سؤال صعب وأجابته أصعب .. لإن انا وللأسف يعنى .. راجل جبان وخايف من دعوة دعتها عليا مراتى فى لحظة تجلى .. لما قالتلى روح يا" عاصم " ان شاء الله يارب .. عيونك توجعك يارب .. لو بصيت لوحدة غيرى .
قال الدعوة وهو بيلوح فى ايديه الاتنين فى الهوا بتمثيل جعل ضحتها تخرج من قلبها هى كمان .. وهى مش قادرة توقف .
هتف بحزم رغم سعادته لكن خوف عليها :
- خلاص يابت خفى الضحك لتتعبى.. احنا ماناقصينش ..
حاولت تسمع النصيحة وتسيطر على ضحكها شوية :
- اه ... بتعرف تضحكني يا وتضحك عليا يا" عاصم ".. ودى مش اى راجل يقدر يعملها مع مرته .
هز راسه بيأس :
- اضحك عليكى يا" بدور " !! ماشى ياعم .. ممكن تسيبني اريح جتتى شوية .. احسن انا هاموت وانام واريح من التعب الرهيب ده .
قال الاَخيرة وهو بيتاوب وبيزحف فى الفراش ويشد الغطا عليه .. نزلت هى كمان معاه وهى بتتوعد له بمكر الستات .. نام ياحبيبى نام ولما تصحى احكيلى كل اللى حصل.
وكانت الأجابة من تحت الغطا بيأس مع بداية دخول على غيبوبة فى النوم :
- يامرارك وحِزنك يا" عاصم ".. انا عارف انى مش هاخلص.
...............................
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
ChickLitحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها