فصل خامس_ "جولة"

16 7 0
                                    

فصل خامس
نهضت من مكانها بتوجس، تراقب والدها الغاضب أمام باب الغرفة، لم تستطيع معرفة ما يحدث، سوى تهجمه الواضح...
قالت بقلق : اهلا ابي.. هل هناك شيئ ما!!
ابتعد عن الباب قليلاً وقال باستهجان :لماذا تأخرتي إلى ذلك الوقت..
ردت بخوف : احتجت إلى بعض الأغراض المدرسية
رد بسرعة :مثل!!
:اشتريت كتاب مدرسي
سند يده على الباب : ماهو ذلك الكتاب..
بلعت ريقها بجفاف، لم تفهم إلى ماذا يرمي بكلامه، تشعر بشيء ما يحدث، أو بحث يجري عليها..
أردفت بكذب : انها كتاب مدرسي..
رفع حاجبيه :أين هو!!
ارتفعت دقات قلبها بشدة، لأول مرة يتم سؤالها من قبله بهذا الشكل، بدا لها مشكك، الأسوء انه تحمل معها رواية سيئة السمعة، بغلاف قديم، بلا شك سوف يتهمها، بالانحراف أو الظلالية، عقلية قديمة مثل والدها بحاجة إلى كذبات مستمرة، ما رأته مناسبا على منضدة بجوارها رفعته أمامها بتلويح وفتح صفحاته :انها مجلة علمية لي وكالة الروسية لي الفضاء..طلب مني بحث فاستعنت بها...
دخل للغرفة وأخذ منها المجلة، تصفحها باهتمام، كأنه يبحث عن حجة ما، بعد البحث بين صفحاتها، لم يرى شيء مثير للشك، رمى المجلة جانبا وقال قبل خروجه بجفاف: انه التنذير الأخير لا تتاخرين مرة اخرى...
جلست فوق السرير براحة، تنفست الصعداء، لأول مرة تضع في موضع الشك من قبل والدها شخصياً، هل كان يراقبها، مسألة الشك التي أتت بعد شراء رواية لوليتا أثارت بداخلها الشكوك فعلياً، ردة فعله تبرز غضبه من تأخرها هذا طبيعي فهو يكره جدا، التأخر المعتاد منها، وهي تتأخر فقط عند معرفتها بسهرة الحانة الخاصة به، الفظيع من هذا هو يطلب عدم التأخر ولكنه لا يساعدها في أي خدمة ممكنة، لم تفكر بالطلب منه حتى، من غريب سن القوانين على قطة حبيسة...
أمسكت الرواية القديمة، خبأتها تحت السرير بحرص، وغيرت ملابسها، وصكت الباب ورمت نفسها فوق السرير، أمسكت كتاب رياضيات، بدأت في المراجعة الخاصة، بحاجة إلى جدول رسمي فعلي، ترغب في علامة جيدة، يمكن الحظ يقف معها، أو تتغير حياتها قليلاً، فكل ما تتذكر حيوية لوليا، تلك الفتاة تشعر بنوع من الطمأنينة والحب لها فعلا، أمسكت القلم، ذاكرت بأمانة فعلية لمدة ساعات، شعرت الجوع نزلت للمطبخ، شربت كأس حليب وبعض العنب، عادت للغرفة انهت ما تبقى لها، خلدت للنوم....
..................
جلست فوق المقعد الخشبي، نظرت إلى الباب كل حين، انها المرة الأولى التي تهتم في شخص ماب بالفعل، لم يمضي يوم على تعارفهم، لكنها شعرت في الحماس والراحة لها، من جميل أن تتبادل أطرافها حديث ما مع شخص ما، كانت الساعة ثامنة تماما بقى عشرون دقيقة على، بدأ حصة الأدب الروسي، تذكر الحصة و الرواية بشعرها في العجز حرفيا، فمنذ خروجها من منزل، اضطرت أن تعود مرة أخرى إلى المنزل بسبب نسيان الرواية الممزقة، بعد مطالعة الجدول، كلها في المجمل ترسل لها إشعارات مملة، الأسوء انه تمتلك رواية قديمة، لا تعلم هل سوف تنفع ام لا، لو كانت المعلمة القديمة، لما اهتمت، لكن المعلمة هاته جديدة يبدو أنه من نوع الصارم، المحب جدا لعمله، فقد عمدت إلى وضع رواية داخل دفتر كبير محاوطتها به....
دق جرس الحصة رسميا، بدأ الطلاب في الدخول بسرعة واتخاذ امكانهم بانتظام، لاحظت من حركتهم مدى التزامهم السريع في الدخول، يبدو المعلمة أظهرت معاملة صارمة، صادف أيضا دخول الاثنين سويا، المعلمة من ثم لوليا، رمقتها المعلمة بنظرة صارمة، لكن أشارت بيدها لها في الدخول، علمت أنها طالبة جديدة!!
نظرت لوليا بحيرة للمقاعد، بحثا عنها، رفعت يدها لها بخفة واتت بجانبها بسرعة..
وضعت الكتاب فوق الطاولة قالت باحراج:انها المرة الأولى التي اتأخر بها..
ردت عليها بابتسامة :لا بأس أنه يومك ثاني فقط
:ليس لأنه جديدة بل صادفت مجموعة فتيات تبادلت الحديث معهم سريعاً!!
عقدت حاجبيها، قالت باستفسار: هل بينهم فتاة بشعر احمر...
هزت رأسها، رغبت في الرد، ولكن صوت المعلمة اسكت الجميع بدأت في الحديث..
استرسلت بسرعة قائلة : عند صفحة ٤٥.. ابداي القراءة من جهة اليسار صفحة صفحة...






تفاعل بليز

 دخول الجنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن