لمياء—
وصلت المخيم انا ومصلح والباقين للحين ما جو ، نزلت و رحت لخيمتي وقعدت هناك ، يوم جاء شوي الا مصلح دخل علي.
"ان كان تبين شيء انا في الخيمه الثانية"
وطلع علطول حتى قبل ما ارد ، اخذت اغراضي اللي شريتها و حطيتها عند مخدتي وقمت ، رحت عند مصلح وقعدت عنده وهو ساكت سكوت مخيف.
"تتوقع بيتأخر رشاش والباقين؟"
"مدري"
"ان شاء الله ما مسكهم فهد"
لف علي فجاءه و قعد يطالع لي ، بعدها استوعبت.
"شدراك ان اسمه فهد؟"
"قريته...قصدي شفته ايه شفته على بدلته مكتوب فهد"
"ماشاء الله وش قوة الملاحظه اللي عندك لقطتي اسمه من البدله"
"قل ماشاء الله يخوي لا تنظلني"
"ماشاء الله"
ابتسمت لما تكلم معاي حسيت كسرت حاجز بيني وبينه.
"انتي وين اهلك عنك؟ قصدي يوم نجي نسرقكم شلون يرسلونك مع سواق لحالك"
"كانت معاي الخدامه"
"ما فرقت ، قصدي ما معاك اخوك ولا ابوك ولا امك ، لحالك وطالعه في اخر الليل ، لو انك اختي ما تطلعين حتى للجيران"
"اشوا انك منت اخوي اجل"
عدلت جلستي ثم ناظرت له.
"من متى وانت مع رشاش؟"
"من زمااان ، عده اخوي"
"كلكم تقولون نفس الشيء ، من متى وانتم تسوون هالشيء؟"
"قصدك قطع الطرق؟ ما كان لنا بهالاشياء ابد ، كنا نبيع ، نهرّب لكن نسرق! اعوذ بالله"
ضحكت على اللي قاله ، طلع ينكت والله.
"اللي يشوفك يقول انك ثقيل لكن طلعت تونس والله"
ابتسم و نزل راسه.
سمعت صوت سيارات و وقفت وطلعت من الخيمه ، وصلوا رشاش واللي معاه.
"ها بشروا وش صار مع الضابط"
تعداني رشاش ولا رد.
"هيه اتكلم معاك انا"
جاني مهل فجاءه و مسكني و لف يديني وراي و دفني لخيمتي ، ربّط يديني بقوه و تركني.
"تلعبين علينا يا بنت الكلب"
"كل تبن يا حقير وش سويت لك انا!"
دخل علي رشاش و معاه قحص و مصلح ، اشوف عمر و سلطان واقفين ورا ولا دخلوا.
فتح رشاش غطاء الخيمة وربطه على الجنب.
"تحسبين انك ذكيه صح؟ وتقدرين تلعبين علينا انتي واخوك الخيخه"
"ماني فاهمه ولا شيء قاعد تقوله"
"لا تكذبين!"
سكتت فجاءه من صراخه ، وبديت اخاف ، معقوله فهد شافني!
فجاءه لف على قحص وطلع قحص من جيبه حاجه و عطاها رشاش ، كانت ملفوفه بقماشه و عليها دم شوي ، بيذبحني هنا خلاص اليوم شكله يوم وفاتي.
"فهد شاف هذا معنا وبغا يذبحنا كلنا هو والرخوم اللي معه"
رما رشاش مشغل الكاسيت حقي عندي وهنا خلاص استسلمت.
"شف ، صحيح الشرطي اخوي بس والله ما يعرف اني هنا وشلون بيعرف بالله والله قاعده اقولك الصدق"
"يمكن حاطك جاسوسه عندنا بالنهايه لا عندك عذر سنع نقدر نصدقه عن ليش كنتي في هذاك الطريق وماشاء الله عليك تعايشتي معانا بسرعه وكانك عايشه بين اهلك!"
قالها بعصبيه وهو ماسك وجهي بيده بقوه ، ما قدرت امسك نفسي وبديت ابكي.
"وخر عني اوجعتني!"
"رشاش خلاص اتركها"
"مالك دخل يا عمر!"
وقف عمر و رجع مكانه.
"الله ياخذكم كلكم وياخذ فهد اللي حتى وانا مخطوفه تجيني المصايب من ورا راسه ، اذبحني تبي تذبحني انت واللي معاك تبون تقطعوني تاكلوني سوو اللي تبونه انا ما عاد تفرق معاي كل يوم تجي انت ولا الزفت الباقين تفرغون غضبكم فيني وتقعدون تهددون مافيه ولا واحد منكم رجال وقد كلمته يذبحني"
فجاءه اطلق رشاش رصاص عند رجولي وفزيت من الصوت ، وابعدت ورا.
شفت رشاش يضحك بعد ما اطلق النار.
"اشوفك ما ودك تموتين؟"
ناظرت له وجيت بتكلم وسكتني.
"خلاص اسكتي لا اسمع حسك اليوم كله"
حسيت بغصه في حلقي ، ابغا اصرخ ابغا اتكلم مو قادره ، من كثر ما الغصه تجيني لما ابكي صار حلقي يوجعني كل ما جيت ابي ابكي ، تمنيت انه اطلق علي ولا اعيش هالحال هذا.
"الله يخليك فكني طيب والله ما بسوي شيء اصلاً ما اقدر اسوي شيء"
قلتها وانا لا زالت اشهق ودموعي تنزل.
طلع ولا عبرني كالعاده و طلع وراه مهل وهو يناظرني ويضحك.
نزلت راسي و بكيت كثر ما اقدر.
-
سلطان—
يوم قرب المغيب جمعنا رشاش و قال ان فيه دفعه بيجون يستلمون الممنوعات بعد العشاء تقريباً ، بيكون تبادل الفلوس قرب الرياض.
"وشلون يعني نروح ونتركها هنا؟"
سألت والكل ناظر لي علطول.
"خلها تنقلع ، تعفن هنا لين يلقاها اخوها"
"طيب يمكن هي مالها دخل ، يمكن اخوها حتى ما كان يدري انها هنا"
قال عمر و هو منزل راسه.
"اجل عمر يقعد عندها"
"لا انا ابقعد"
ناظروني كلهم و رجعوا يناظرون رشاش.
"لا يا سلطان احتاجك هناك"
"عمر نفس فايدتي واكثر ولا لا يا عمر؟"
قلت و ناظرت لعمر ، ابتسم عمر وهز راسه.
"ماهو اكثر منك لكن بقبلها"
ناظرنا رشاش وابتسم لنا هو.
"خلاص بكيفك تبي تقعد اقعد عندها"
ابتسمت و حسيت ابا اطير من الفرحه.
جمعوا الشباب اغراضهم و خذوا اسلحتهم ومشوا.
"اقدر ادخل"
مثلت اني اطق باب الخيمه.
"ادخل"
دخلت ولقيتها منزله طرحتها عن راسها ، رجعت طلعت من الخيمه.
"تعال ادخل ، فرقت هي يعني ترا كله شعر ما بياكلك"
"ابشري طال عمرك"
دخلت و سكرت باب الخيمه وراي ، خيمتها بارده حيل.
"ليه ما طلبتي عمر يحط لك الدفايه هنا الخيمه جميده"
"خلني احسن ، اتجمد واموت هنا"
"سم الله عليك يا بنت الحلال توك على الموت وش هالكلام"
ما ردت علي وسكتنا شوي.
"ما اشوفك تحركت يالشهم يوم اطلق النار رشاش ، ما كانك قلت بحميك ومحد بيضرك وانا حي ولا بس كلام جرايد هذا"
رفعت راسي وناظرت لها.
"انتي تدرين اننا كلنا ، كل ابونا ما نقدر نتعرض لرشاش"
"ماشاء الله كل ابوكم رمم مافيكم ولا واحد رجال!"
"ماهي على الرجوله ، هي على مبدأ"
"لا تقعد تتفلسف علي مافيه مبدأ في الدنيا يخليك تشوف بنت ضعيفه تتعذب قدامك وانت ساكت لأنك خايف من واحد"
"لاني خايف من رشاش ولاني خايف من اي احد!"
"اجل ورا ما سويت شيء اليوم؟"
سكتت ولا قدرت اجاوب ، سكتت وهي و حسيت بحركتها قدامي ، لقيتها تحاول تزحف عندي ، فجاءه طلعت يدها وعطتني كف على وجهي.
رفعت راسي وانا منصدم.
"هذي عشان مبادئك يابو مبادئ"
"شلون طلعتي يدك"
ورتني قزازه معاها ، ناظرت معصم يدها الا مليان دم.
"ترا خطر انك ما تعقمين جروحك"
قلت لها وابتسمت لقيت دموعها قاعده تنزل لكن ملامحها ثابته و بارده.
مسكت وجهها لا اراديا و مسحت دموعها.
"اسف وحقك علي يا لمياء"
"انا تعبت يا سلطان ، خلاص والله تعبت"
رفعت راسها و ناظرت لي وحسيت الدنيا كلها وقفت و الوقت تجمد وما عاد حولي ولا شيء الا هي وعيونها.
"تبين تروقين و تفرفشين شوي؟"
هزت راسها بـ "ايه"
"امشي معاي"
فكيت يدها الثانيه بصعوبه ، الله يهديك يا مهل رابطها مليون عقده.
طلعت انا وياها برا و طلعنا الطعس الطويل جنبنا.
ناظرت لها و ناظرت للسماء.
"ارفعي راسك و شوفي السماء"
-
لمياء—
رفعت راسي و انذهلت من المنظر اللي قدامي ، السماء كلها نجوم ولا بقعه فيها فراغ.
لفيت على سلطان وابتسمت ، على كثر ما تنكدت اليوم و حسيت الدنيا خلاص ما توسعني الا ان هالشيء البسيط اسعدني.
"تصدق ما قد فكرت ازور الصحراء في الليل واشوف هالمنظر هذا"
"اجل ما عشتي ابد"
لفيت عليه ولقيت يناظرني ، حسيت فيه يمسك يدي ولعله تحمس شوي ومسكها بقوه ، سحبت يدي بألم ، لا زالت جروحي ما التئمت بشكل كامل.
"جروح يدي بس"
وريته يدي مره ثانيه وما ادري هو توتر من انه حاول يمسك يدي ولا مخي قرر يوقف بس بعدت عنه و مديت يدي له يشوفها.
ناظر فيني ثم رجع يناظر يدي و حسيته توهق شوي ، ابتسمت على ظرافة منظره المتوهق.
"عندك شيء ممكن الفه على يدي ، بكرا لا صحيت بدور عند عمر اغراض التعقيم"
"مهل عنده كحول"
قالها علطول وبكل عفوية ، ثم استوعب اللي قاله ورجع يناظرني وهو مصدوم من اللي قاله.
"حق جروحنا ترا ما عمرنا شربنا منه ، استغفرالله"
"ماشاء الله عليك ، قلبكَ عامرٌ بالإيمان"
ابتسم لي و كأنه كل مره يبتسم ولا يضحك تنمو فراشات جديدة في بطني.
نزلت راسي علطول و نزلت تحت مكان المخيم ورحت افتش في اغراض مهل.
وانا افتش لقيت صوره لطفلين واقفين مع غنمه ، مستحيل!
"هذا انت و مهل!"
قلتها وانا اضحك ، باكلهم كيف كانوا مره لطيفين.
"بسم الله وين لقيتيها ذي انا ناسيها"
خطفها سلطان من يدي و خباها في جيبه.
"مستحيل انساها ، بسرقها منك في يوم"
"يحصل خير ، وخري خليني اطلع لك المعقم و الشاش"
"قصدك كحول مهل!"
قلت وانا اناظره وابتسم.
"لا يدري انك تعرفين عنهم ولا بيذبحني"
ضحكت على كلامه و طلعت من الخيمة.
جلست حول مكان النار و انتظرته يجي ، جاء وقعد جنبي و قعد يعقم يدي و يلفها.
يوم خلص مسكها شوي ، فجاءه رفعها وباسها.
سحبت يدي بسرعه منه.
"خير وش تسوي! عيب عليك!"
"يا بنت الحلال ما سويت شيء شفيك هذي بس عشان يطيب الجرح بسرعه"
قالها وهو يضحك.
"على كيفك هو"
ما حسينا بالوقت انا وسلطان ، قعدنا نطالع النجوم و علمني عن اماكنهم و كيف احدد الاتجاهات منهم ، قعد يسولف لي عن اهله و امه و هو ومهل وهم صغار وحياتهم و دراسته ، انصدمت انه خلص ثانوي وكان بيدخل الجامعة بعد!
"انا خلاص ، السنه الجاية بتكون اخر سنه لي ثانوي ، كنت بدخل كلية العلوم باذن الله"
"ماشاء الله عليك ، واضح عليك ذكيه ترا"
"كيف واضح علي؟"
"مدري كذا بس تصرفاتك و كلامك يدل انك ذكيه"
ابتسمت له ، مره مريح الكلام مع سلطان ، احسه قريب مني اكثر من اي احد ثاني ، ممكن عمر لكن يجي في المرتبة الثانية بعد سلطان.
على اننا بدينا بداية صعبة واول لقاء لنا كان بيذبحني اذا ما نزلت من السيارة بس لما بديت اسوف معاه كثير حسيت اني ابغا اسولف معاه كل يوم وكل دقيقه ولا ابي اوقف ابد.
ياليته يبقى كذا طول الوقت ، لكن اذا جاء رشاش يتغير سلطان ويصير شخص جدي وقاسي.
—
أنت تقرأ
خطة "ب"
Phiêu lưu"طف الموتر!" "طف الموتر بسرعه لا تقعد تعاين فيّ!" "ايش فيه مين انتوا؟" "يا رشاش فيه بنيّه هنا" "جبها معك" "شكلس بتجين معانا اليوم"