دخلت كافتيريا بحثا عنها، رأت مجموعة من فتيات حولها، تذكرت حديثها صباحا، انهم مجموعة منوليا بالفعل، نجمة المدرسة والبلدة، ابنة العمدة، لو انه عمدة مثل هاته البلدة إهانة، جلست بعيدا عنهم، تراقبهم بجذل، كانت لوليا كعادتها مندمجة في الكلام، جميع الأنظار نحوها ينظرون لها ببلاهة، للتو حتى تمكنت من رؤية ما يميزها، بعيدا عنها فتاة غريبة وجديدة، لكنها فتاة ذات هيئة مختلفة، اجتماعية، ودودة، لطيفة، صريحة بأدب...
صفقات يفتقدها فتيات البلدة بالفعل، هي منهم، منها اللكنة الروسية الغربية الجميلة، عكس اللكنة الجنوبية الخشنة جدا، تمثل فعلا فتاة من طبقة الراقية..
لكن ردة فعل عقلها على جملة (طبقة راقية) ، أتى معاكسا، أليس يوجد بهذا ربط واضح، ربط الأمور الحاضر ، جعلها تنزل رأسها قليلاً تفكر بيقظة اخيرا...
هي ابنة مدير المصنع وانا ابنة احد عماله...
ربط غريب جدا، الأسوء انه استوعبت الان انها ابنة المدير، سمعت صباحا جملة جيدا، لكن بسبب تكدر مشاعرها لم تفهم جيدا، الربط الأخر و الأسوء هو هل هي ابنة مدير فقط ام ابنة المدير وصاحب المصنع..
هل ترتبط ب....
ضجيج تحرك الكرسي قطع أفكارها، تجسد فوق الكرسي الموضوع نفسه، حركت عينيها خلفها من ثم نظرت لها، تبعتها لوليا في الحركة نفسها، ثبتت بصرها عليها قالت : لقد رحلوا... انهم فتيات رائعات ولطيفات.. عرفوا نفسهم بشكل جيد لي دعتني احد منهم إلى حفلة ميلادها..
ترى الفكرة التي برأسها اصبحت حقيقة، فتاة مثل منوليا لن تتنازل لي دعوة شخص أقل منها،أكملت برقة : أخبرتها عنك.. إنها تعرفك جيدا، أخبرتني بوضوح اني أتى معك.. فأنت تعلمين مكان منزلها...
الحقيقة بدت كاذبة كبيرة تلك الفتاة المصعاء، فهي لا تعرفها جيدا ولا تعلم عنها شيئ، تعرف اسمها وتلك تعرف اسمها، ابنة عمدة البلدة لا أكثر من ذلك، تلك المعرفة الودوة تحت غطاء الكذب ترمي بها هي وليس احد آخر،
لكنها ردت بتحفظ مباشر : لا ارغب في المجيئ إلى الحفلة أن رغبت اوصلتك للمنزل..
ليس كاذبة فهي فعلا لا ترغب في الذهاب، رغم فضولها بذلك، تعلم مكان المنزل بسبب تميزه باللون الأسود عند بداية البلدة، ليس لأنها زارته أو ذهبت له عنوة ...
قالت لوليا بتحسر : في الحقيقة أرغب في التعرف عليهم.. لكن لن يرضى ابي بذلك فورا.. فأنا جديدة هنا.. لو أخبرته انها ابنة عمدة بالتأكيد سوف يوافق... أرغب في رفقة شخص اعرفه جيدا.. لا يوجد أفضل منك...
قلت فورًا : انتي تعرفينهم الان...
: معرفة الأسماء والتحية فقط.. ان علم والدي باصطحابي فتاة أخرى معي لوافق فوراً..
في الحقيقة لو علم والدك اني ابنة عامل لرفض، فهي للتو أكدت لها، احتمالية قبول دعوة منوليا لأنها ابنة العمدة.. لن ينتهي إصرارها حتى تلمح لها بشكل واضح، مع كراهيتها للحقيقة فعلا..
قالت ببطئ: في الحقيقة هناك سبب لي رفضي الذهاب؟!
رأت نظرتها لها بهدوء، أكملت :والدي يعمل طوال اليوم في المصنع.. السبت عطلته الوحيدة.. هذا اليوم الوحيد لي قضائه سويا.. لذلك لا أستطيع..
أنت تقرأ
دخول الجنة
Romanceبعد حياة مملة كئيبة تصتدم وانيا بارتيكوف، بمشاعر غير مفهومة هل هي ابوية أو إعجاب أو حب ناحية والد صديقتها المقربة (ليونيد ناريسوفيتش)، في خضم كل هذا نكشف الأسرار والمفاجأت متعلقة بحياة الجميع... الفصول كل اثنين