فصل ثامن
لم يعد والدها للان، منذ عودتها للمنزل، مرت ما يقارب خمسة ساعات، أن لم تخطأ فهو قرر الرحيل مبكرا لي المهرجان، يبدو كما خيل لها القدر يساعدها بأكثر مما تظن، تأكدت من هذا عندما وجدت مبلغ مالي لا بأس به عند منضدة التلفاز، مبلغ (٥٠٠) روبل، جيدا إلى حد ما، فوقه مبلغها الخاص ٤٠٠ روبل، بذلك يصبح لديها ٩٠٠ روبل، تستطيع الان فقط، شعور في الجنة، رحلة الأحلام بغياب والدها، رفقة صديقتها، مع مبلغ مالي كافي، أن كانت الإقامة الفندقية على حساب والد لولي، الألعاب على حساب البطاقة، أيضا سوف يكون مشاركة بعض الطعام على حسابها، وان كانت فقيرة، قبلت ذلك العرض بفرح وحماس، تبقى تملك من العزة الكبيرة، الكرم أيضا، تذكر جيدا، إلى أي مدى صرفت أموالها إلى من، من أجل من...
عملت ذلك الليل على تنظيف المنزل والمطبخ ، ترتيب ملابسها، كنس الحديقة، إخراج الزبالة، الأكل بشكل أكبر، كانت ثلاجة ممتلئ إلى حدا ما، ابتعلت بقدر ما امكنها من ذلك، هجرة الثلاجة مدى أسبوع ممكن أن يؤدي إلى فساد الطعام، أكلت فقط الفواكه و الجبن، حضرت سندويشات لها و لي لوليا من أجل سفر الغد، حملت بعض من الطعام لي العمة اني بنية الفائدة منها، خرجت من المنزل،قطعت الطريق القصير الواصل بينهم ، قرعت الباب، دلفت المنزل بهدوء، علاقتها مع العجوز تسمح لها أن تجلس في الصالة دون مضيف أو مرحب، وضعت أكياس الطعام فوق الطاولة وجلست فوق كنبة جلدية البيضاء، تنتظر العجوز...
لم تتأخر كثيرا عندها سمعت صوت قفل الباب، كانت بالخارج إذا، نهضت مرحبة بها، جلسوا سويا بعد إعداد أكواب قهوة، تبادلوا أطراف حديث بسيط، كانت العجوز هادئة هذه المرة وطبيعية جدا، لم ترمي كلام غريب أو مزعج، بعد أن أشارت إلى الأكياس وسألت عنها،، هنا كان عليها توضيح سبب إعطائها الطعام..
قالت بفرح هادئ : سوف اسافر مع صديقتي إلى المهرجان كودينسك.. بعد موافقة ابي بالطبع.. هذا طعام بقى في الثلاجة من أجل أن لا يفسد.. أتيت به..
من المهم جدا أن تضيف مسألة موافقة والدها وعلمه بذلك، حتى أشخاص مثل تلك العجوز من السيئ أخبارهم في الحقيقة فعلا، أكملت بجذل : أتيت حتى استعير منك شنطة صغيرة من أجل ملابس..
لم تلاحظ اي ردة فعل غريبة، إذا سرعان ما نهضت، عادت بعد دقائق، تحمل شنطة قماشية سوداء فخمة جدا، مع خطوط ذهبية لامعة...
وضعت الشنطة أمام الطاولة وقالت بتشديد : شنطة الوحيدة التي املكها للسفر.. أيضا الوحيدة.. اعتني بها جيدا سيدة بارتيكوف!!
أخذت الشنطة في حضنها وقلبتها بإعجاب صادق، ملمسها قماشي ناعم، متوسط الحجم، بفتحة كبيرة ذهبية، وممسك قماشي كبير ، تشبه شنطة رياضية لكن بطابع راقي أكثر ومميز، حتى سعرها لا ترغب في تفكير به، وضعتها جانبا وردت بامتنان : اشكر لطفك أيتها السيدة..، صمتت قليلاً بشك من ثم قالت : هل انتي متأكدة من منحى اياه لأسبوع كامل!!
اردفت عجوز بصراحة : لا أثق بك حتى.. انه معزولة منذ ٣٠ سنة.. أخبرتني بصدق انها بحاجة إلى رؤية العالم من جديد
:من هي!!
:الشنطة..
اشارت بيدها نحوها، ضحكت بخفة على تعبير العجوز، نهضت بأدب قائلة : سوف احرص عليها أشد الحرص كوني واثقة من ذلك...
ردت العجوز بغرابة : انتي تذهبين للمرة الأولى خارج نيولردوم.. كوني حذرة فاما ترغبين للعودة إلى نيولردوم للأبد أو الخروج منها..
قالت بعدم فهم : لم أفهم بالضبط ماذا تقصدين.. اني فقط أخرج الإستمتاع.. أرى أي مدينة أخرى أفضل منها بكثير..
عند عودتها للمنزل لم تستطيع مقاومة ذكرى كلام العجوز، فهي بعد خبرة طويلة معها أصبحت تعلم إلى مدى يصدق حديثها ولو بعد حين، لم تستمر بعد ذلك في تفكير فيها، إذ أنه ملابسها لم تعجبها، لا تصلح حتى لي للجلوس، جميعها ام ممزقة أو باهتة اللون أو الشكل، لا يوجد أي أناقة أو جمال به، تمتلك بيجامتين للبيت و اللباس المدرسي، فستان بسيط وبنطلون جينز بسيط ومعطفين، مجموعة ملابس تفتقر إلى الذوق، لا يمكن الخروج بهكذا رحلة معها، إذا ٩٠٠ روبل سوف تصرف، من أجل بيجامة محترمة للنوم وفستان أنيق ومعطف سميك وبنطلون اسود محترم، لباس للنوم، آخر للنشاط، فستان للحفلات، ذلك كل ما تستطيع فعله، ولو انه بحاجة إلى أكثر من ذلك، حدث مثل هذا بحاجة إلى مال أكثر، مع ذلك سوف تاخذ الملابس الموجودة، حتى الجديد لا يكفي، فتحت الشنطة، تتأكد من نظافتها، و لم تكن خالية، كيس اسود بداخلها، حملته باستغراب، داخله قاسي هذا واضح، هل نسيته العجوز بهذه الشنطة، ملكها الفضول لرؤية ما داخله، مبلغ مالي!!!
قلبت المال المحكم بدهشة، قلبته على جهة الأخرى، رأت ورقة بيضاء كتبت عليها بوضوح ( لا تجزعي يا فتاة مبلغ ١٠ الا روبل.. بالكاد كافي لمثل هذا المهرجان .. استمتعي به جيدا مع تحياتي لك)
جلست على سرير بصدمة مؤثرة، لا تعلم هل تشكر العجوز ام القدر على كل تلك التسهيلات من أجل السفر، لأول مرة تشعر أنها في الجنة، كل شي بات جيدا الان ورائع، جميع البشر رائعون، طيبون، اولهم تلك العجوز الوحيدة القابعة في منزل بارد، تحمل من الطيبة ما تكفي، لتحقيق رغبة بسيطة لها، رغبت في الذهاب لها وشكرها، لكنها لا هي تجيد الشكر ولا العجوز تتفاعل مع ذلك النوع، لو كان القدر رجل لي ألقت نفسها عليه، قبلت رأسه، يوجد الكثير من الطيبون في العالم، يوجد القدر الرائع أيضا، قدر ذهاب لها إلى رحلة منوطة في جميع أساليب المتعة..
لم تسطتيع مقاومة القفز فوق السرير بفرح، ورمي ملابس والمال من حولها بمتعة، غير مسبوقة، كما يقولون الفلكيون، هذا اليوم لها تماما...تفاعل بليز !!
أنت تقرأ
دخول الجنة
Romanceبعد حياة مملة كئيبة تصتدم وانيا بارتيكوف، بمشاعر غير مفهومة هل هي ابوية أو إعجاب أو حب ناحية والد صديقتها المقربة (ليونيد ناريسوفيتش)، في خضم كل هذا نكشف الأسرار والمفاجأت متعلقة بحياة الجميع... الفصول كل اثنين