البارت الثاني عشر

2.2K 76 34
                                    

سلطان
كل ما فكرت فيها قلبي نغزني ، ما كنت ابيها تدري بهالطريقة ، ناظرت لمهل نايم جنبي وانقهرت اني سمعت كلامه ، كلام مهل ما عمره جاب لي خير.
اتقلب يمين يسار ما جاني النوم ابد ، قمت من خيمتي و طلعت ومعي سراج الخيمة ، حطيته عند الحطب و شبيت نار خفيفه تدفيني ، ناظرت لخيمتها وشفت سراجها والع.
ودي ادخل واعتذر واشرح لها كل شيء ، ما تستاهل اللي صار لها ابد ، اشرح لها اللي سوته بقلبي ، تفكيري صار كله عنها بعد ما كان عقلي فارغ ومابه الا سواد ، اشرح لها كيف اني ابيها على سنه الله ورسوله ، ابيها تصير لي وانا لها ، لكن بعد اللي صار امس ما ظنتي حتى تناظر في وجهي.
قمت وقربت من خيمتها وانا عقلي فاضي ما عندي حتى كلام سنع اقوله ، قربت من خيمتها وما سمعت شيء داخل ، شكلها نامت ، عليها بالعافية ، لا جا باكر بحاول اتكلم معها ، جيت برجع مكاني واطفي النار واروح اخمد لكن فتح باب الخيمة فجاءه وشفتها.
"بسم الله شجابك هنا روعتني؟"
ابعدت عني شوي و انا لا زال لساني ما ينطق ولا كلمه ، ما ادري هو من جمالها ولا من فشلتي.
"ودي اسولف معاك شوي"
"ما ابي اسولف وخر"
دفتني مع يدي و وخرت عن طريقها ، شفتها راحت عند اكياس الماء و خذت لها قارورتين و جت راجعه للخيمه ، وقفت بطريقها و حاولت اتكلم بجدية شوي.
"ابي اتكلم معاك اصبري"
"سلطان ترا مو فايقه لك وخر"
نزلت السراج على الارض و وخذيت منها الماء وحطيته فوق الخيمه.
"بزر انت! هاتهم"
شفتها تحاول تصعد وكان اكثر منظر تمنيت ما يخلص ابد.
لفت علي و انا لا زلت مفهي في وجهها كني خبل.
"تكفين ابي اعتذر منك على اللي صار"
تأففت ثم هزت راسها ، جيت بدخل و وقفتني.
"جب الماء اول قبل يصير قوالب ثلج"
"ابشري من عيوني"
لفت و دخلت داخل الخيمة ، دخلت الماء والسراج معاي ودخلت عندها.
-
لمياء
دخل سلطان وراي و قعد نفس مكانه المعتاد قدامي على الفراش ، تمنيت لو دفاية عمر عندي في الخيمة ، الجو صار كل ماله يبرد اكثر.
لبست الفروة وقعدت و هو لا زال يناظرني ويبتسم ، الابتسامه هذي هي اللي ودتني في دواهي.
"اخلص شتبي؟"
"اول شيء هدي ، ابي اطلبك طلب عادي؟"
"عادي"
"تجين معاي مكان؟"
"وين يعني؟"
"مفاجاه ما راح اقول"
"اخلص يا سلطان ماني رايحه معاك لحالي بعد اللي صار"
مسك يدي ، وكانت المسكه هذي نقطه ضعف بالنسبه لي ، ما اقدر اقاومها ابداً مهما مثلت و سويت نفسي ما اهتم وبارده لكن بمجرد انه يمسك يدي هنا انا اتحول شخص ثاني.
"ابي اوريك شيء"
قام وهو ماسك يديني وقمت معه ، ترك يديني وبدا يجمع بعض الاكياس اللي كان فيها خبز و جبن و شابوره والاشياء هذي وخذا مويه معاه ورجع مسك يدي وطلعنا من الخيمة ورايحين للسيارة.
وقف فجاءه هو ، وناظر فيني.
"نسيتي سماعاتك"
جيت برجع اجيبها لكن ركض قبلي كنه طفل صغير وجابها لي.
ضحكت على اسلوبه و نسيت للحظه اني زعلانه منه ، ناظر لي وضحك برضو.
"دوم ان شاء الله هالضحكة"
ابتسمت وانا اناظر له.
جينا بنكمل طريقنا وجاني صوت في راسي يوسوس لي ، وقفت مكاني وناظرت له.
"اوعدك والله ما راح اوذيك"
ناظرت له ثم ناظرت للسياره وترددت ، ضغط على يدي وتذكرت ان ما عندي شيء اخسره اللحين ، حتى رجعتي لأهلي انساها خلاص ، مشيت وراه وكأني منومه مغنطيسياً منه ، ركبنا الجمس و شغله و مشينا ، جيت بركب سماعاتي و وقفني سلطان.
"نشغله هنا احسن"
عطيته الكاسيت وركبه في المسجل.
واحنا في الطريق فتحت الشباك ، او بالاحرى حاولت افتحه و ضبط معاي الحمدالله ولا علق ، فتحت الشباك و سندت راسي وقعدت اتفرج على منظر القمر وهو يختفي ورا الغيوم ويرجع يطلع ، غمضت عيني و انا اسمع صوت الاغنية و احس بالهواء على وجهي ، وانا مسنده راسي لفيت على سلطان و قعدت اناظره شوي ، اشتقت اناظره وهو ما يدري و اشوف ملامحه و اتأملها على راحتي بدون لا يقاطعني احد ، شفته لف علي وابتسم وفي هاللحظة ما اهتميت لو قفطني وانا اناظر له ، كنت ابي اتأمله واحفظ ملامحه الى الأبد.
"امري؟"
"ابد والله بس اناظر لك"
لف وابتسم.
"وصلنا ، شوفي"
اشر لي براسه وناظرت قدام ، كان بر عادي نفس مكاننا في المخيم ، لفيت عليه وانا مستغربه.
"وش مفروض اشوف بالضبط؟"
"ولا شيء ، بس كنت ابيك توقفين تناظرين لي كنك بتقتليني"
"انا! حرام عليك والله ظلمتني ، يا حياتي يا انا نظراتي لطيفه ترا"
"صادقه ، حقك علي"
كملنا طريقنا و انا لا زالت انتظر وش هالمكان الغريب اللي موديني له ، فجاءه حسيت بشيء ينقط على وجهي ، اخذت شوي استوعب ، مطر!
"سلطان قاعده تمطر!"
"اشوفه ياروحي اشوفه"
لفيت عليه يوم استوعبت وش قال ، ضحكت وانا اناظر له ثم شفته يناظرني ويضحك ، بموت من فهاوته.
"سلطان"
"لبيه؟"
سكتت وترددت لا اسأله ، ما بغيت ابعص الجو الحلو ، شفته لف عليه على اساس اكمل وش كنت بقول.
"لا بس كنت بشكرك ، غيرت جوي"
"في خدمتك يا طويله العمر"
ضحكت و لفيت اناظر للقمر و الغيوم والمطر قاعد يزيد شوي شوي ، دخل سلطان للبر و ابعد شوي عن الطريق ، وقف السيارة و طفا نور السيارة.
كنا واقفين جهة القمر ، ويوم وقفنا بدا المطر يزيد تدريجياً و غطا قزاز السيارة الامامي كله ، حاولت الحق اقفل الشباك قبل تتغرق ملابسي بس خفت اكسره ، لفيت على سلطان.
"سلطان"
فهم وش كنت ابي و ضحك.
"للحين ما عرفتي له"
"شسوي شباك سيارتك غبي"
"سيارة مصلح ترا هذي مو سيارتي"
قفل الشباك و كان بيرجع مكانه لكن ثبت وقعد يناظرني ، مدري شسالفتهم لكن شكل مفهوم المساحة الشخصية معدوم عند العصابة كلها.
من كثر ما هو قريب مني مره اقدر احلف اني اسمع دقات قلبه من هنا ، تمنيت لو هاللحظة تدوم للأبد ، لكن كالعاده ما يدوم شيء معاي لازم اخرب على نفسي.
توترت وتكلمت لكن النَفَس قرر يتخلى عني في هاللحظة.
"ما تخـ...ـاف مصلح يعصب؟"
"مصلح انا اعرف له لا تشيلين هم"
قالها بكل هدوء وكأنه خايف اذا طول صوته شوي احد بيسمعنا.
حطيت يدي على صدره وحاولت ابعده شوي لكنه مسك يدي وقربها لوجهه ، حط يدي على خده و حسيت بخشونه شعر وجهه في باطن يدي.
"سلطان"
كان ساكت ويناظرني.
"لك ساعه تناظريني ويوم جاء دوري خربتي علي خليني يا بنت الحلال"
كان يتكلم بكل هدوء وعيونه ما تركت عيوني ابداً.
انا مستعده اجزم ان هذي افضل لحظه في حياتي كلها ، كان المطر يزيد و قاعدين نسمع صوته على زجاج السيارة وصوت الاغنية مقصر عليه ، كنت خايفه يكون حلم واصحى والاقي سلطان مو معاي وهذا كان كله كذب ، شفت البرق سطع فجاءه و شد انتباهي ، لكن لحظتها بس ورجعت عيوني لسلطان ، شفته غمض عيونه وقعد يتمتم مع لحن الاغنية ، ابتسمت على حركاته الغريبة ، اخ لو يدري فهد عني ، بيموت في غيضه.
فتح سلطان عيونه ونزل يدي من وجهه وبدا يمسح على شعري بيده وحسيت بأمان غريب من هالحركه البسيطه منه.
فجاءه سمعنا صوت الرعد وكان قوي ، فزيت من مكاني و سميت.
فز سلطان برضو ومسكني مع رقبتي وقعد يسمي.
"بسم الله ، انتي بخير؟ فيك شيء؟"
"لا يابن الحلال مافيني شيء بس الرعد صوته عالي مره"
"سم الله عليك"
ابعد سلطان عني لكن لا زال ماسك يدي ، لف علي وهو مبتسم.
"جوعانه؟"
"ميته جوع"
"اجل من حظك بسوي لك افضل ساندويتش جبن في الدنيا"
"وش الفرق بينه وبين اي ساندويتش جبن ثاني؟"
"انه من يدي"
قالها وضحك ، ناظرت له وضحكت بشويش.
"بمشيها لك لاني جوعانه بس"
سكتت شوي ثم تذكرت كان ماسك الطاره....والطاره مسكها مصلح اللي ما غسل يده من اول ما قابلته ، ويمكن من قبل بعد.
"اصبر دقيقه"
طلعت من جيب ثوبي مناديل مبلله وعطيته.
"امسح يدك بالاول ، ماسك الطاره بعد مصلح ، كل الجراثيم عليها"
اخذ المناديل مني و قعد يمسح يدينه ثم رفعهم لي.
"هه كذا زين؟"
"زين ، كمل شغلك شيف سلطان"
ناظرني وابتسم.
سوا لنا ساندويتش الجبنه حقه العجيب ، و كان الخبز الصدق شوي بارد ، بس اشكر ربي ، الجو برا زين ما حوّل الخبز لثلج.
ناظرت له و هو ياكل ومستانس ان الساندويتش عجبني ، سند راسه على مرتبه السياره و قعد يناظرني.
"لا تناظر كذا ترا اتوتر"
"شسوي ، ابي اناظرك قد ما اقدر عشان اذا رحتي مني ما انساك"
"لا تخاف ما بروح منك"
قلتها بنبره شوي حزينه ، ناظرت له شفته يناظر قدام.
"على هالطاري العذر والسموحه منك ، ما كنت ابيك تعرفين بهالطريقة ، مهل وخططه ما دخلتني الا بالمشاكل والمصايب ، مفروض ما سمعت كلامه ، اعتبري هالطلعة كأعتذار لاني متفشل من نفسي كيف رضيت بشيء زي كذا"
"معليه ، كلنا نتبع كلام اللي يعزون علينا مرات غصباً عننا ، ياما كنت اتبع كلام امي و تحريضها على ابوي وطلع ابوي مظلوم"
"من متى ابوك متزوج الثانية؟"
"يمكن يوم كنت في سادس ابتدائي؟ مره من زمان ، ما كانوا ابوي وامي متفقين ابد ، كانوا يتهاوشون في غرفتهم بعيد عننا لكن يوم كبرنا صارو يتهاوشون قدامنا ، مرات كنت اتمنى لو ابوي يموت ونفتك منه—"
سكتت وناظرت لسلطان وشفته تغير وجهه شوي.
"اسفه والله ما كنت اقصد ، نسيت ابوك الله يرحمه ويغفر له"
"لا عادي ، يمكن ابوي لو درا عن اللي نشتغله انا ومهل كان كرّهنا في عيشتنا بعد ، وماهو غلطان"
"تصدق عاد! كنت اسمع من بنات في مدرستنا ان فيه ناس يبيعون مخدرات عند مدارس العيال ، لا يكون انه انتم"
"لا ما ظني ، سعيد اللي كنا نشتغل عنده ما كان يحب يبيع في المدارس ، بسهوله تنكشف"
"انا مستغربه شلون محد كشفكم كل هالسنين"
"الا انكشفنا اكثر من مره لكن سعيد ذكي و عنده معارف كثير—"
قعد يسولف علي سلطان وهو متحمس ، قعدت اتأمله وهو يتكلم ، طريقه كلامه ، لهجته ، طريقة تحريكه ليدينه و تغير ملامح وجهه ، كله كان ساحر و كأنه حاط لي تعويذه تخليني ما اشيل عيني عنه ، فجاءه سطع البرق حولنا وكان قوي.
"شكله الصوت بيطلع عالي ، غطي اذونك كانك خايفه"
"من قالك اني—"
ما امداني تكلمت الا ضرب الرعد وكنه ضرب جنب اذني علطول ، غطيت اذني بسرعه و غمضت عيوني ، سمعت سلطان يضحك علي وفتحت عيني لقيته ميت من الضحك.
"خير ان شاء الله ما كأنك فزيت قبل شوي ، حسبتك بتبكي من الخوف"
"اعترف اني خواف انا عادي"
ضربته على كتفه بشويش.
مضت يمكن ساعه وحنا مره جالسين ونسولف و ناكل و مره نتابع المطر و مره ننتظر الرعد متى يجي ونتحدى بعض من اللي يفز اقوى من الثاني ، قررنا نرجع للمخيم لان ورانا شغل بكرا ، وما ادري هل رشاش بيشركني معهم في الشغل ولا لا.
وصلنا للمخيم و جيت بنزل لقيتهم كلهم نايمين في السيارات الا مصلح نايم في الخيام ، نزل سلطان و ناداه يجي ينام في الحوض ، فرش له سلطان و بنا له زي الشراع فوقه ، شفتهم ما تكلموا و ركب سلطان السياره.
"ترا الخيام امتلت من المطر و بعضها انهدم ، كان تبين تنامين لحالك هنا و اروح في الحوض مع مصلح ما عندي مشكله"
"لا تستهبل بالعكس مستحيل بنام و صوت الرعد يفزعني كل شوي"
"اجل حطي راسك على رجلي و انا بنام في مكاني عادي"
حطيت راسي على رجل سلطان و كان ثوبه ريحته نار وحطب ، حسيت جاني دفاء من الريحه بس ، تغطيت بالفروه زين و حاولت ادفي جسمي من داخل ، وما جاء دقايق الا وانا نايمه.

تكفون مدري اذا بيعجبكم ذا البارت ولا لا بس قررت انزله واواجه جميع الاراء والله يستر ، بحاول انزل الاسبوع هذا قد ما اقدر اتمنى ما اتأخر عليكم واحبكم كثير و كونوا دايم بخير وانتبهوا لنفسكم ❤️❤️

خطة "ب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن