الغضب .... كلمة قليلة عن اللى حاسس بيه دلوقتى.. من ساعة من بلغه "عاصم "بحسن نية انها نزلت المحافظة.. عشان تحضر محاضراتها وعرف هو من الدكتورة زميلته ان المحاضرة انتهت من نص ساعة تقريباً ..ساب اللى فى ايده وساق عربيته فوراً لجامعتها ينتظرها .. لكن المفاجأة كانت لما لمح طيفها من بعيد وهى ماشية بعيد عن جامعتها ...استنتج فوراً انها هاتاخد مواصلة عامة لتوصيلها البلد .. الغبية كان هاين عليه يشدها من شعرها يجرجرها قدام الركاب .. لدرجادى وصل بيها الاستخفاف بكرامته ورجولته .. وعلى سبب لايذكر .. لما نزل من عربيته وخبط بقبضة ايده على ازاز الشباك اللى كانت ساندة عليه بدماغها ومش دريانة بوجوده.. شاف وشها اللى اتخطف وجاب مية لون بمجرد رؤيته .. بكل هدوء شاور بعنيه عشان تنزل من سكات .. هى من الصدمة مقدرتش تقاوم ولا تعترض .. نزلت فوراً لقيته واقف قصادها بطوله المهيب .. وجهه متجهم وملامحه مش مقروءة نهائى.
وعلى نفس السكوت فتح باب العربية يدخل مكانه ويدور المحرك.. نفخت بداخلها قبل ما تتحرك اَلياً وتلف الناحية التانية تركب جمبه فى الكرسي الامامي .. فوراً اتحرك بعربيته ومشي بيها .. بلعت ريقها قبل ماتتجرأ على الكلام :
- على فكرة بقى .. انت مش من حقك تزعل كده .. عشان انت اللى ماسألتش عليا .. فما تلومنيش على تصرفي دا ...
اللتفت لها فجأة بنظرة نارية وقفت الكلام على لسانها .
صدره كان طالع نازل قدامها بشكل يوضح قوي .. كمية الغضب اللى جواه منها ..بس كمان سكوته دا يقلق ويخوف .
حاولت معاه مرة تانية :
- طب انت ساكت ليه ماتتكلم.. هو انا بكلم نفسي .
برضوا فضل ساكت واستمر فى القيادة طول الطريق بشكل دمر اعصابها .. وجعلها بمجرد مافتح لها باب الشقة ودخلت .. انفجرت فوراً :
- هو في ايه بالظبط ؟ ماتتكلم وطلع اللى جواك .. بدل اسلوب التجاهل ده .
رمى مفاتيح الشقة والعربية قدامها على الكنبة الى قصادها وهو بيقول بهدوء مايسبق العاصفة:
- عايزاني اقولك ايه بالظبط؟
- قول اي حاجة بس بلاش الجو المريب ده .
قال بأسلوب تهكمي:
- اه .. يعني انتي عايزاني اعاتبك مثلاً على عدم احترامك ولا تقديرك ليا ؟ ولا اهنيكي على جرأتك .. اللى خلتك تيجي من البلد مخصوص عشان تحضري محاضرتك .. وبعدها عايزة تمشي من سكات ولا اكن ليكي بيت وراجل هنا .. ولا الأحسن أنى اصقفلك وانتي عايزة ترجعى لوحدك على البلد بالمواصلات العامة عشان توصلى هناك والدنيا بتليل ؟غمضمت عيونها وهى بتاخد نفس طويل تشجع بيه نفسها للرد عليه :
- اولا انا عمرى ما جللت من احترامك .. وانت عارف ومتاكد. من كلامي اما بالنسبة لحكاية اني اروح لوحدى .. فدا شئ طبيعي بعد تجاهلك ليا طول اليومين اللى فاتوا .. وكأني معدتش ليا وجود فى حياتك ولا اهمك نهائي .
مال برقبته ناحيتها وهو مضيق عيونه قبل ما يقول بابستامة جانبية غامضة :
- وعايزاني اكلمك ليا يابابا ؟ مش جولتي انك عايزة تهدى اعصابك ودا كان طلبك .. بتولوميني ليه بقى لما انفذ رغبتك ؟
دموعها غرقت وشها وهى بتهتف بصرخة:
- هو دا اللي فهمته ؟ اني عايزة ابعد وبس! .. مافهمتش اني تعبانة وعايزاك تطمن جلبي وتراضيني .. ماشوفتش فى عنيا رغبتي الشديدة انك تاخدني فى حضنك .. وتطبطب عليا زى كل مرة زعلنا انا و انت فيها مع بعض .
قالت الاخيرة بصوت ضعيف طلع بحرقة.. جعلته يتفاجأ من رد فعلها وملامحها تلين فى الرد عليها :
- بس انا راضتيك يا"نهال " ساعة ما اتعصبت عليكى وجتها فى مكتبي ودا كان قبل ما نروح البلد .. ولا انتي نسيتي ؟
مسحت دموعها باطراف صوابعها وهي بتاخد شقيق وزفير قبل ما ترد بقوة :
- لا منسيتش .. بس انا ساعتها كنت منهارة بجد بعد ما وصلني كلام تاني ومعايا الدليل !
سألها بارتياب :
- دليل ايه اللى بتقولي عليه ؟
........................
![](https://img.wattpad.com/cover/270166116-288-k899688.jpg)
أنت تقرأ
ست الحسن ( الجزء التانى )
ChickLitحكايات العشق والعشاق مابتنتهيش .. ولحظات السعاده بتتحس اوى لما تيجى بعد تعب .. واحنا لسه فى الجنوب يعنى الحكايه ليها طعم وشكل مختلف . بس الصدق هو اللى بيميزها