الفصل السابع والعشرون

9.3K 353 9
                                    

حركت دماغها بعدم تركيز وهى بتكدب ودانها بحجة الاصوات العاليه للدجيي والسماعات العالية :
- انت بتقول ايه؟ كرر كلامك تانى بصوت اعلى .
قرب بدماغه منها يقولها فى ودانها :
- عايز اقولك انى روحت مع جدى النهاردة عند "عبد الرحيم " وطلبنا ايد " هدير " رسمى وهو وافق ومعترضش .
رفع راسه يقابل عنيها لقاها بتشد على ايده بلهفة :
- انت بتتكلم جد يا" وائل " والنبى؟ اوعى تكون بتهزر ياولا .
هز بدماغه ينفى مع ضحكة جميلة طالعة من القلب:
- والله مابهزر انا فعلاً طلبتها والخطوبة رسمى يوم الجمعة ان شاء الله.
بفرحة ام مشتاقة لفرح ابنها ضمته بقوة تاخده فى حضنها .
- الف مبروك ياحبيب قلبى .. وأخيراً هاتتجوز اللى بتحبها بعد تعب ولف ودوران فى البحث عليها .
رد عليها وهو متبت فى حضنها :
- عندك حق ياامى والله .. دا انا كنت خايف قوى لتروح منى بعد التعب دا كله.
صباح بزغدة خفيفة بايدها على دراع بنتها  :
- ماخلاص يابت انتى ماصدقتى .. سيبى الواض شوية
الناس بتبص عليكم .
نجلاء بعد مابعدت شوية عن ابنها:
- خليهم يبصوا براحتهم .. واحدة حاضنة ابنها حد ليه عندى حاجة ؟ بس تعالى هنا استنى .. انت هاتعمل الخطوبة من غير ماتقول لابوك ؟
وجهت سؤالها الاَخير ل" وائل " اللى اتنهد بتعب :
- والله ماانا عارف ياامى هاعمل ايه معاه ؟ بس انا ححاول تانى معاه ولو مرضيش.. يبقى خلاص بقى مايلومنيش عشان انا عملت اللى عليا .
عيونها كانت بتتنقل مابين والدتها وابنها بقلق :
- طب لو ماوافقش .. هاعمل ايه انا بقى لو مرديش انى احضر معاك ؟ هاتعمل الخطوبة من غيرى انا كمان يا" وائل " ؟
ربتت " صباح " بايدها على دراع بنتها بحنية :
- خليكى فى فرحة بنتك دلوك .. وبكره يحلها الحلال .
اللتفتت " نجلاء " ناحية بنتها وهى بتمتم فى سرها:
- فرحة بنتى ! .. اللى كل يوم بموال وانا نفسى معدتش فاهماها .
كانت بتتكلم بشرود ولكن" وائل" فوقها بصوته :
- ايه ياست الكل ؟ هاتفضلى واقفه كده سرحانة كتير .. احنا عايزين نطلع للعروسة نسلم عليها مش جاية معانا ولا ايه ؟
................................

وفى الكوشه عند العرسان " نورا " كانت قاعدة وفارده ضهرها بتفاخر .. بعد ما نقت اغلى شبكة من اساور دهب وعقد يغطى صدرها دا غير الدبلة ومحبسها ومعاه جوز خواتم زيادة .. والفستان من افخم اتيليه ومكياجها وشعرها فى اشهر بيوتى سنتر .. وكأنها بتعوض نفسها بالفلوس والدهب الكتير .. انتفضت فجأة لما حست بلمسة ايده على دراعها .
- فى ايه ياجدع انت الله ؟ دى المرة الرابعة تعملها واحذرك !
قالتها بصوت واضح وهى بتنفض ايدها .. قرب هو بوشه منها يكلمها بنظرات جريئة وصوت محذر :
- وطى صوتك الناس هتاخد بالها .. انا كنت عملت ايه ياعنى لعصبيتك دى كلها ؟
نظرتله بغيظ وهى بتدوس على اسنانها :
- بلاش استعباط معايا .. مش عشان قاعدة بنص كم ودراعى باين يبقى هاسمحلك كل شوية تتحرش بيا .
ضحك بسماجة قدامها يستفزها اكتر :
- اتحرش بيكى ايه يامجنونة ؟! دا انا خطيبك دلوك وجريت قوى هابجى جوزك .. ماهو انا بصراحة بعد ماشوفت الحلاوة دى كلها مش هاجدر اصبر كتير .
قال الاَخيرة باسلوب وقح ونظراته بتنزل على اللى مكشوف من فستانها.. جعلها تقشعر من جواها لكن صوت شقيقها اللى وصلها وهو بيكلم ستها خلاها تقوم منبوطة من مكانها وكأنه جالها نجدة .. انتظرت لما وصل عندها واترمت فى حضنه:
- وائل حبيبي ... انتى وحشتنى قوى ياقلبى.
وائل اللى خرجها من حضنه بالعافيه بابتسامة كبيرة :
- لدرجادى كنت واحشك اوى ياعروسة ؟.. على العموم انتى كمان كنتى واحشانى .. الف مبروك ياأحلى: نورا ".
قال الاَخيرة وهو بيبوس على رأسها بحنان اخوى وبعدها اللتفت ل" معتصم" يمد كفه ويصافحه على مضض :
- الف مبروك يااااستاذ " معتصم " .
شده من ايده ياخده فى حضنه بالقوة بترحيب مزيف :
- الله يبارك فيك ياابونسب ياغالى .. ايه ياراجل انت محدش شايفك ليه من الصبح ؟ دا حتى يبجى فرح اختك مش واحدة غريبة يعنى .
خرج من حضنه يرد عليه بتوتر :
- معلش بقى اشغال هى اللى بتلهى الواحد .. عن اذنك .
قالها وابتعد عنه ينتظر جدته " صباح "اللى كانت بتحضن " نورا " تبارك لها .. وبتقليد متوارث خرجت من بوكها خاتم دهب هدية وضعته فى صابعها واتصورت معاها .. اضطرت " صباح " تمد كفها ل" معتصم " تباركله وتتصور معاه وهى قلبها بيتقطع بداخلها
..................................

ست الحسن ( الجزء التانى )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن