البارت السابع عشر

1.8K 65 46
                                    

لمياء—
صحيت من الفجر وشفت اغلبهم نايمين وخذيتها فرصه اروح اشوف سلطان بدون لا يشوفوني الرجال ، لبست فروتي و غطيت راسي و طلعت قمت اطالع في الخيام ادور عليه و لقيته ، كانوا حاطينه في خيمه لحاله ، دخلت و ناظرت له وحسيت بضيقه في صدري لما شفت منظره وهو يتعذب ، كان واضح انه يتنفس بصعوبه.
قربت منه وجلست عنده.
"سلطان"
همست له وانا اضغط بشويش على يده.
"سلطان تسمعني"
ولا صوت ، ما يرد علي.
"اذا تسمعني ، اشتقنا لك ، اشتقت لك"
فجاءه قبض على يدي بقوه و صحى وهو مفجوع و يتنفس بقوه ، ناظرني بشويش وكان كأنه يحاول يتعرف على ملامحي.
"لمياء؟ انا وين"
قالي وهو يناظر حوله ، ناظرت له وابتسمت ، فرحتي كانت ما توصف ، قربت منه وحضنته وكأني ما صدقت انه يصحى ، ما راح اكذب الامل كان ضعيف عندي وكان املي كله بالله انه يرجعه لي ، ابعدت عنه يوم سمعت تألم ، شكلي تحمست شوي.
"لمياء جاوبيني انا وين؟"
"في اليمن ، دخلنا اليمن امس"
ابعدت عنه و جاء بيتكلم لكن دخل علينا احد فجاءه لفيت بسرعه وانا خايفه ، لكن كانت بنت.
"لمياء! قاعده ادور عليك لي ساعه—"
لفت على سلطان.
"حمدالله على سلامتك"
هز راسه سلطان و شكرها.
عرفت صوتها ، كانت نوره ، قالت لي اجي معها برا.
"وش كنتي تسوين عنده! تدرين لو شافك عمي بيقطع رجولك تقطيع"
"وش دخله فيني ، اسوي اللي ابي ماله دخل"
سمعت سلطان طلع من الخيمة و كان يمشي بصعوبه ، تركت نوره و لفيت عليه ثم رحت عنده وسندته علي.
"ليش وقفت! الدكتور يقول لا تمشي جرحك للحين قاعد يلتئم"
"ابي فروتي مت من البرد"
"اجيبها لك اصبر اقعد هنا يويلك تتحرك"
شفته يناظرني وكان مره قريب مني.
"ابشري ما بتحرك"
قالها وهو يبتسم ، انحرجت من وجود نوره ولفيت عليها وابتسمت بشويش.
تركت سلطان قاعد عند الخيمة و رحت السياره ادور فروته ، اشوا ان السياره كانت مفتوحه ، لقيت فروه بس مدري حق مين اخذتها و وديتها له ، لبّسته بصعوبه وكان طول الوقت يناظرني ويبتسم.
"ممكن توقف حركاتك الغبيه هذي ، مو قدام نوره"
قلت اخر شيء بصوت خافت ، لفيت شوي وشفت نوره لا زالت واقفه ورانا و تحاول تشغل نفسها بأي شيء.
"مستحيه مني يا لمياء"
قالها وهو يدخل شعري ورا اذني وحط يده على خدي ، مسكت يده وشلتها بشويش.
"واضح انك تعبان من الجرح ريح و بشوفك بعدين"
رفعت صوتي عشان تسمعني نوره ، ما اصدق اللي قاعد يسويه!
"بتعب زياده اذا رحتي"
رفع صوته لفيت عليه وخزيته لقيته يبتسم ومستانس.
سمعت نوره تضحك بشويش.
"تراه ما قد سوا كذا مدري ليش اللحين استخف"
"عادي يختي ، احمدي ربك اهم شيء عمي ما شافنا"
ناظرتها وحسيت من نبرتها انها من جد خايفه.
"ليش خايفه كذا طيب؟ هو عمك ترا مو ابوك! ماله دخل فيكم امك هي اللي لها الشور"
"ابوي يوم توفى وصاه علينا وليته ما وصاه ، تخيلي ان كل شخص يجي يخطبني او يخطب منار يرفض علطول ويقول مكانهم عند امهم لين يموتون"
ناظرتها بصدمه!
"من جدك! وين عايشين احنا مو على كيفه ترا"
"نوره! وين رايحه انتي و...من هذي؟"
لفيت وسمعت نوره تقول "الزفت عند طاريه" ، ناظرت له و شفته يناظرني و معصب.
"اسمي لمياء"
"غطي وجهك فيه رجال غرب هنا! قله ادب—"
"مالك دخل فيني اسوي اللي ابيه"
"قصري صوتك يا بنت ما عندنا بنات يرفعون صوتهم على الرجال"
رفعت صوتي اقوى من قبل.
"مالك دخل تفهم!"
جاء يمشي بسرعه تجاهي وقرب مني و فجاءه ضربني كف على وجهي ، انصدمت و مسكت مكان الضربه.
"مين سمح لك يا كلب!"
"ما كلب الا اللي رباك يكفي اني ساكت لك وانتي جايه مع شباب غرب لحالك يا الصايعه احمدي ربك ما طردتك"
سكتت وانا اناظره و تجمعت الدموع بعيوني ، اخ ليش صوتي فجاءه اختفى وحسيت كل الكلمات طارت من مخي.
جت عندي نوره و حضنتني و قعدت تطبطب على ظهري.
"امشي داخل تكفين معليك منه"
سكتت وانا اناظره ، شفت مصلح جاي من جنبنا و شافني انا و نوره.
جاء عندنا بيسلم لكن شافني قاعد ابكي وانا ساكته ومصدومه.
"شفيك! لمياء!"
بعدت عني نوره و قعدت تناظر له ، استوعبت انه مصلح و تلثمت ، كان يناظرها ويناظرني مصدوم.
"شفيها؟"
"عمي ضربها ، بس تراه ما يقصد والله—"
"ما يقصد! تستهبلين صح!"
ناظرني مصلح و شفته عصب.
"منهو عمك ذا!"
لف وكان بيروح يشوف عم نوره لكن مسكته نوره مع يده.
نوره
"تكفى والله بيطردكم ولا بترجعون ابد"
"بالطقاق! ليش يمد يده على بنت!"
ابعد مصلح يده عني و رفعها و ابعدت عنه واحتميت بيدي ، شفته وقف و يناظر فيني بنفس الصدمه ، نزل يده بشويش.
"يعني مو بس لمياء"
"تكفى الله يخليك هدي اللحين وباخذ حق لمياء لا تخاف والله اليوم قبل بكرا بس لا تكبر السالفة اللحين......بيحط الحره فينا"
حسيت بالفشله وانا اتكلم له لكن رفعت راسي وشفته يناظرني وحسيته شوي ويبكي.
"الرجال ما يمد يده على بنت"
"ادري ، لكن عمي من زمان وهو مسيطر ، تكفى—"
جيت بكمل كلامي لكن قاطعني و راح دخل الخيمة وقعد ، ناظرت فيه و خفت عمي يشوفني ورجعت لفيت لقيت لمياء دخلت الخيمة ودخلت وراها.
مصلح
والله ما اخليها له هالواطي! ، جتني ذكريات من طفولتي لما كان ابوي الله يرحمه ويغفرله يضرب خواتي وامي ويستقوي عليهم وما كانوا يقدرون يقولون ولا شيء ، تذكرت و جاني تكاك في صدري ، شفت عمهم جاء وقعد في صدر المجلس ويضحك ويسولف وانا اناظر له و اخطط لموته ، شفت سلطان جاي من بعيد قمت و ساعدته دخلنا للخيمة و قعد جنبي.
"اخبارك شلون الجرح اللحين؟"
"الحمدالله ابشرك و ما قصرت والله يا مصلح ما بنساها لك ابد"
"ما بيننا يا رجال وتراني انقذتك عشانها هي"
قلت وانا اأشر على وراي.
"لمياء؟"
قالها وهو يضحك.
"اجل من؟ والله تراها تحبك وتخاف عليك لا تغلى عليها ولا باخذها منك"
"مخطط عليها من زمان شكلك"
ضحكت و انا اناظره ، بغى يزل لساني واقوله اللي سواه لها العم لكن سكتت خفت يعصب و يتنرفز ويصير له شيء.
ضيفنا العم و قعدت اتبسم بوجهه طول اليوم وعديت له اشياء كثيره ، يوم قرب المغرب شفته قام وراح ورحت وراه ، ناظرت قحص شفته عطاني نظره اعرفها زين لكن تجاهلته وكملت طريقي.
لفيت وراي شفت قحص وراي جاي.
"وش صاير علامك؟"
"تشوف ابن الكلب هذاك"
اشرت على العم.
"قصر صوتك لا يسمعك احد هذا شيخهم يا حمار"
"اليوم ماهو شيخٍ على احد"
"مدري وش ناوي عليه يا مصلح لكن تعوذ من ابليس واقصر الشر رشاش لا عرف تراه بيزعل"
"من اول وانا اسمع كلامك واسمع كلام رشاش لكن هاللحين الوضع تغير"
"مصلح....وش صاير؟"
شفت رشاش جاء من وراي وهو يدخن ، سكتت وما رديت عليه.
"افا يا مصلح! اسألك ولا تجاوب ، هالحركات اقبلها من اي احد الا انت.....هاه علمني وش فيه؟"
"هالكلب مد يده على لمياء اليوم!"
قلت وانا اأشر على العم شفت رشاش رفع حاجبه و ناظرني و ناظر العم ثم ضحك.
يوم سمعت ضحكته ناظرت له باستغراب.
"ما توقعته من هالنوع"
"انت متأكد يا مصلح يمكن كلمها بس وهي زعلت!"
قالي قحص ، لفيت عليه وانا معصب.
"ايه متاكد يا ابن الحلال حتى بنت اخوه قالت نفس الكلام"
شفت رشاش رما زقارته و فجاءه و راح للعم.
رحت وراه
"وش بتسوي يا رشاش"
لف علي و قالي ارجع.
سكتت و عرفت انه بيتصرف معاه.
الكاتبة
راح رشاش للعم و يوم قرب منه شافه العم ورحب فيه.
"ارحب! هلا بالبطل"
"ياعم بسألك سؤال"
"اسأل يا وليدي"
"شرايك باللي يمد يده على نسوان بيته؟"
سكت العم و بدا يطالع رشاش باستغراب.
"وش تقصد!"
"اقصدك انت"
فجاءه رفع العم سلاحه من الجنبية و حطه على راس رشاش ثم ضحك.
"رأيي والله انه رجال و يعرف يقود بيته"
لكن فجاءه رشاش ضربه مع رجله و طاح السلاح من العم و استغل الفرصة رشاش و طلع سلاحه و صوبه على العم.
"تباني اخلص عليك قدام اهلك؟ هاه؟"
"لو ذبحتني بيطردونك وتنقلع لديارك زي المشرد"
"ما كنت افكر اذبحك اصلاً"
سكت رشاش و قرب منه و مسكه مع رقبته.
"لكن اشوفك تلمس وحده من الحريم داخل ولا تقول لأحد عن اللي صار هذا اني لا اخلص عليك انت وقبيلتك كلهم"
"ابشر اللي تبيه يصير"
سكت العم و حس بخوف من جدية وجه رشاش.
"تروح هاللحين تعتذر منهم ولا والله لا اذبحك في منامك"
تركه رشاش بدون لا يسمع رده ورجع للخيمة وقعد ولا كأنه صار شيء.

خطة "ب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن