البارت الثالث

2.4K 76 9
                                    

لمياء—
نزلوني من السيارة و خلوا الخدامة المسكينة داخل اشوفهم ماسكين فنار و يفتشونه.
"ترا ما معاه شيء"
لف علي اللي كان يفتشه ، كان لابس بدله خضراء و بلوزه سوداء داخل واتوقع انه من زمان ما زار الحلاق.
"اجل انتي اللي معاك؟"
"يمكن"
"تستهبلين علي انتي؟"
سكتت ما عرفت وش ارد.
"وين رايحين؟"
برضو سكتت.
"انا سألتك وين رايحين؟"
"مين انتوا؟"
"انتي غبية ولا تستغبين؟"
مسكني واحد منهم مع رقبتي من ورا و خلاني اقعد على ركبتي ، يارب اقلعهم عني يارب.
"انا سألتك سؤال ، وين رايحين؟"
"حفله لقريبه لي"
"يا ان قريبتك جنيه او انك لا زلتي تستهبلين علي"
"لا والله صدق هي مسويه حفله لاخوها الصغير في بيت جدتها قريب من هنا"
"ما فيه بيوت هنا تستعبطين"
اللي مسك رقبتي صرخ علي من ورا.
"والله العظيم ما اكذب والله"
"قومي وقفي"
وقفت علطول زي ما طلب مني ، مد يده جهة السواق وصوب سلاحه عليه.
"رشاش لا"
قال واحد فيهم كان واقف وراه ، اجل اسمه رشاش؟ كني سمعته من قبل.
"تتكلمين ولا بثور في راس سواقكم"
"من جدك؟ من اليوم وانا اتكلم حلفت لك قاعده اقول الصدق!"
صرخت من القهر مو طبيعي ليه محد راضي يصدقني ، اسلوبه ذكرني في فهد بالضبط ، لو مهما اقول مستحيل يصدقني .
ميل راسه على جنب و ضحك.
"شفيك تضحك والله قاعده اقوــ"
فجاءه سمعت صوت طلق النار و الا اشوف سواقنا على الارض طايح.
فتحت فمي ابي اتكلم صوتي مو قادر يطلع ، ابغا اصرخ احس احبالي الصوتية تجمدت و مو بقا عندي صوت.
"هه سواقكم و ذبحناه يعني رجعه لبيتكم مافيه اليوم"
"بس....انا والله كنت اقول الحقيقة"
تكلمت بكل هدوء ، هدوء خوفني حتى انا ، ابغا اصرخ ليش مو قادره اصرخ!!
"رشاش خلاص تكفى"
نفس الشخص تكلم ، رفعت عيني و ناظرت له و لقيته يناظر سواقنا مصدوم ، بنفس صدمتي .
طحت على ركبتي وحسيت رجولي مو قادره تشيلني ، الشخص اللي كان وراي مسك يدي بيوقفني.
"خلاص يا مصلح"
قاله نفس الشخص اللي طلعني من السياره.
"جمعوا اغراضكم شكلهم طفارى"
"تستهبل!"
قلت له بصراخ.
"ذبحت سواقنا و قطعت طريقنا بالنص واللحين تقول طفارى!"
حاولت اوقف و رحت عنده و قربت من وجهه ، على انه كان اطول مني بشوي ... ممكن بكثير.
"انتي عارفه من انا؟"
"ما يهمني من انت ولا مين هذول ، والله ما اسامحك الى يوم الدين على اللي سويته"
"مبروك ، مو بس انتي ترا"
"ومستانس بعد!"
ما حسيت بنفس ودفيته ، من ضعف يديني ما تحرك ولا شعره منه ، ابتسم و هو يطالعني احاول اعوره وافرغ اللي فيني ، استفزني زياده و طلعت كل قوتي و ضربته كف على وجهه ، مسكت يدي من الصدمه ، حسيت مو انا اللي فعلت هالشيء ، حسيت جسمي من القهر هو اللي تحرك من نفسه.
"لا قويه ماشاء الله عليك ، مصلح امسكها"
مسكني اللي اسمه مصلح مره ثانيه مع رقبتي من ورا و سحبني جهته ، حسيت بالاختناق وحاولت افك يدينه ما قدرت ، حسيت الدنيا بدت تظلم اكثر واكثر الين ما ظلمت و بعدها سكتت كل الاصوات حولي و بدا جسمي يثقل و دريت وقتها انه اغمى علي.
-
فهد—
رجعت البيت متأخر كالعاده ، امي كانت عند خالتي و البيت فاضي تماماً ، غريبه ، ما اذكر ان لمياء راحت معها ، اكيد قاعده في الغرفه و حاطه هالجهاز على راسها.
"ميري!"
صحت من الدور الاول للخدامه ، برضو مافيه صوت.
"يا ميري!"
هدوء تام.
طلعت الدور الثاني ادور على الكل ، مافيه احد!
بدا الخوف يتملك قلبي وحسيت برعب شديد ، نزلت تحت ركض واتصلت على بيت خالتي.
"الو؟"
"الو يا خالتي ، امي عندك؟ انا فهد!"
"بسم الله ايوه عندي هاك"
"الو يا فهد ايش صاير؟"
"فين لمياء؟"
"لمياء مفروض انها مع ابوك"
"متأكده؟"
"ايوه متأكده ، ليش ايشبك؟"
"ولا شيء يا امي خلاص مع السلامه"
اتصلت بعدها على ابوي علطول ، يرن...يرن..ويقطع الخط.
يا الله مو وقتك يا ابوي ما ترد اللحين.
بعد مليون رنه ، قرر ابوي يرد.
"الو يا ابوي انا فهد ، لمياء معاك؟"
"وعليكم السلام!"
"سلام عليكم يا ابوي مافيه وقت لمياء معاك ولا لا؟"
"لا يا ابني ما اتصلت علي من يوم ما راحت لبيت صاحبتها"
"وفينه ذا بيت صاحبتها؟!"
"والله ما اعرف بالضبط بس قالت لي انه برا الرياض"
"كيف برا الرياض! كيف خليتوها تروح!"
"يابن الحلال ايشبك هدي مافيها الا العافية اكيد ، اتصل على امك الطايشه هذي خليها تكلم ام صاحبتها تشوف وينها؟"
قفلت علطول واتصلت على امي اطلب منها وصف البيت.
وصفت لي امي البيت بصعوبه ، ما بين خوفها و ما بين التوتر ، ركبت السياره سريع و رحت للمكان ، كملت الطريق الين ما وصلت عند البر ، ايش يجيب بيت صاحبتها في البر اساساً!
كملت طريقي و شفت سياره قدامي لا زالت شغاله ، دعست بنزين و رحت لين عندها ولقيت الخدامه وسواق ابوي طايح في الارض و حوله كله دم ، رحت ركض على السياره فتشتها كلها ، ما لقيت لمياء.
لمياء ضاعت! انخطفت؟ ماتت؟! فين راحت!

خطة "ب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن