البارت السادس

2.2K 74 16
                                    

لمياء
اخذنا الشاحنة معنا و كملنا الطريق لين شفنا رشاش وقف الشاحنة و نزل ، نزل سلطان سريع و نزلت معاه.
"انت طيب؟"
"هذا احسن مكان"
جاء رشاش وفتح حوض الجمس الثاني و فتح علبه صغيره.
"يله ، بنغير هدومنا"
بدوا يبدلون ملابسهم وانا ما عرفت شسوي رحت وقفت ورا السياره.
لما خلصوا جيت عند رشاش وقبل حتى افتح فمي قاطعني.
"انتي بتقعدين في السياره وتنتظرين لين نخلص"
"طيب"
"قحص ومصلح روحوا للجهه الثانية اما مهل وسلطان وعمر خلوكم هنا"
رجعت السياره و قعدت فيها ، شفت رشاش صعد فوق الشاحنة و خذا معاه البندقية ، شفته وهو يصوب وحسبته بيطلق لكنه نزل البندقية ولف للجهة الثانية وصوب بالبندقية نفس ما سوا في جهتنا.
شفت سلطان يطالعني ثم راح و وقف في نص الطريق و قام يأشر بيدينه للسيارات الجاية.
يوم قربت السيارات و وقفوا له رفع سلاحه وقام يصارخ بـ "طف الموتر".
بدوا رشاش و عصابته كلهم يوقفون السيارات ورا بعض و ياخذون اللي معاهم ، الا فجاءه سمعت صوت طلق نار من قدامي ، رفعت راسي بشوف مصدر الصوت الا عمر جاي يركض لجهتي.
"نزلي راسك!"
نزلت راسي و جاء عمر جنبي وفتح الباب و احتمى وراه.
"شصاير؟"
"مدري بس فيه ناس معاهم اسلحه ، الله يستر عليهم"
عليهم؟ مو مفروض الله يستر علينا منهم لا نموت.
ما امداني اكمل كلامي الا سكن صوت طلق النار و هدأ الوضع. رفعت راسي لقيت اللي كان معاهم الاسلحه طايحين على الارض و حولهم كله دم ومهل يركض لجهتهم ويضحك.
نزلت من السياره و قربت من جثثهم ، فجاءه حسيت بأحد يسحبني من يدي بقوه.
"انا ما قلت لك ما تطلعين من السياره!"
"ما كنت اقصد بس...انا..كنت—"
قاطعني رشاش وسحبني مع يدي بأقوى ما عنده و دفني داخل الجمس ، ركب سلطان جنبي وهو يناظر لي.
"ما قالك لا تنزلين—"
"خلاص فهمت ما يحتاج تشرح انت بعد"
حاولت اكتم الصيحه داخلي ، ما احب ابكي قدام ولا احد ، البكاء يضعفك قدام الناس و يخليك ولا شيء عندهم وانا بليّا ما لي ولا قيمه عند رشاش وعصابته ، وابكي قدامهم بيخليهم يمسحون فيني الارض.
"هاتي اشوف يدك"
"يله يا سلطان حركنا!"
طالع فيني سلطان و طالع في رشاش ، تنهد وشغل السيارة ومشينا.
ما صار لنا شوي الا شفنا رشاش ومصلح وقفوا سيارتهم ورشاش يأشر بيده.
"وش صاير؟"
سأل سلطان و انا ساكته ما تكلمت ، ودموعي تنزل لا ارادياً.
قدمنا قدامهم شوي و نزل سلطان ، حاولت اسكر الشباك عشان ابكي على راحتي ولكن مافيه فايده ، شفت سلطان راح عند رشاش و وقف جنبه.
-
سلطان
ركب رشاش حوض الموتر و بدا يصوب على الشاحنة.
"يهالبواردي"
"لا تكفى يا رشاش"
صوب رشاش ولا همه احد على الشاحنه ، اطلق الطلقه الاولى ولا جت ، ضحكت عليه انا ومهل لكن ما امدانا نكمل ضحكنا الا وهو مطلق الطلقه الثانية و جابها.
"جابها الوحش!"
رجعت و ركبت موتري وكملنا طريقنا ، وصلنا للمخيم والطريق كله كان هدوء لفيت عليها لكن هي منزله راسها.
"اسمعي ، ترا رشاش يبي لنا كلنا الخير ولا يقصد يوم انه سحب يدك كذا"
"الظاهر معينك محامي عنه كل ما سوا شيء جيت تتعذر لي من تصرفاته الزباله"
"رشاش ما راح يجي ويتأسف لك ويبي لك تتعايشين مع هالشيء دامك معانا"
"وهو باختياري اصلاً اني معاكم"
لفت علي وعيونها تحترق من الغضب ، لاحظت خشمها محمر و تحت عيونها احمر بعد.
"وش فيها عيونك؟"
مديت يدي بشوف وش فيها لكن مسحت عيونها بسرعه و لفت عني.
"ما فيني شيء"
نزلت وصكت الباب وراها بقوه ، واشوفها راحت للخيمه علطول.
رحت جلست عند عمر جنب النار.
"عمر ابي اسألك ، هي عندها شيء يدفيها؟ الدنيا برد والله"
"منهي لمياء؟"
"ايه اجل منهو؟"
"مدري والله رح اسألها"
قمت من عنده وانا اكرر اسمها على لساني ، حتى اسمها حلو.
دخلت خيمتها ولقيتها فاكه طرحتها وشكلها بتنام.
"دقيقه يخوي انت ما تعرف تتكلم قبل تدخل غرفه احد"
"اجل صارت هذي غرفه؟"
"قصدي خيمه ، اللي هو ، تكلم قبل تدخل خوفتني"
غطت راسها ودخلت عندها.
"اجل اسمك لمياء؟ من سماك؟"
قعدت قريب عندها و حاولت ابعد التوتر عني.
"شدخلك؟"
"اللحين هذي جزاتي جايك بونسك و اسولف معاك"
"ما ابي اسولف ابي انام وراي شغل بكرا مع الزفت رشاش"
"لا يسمعك بس يعلمك الشغل"
"خله يسمعني انا ما فرقت معاي خلاص يبي يذبحني خله يذبحني عطني السلاح انا اذبح نفسي واخلصكم كلكم من هذا الهم"
"خلاص خلاص اسكتي"
لا ارادياً قربت منها وحطيت كفي على فمها و سكتت.
"السموحه منك ، بس والله رشاش بدت تنفذ اعصابه منك و يمكن يتركك تموتين جوع وعطش وتتعذبين ولا يذبحك انتي ما تعرفين رشاش"
ناظرت لي و عيونها مليانه دموع ، ما امداها تتكلم الا وبدت تبكي.
"الله يلعنها من عيشه كاني بعيشها معاكم ، خلاص ما عاد ابي اعيش تكفى موتني وفكني من هالعيشه اللي كلها خوف و قلق و هم"
حاولت تفتش في جيبي عن سلاحي ولا لقته وناظرت فيني وهي تبكي.
"لا تبكين طيب ، وبعطيك اللي تبين ، جاي بسألك بس تبين بطانيه و لا شيء يدفيك العبايه لحالها ما تدفي"
"لابسه فستان تحتها يدفيني ما ابي منكم شيء"
"يا بنت الحلال لا تكابرين ، برد النفود ترا غير برد المدينة"
"مافيه فرق لا تتفلسف فوق راسي"
ابتسمت على تعليقاتها على كلامي ، يازين سواليفها.
"طيب نامي وتدفي زين عشان اقعدك بكرا تكونين نشيطه ، وهاك جهازك الغريب هذا"
حطيته جنبها في الفراش وقبل لا اقوم من مكاني قربت مني وحضنتني بقوه ، حسيت ضلوعي ذابت داخلي.
"الله يخليكم لا تذبحوني"
قالتها وهي لا زالت حاضنتني.
"ابشري محد بيقرب صوبك وانا حي"
ابعدت عني و تغطت بعبايتها و نامت ، طلعت ورحت خيمتي و طلعت فروتي و وديتها عندها ، غطيتها فيها و رجعت خيمتي انام.

سوو نفسكم ان سلطان توه يعرف اسم لمياء ، ما عرفت كيف ابدأ محادثتهم هنا.

خطة "ب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن