البارت الرابع

2.3K 72 6
                                    

لمياء—
صحيت من النوم وانا راسي بيتفجر من الالم ، حسيت بحراره شديده تلمس جلدي ، فتحت عيني بشويش ولقيت قدامي واحد ومعاه مسدس صغير ، ابعدت عنه بسرعه لكن رجعت مكاني وكأنه شيء يشدني ، وكان توقعي صحيح كانوا رابطيني بحبل ثقيل ممكن حتى هم ما يقدرون يفكونه.
"صبحهم الله بالخير"
لف علي و ابتسم ، رشاش.
عرفته لما تكلم عنه واحد من اخوياه امس ، ليلة امس... الله لا يعيدها من ليلة.
"يرحم والدينك بسوي لك اي شيء بعطيكم فلوس الدنيا كلها بس فكني ابي ارجع البيت والله ما ابلغ عليك انا حتى ما اعرف مين انت"
"تكذبين علي بعد؟"
قال هالجمله بكل هدوء ، هدوء مخيف .
"يله يا رشاش ورانا درب"
صاح عليه واحد منهم من بعيد ، بيروحون ويخلوني هنا!
"لا تروحون تكفى الله يخليك"
حاولت ازحف الين عنده ومسكت يده.
"عمر و سلطان ومهل بيقعدون عندك"
قالها و وقف ، جلست و ناظرت له وهو يبعد الين ما راح واختفى.
عمر
"يا عيال والله انها كاسره خاطري ، تهقون عادي لو اسوي لها شاهي و لا اعطيه—"
"لو عطيتها شاهي ماتت"
"ليه؟"
"صاحي انت! مهل حاط كل الحبوب اللي عنده في ذا الشاهي"
"كان خليتها تشربه نشوف وش يصير لها"
ضحك مهل وكأن الموضوع عادي.
"انا بروح اريّح شوي ، ان عوّد رشاش قعدوني"
"ابشر"
قاله سلطان ، ياعزتي لك يا سلطان انا يالله تحملت مهل في ذا الرحله بس وهو متحمل مهل طول عمره.
-
لمياء
"لو سمحت! يا هيه اي احد!"
طل علي واحد منهم وهو قاعد في الخيمه الثانية.
"وش تبين؟"
"الله يخليك ابي مويه تكفون لو المويه وصخه بس ابي ابل ريقي حاسه اني بموت"
طالع فيني شوي وراح يفتش في واحد من الاكياس ، رجع لي بعلبه مويه جديدة.
"امسكي"
"شكراً"
اخذتها منه و شربت كني ما شربت من سنين ، حسيت رجعت لي الحياة وقدرت اتنفس زي قبل.
"انا سلطان"
رفعت رأسي وطالعت له
"انتوا وش تبون مني اصلاً ، ماني جايبه لا منفعه ولا ضر لكم"
"والله هذا الكلام تناقشينه مع رشاش مو معاي"
"وليه رشاش حاكمك تمشي على كلامه منت رجال كبر الحمار قدامي"
"احمدي ربك اني راكد وهادي ولا لو اني رشاش كان ثورت فيك مبطي"
"الله ياخذه ذا الرشاش ، انا شدخلني تجروني معاكم للبر حتى ملابس واكل ما معاي"
"نفصل لك احلى ثوب ولا تزعلين"
"ظريف ماشاء الله عليك"
ابتسم ابتسامه خفيفه ، ما بكذب حسيت بشعور حلو لما كلمته.
"انتي اصلاً وش جابك عند ذاك الطريق من الاساس ، مسافرين مع سواق صاحيه انتي اي احد ممكن يتعرض لك"
"وين مسافرين يخوي ، انا كنت رايحه لبيت قريبتي معزومه عندها وجيتوا وقطعتوا طريقنا"
"اي طريق يا بنت الحلال حتى زفلت مافيه"
سكتت شوي ما ادري ايش ارد عليه ، معقوله انا ضيعت ولا عهود اصلاً شرحت لي غلط ، ولا سواقنا الغبي مو فاهم ، صح سواقنا ، الله يرحمه.
"طيب لو ما اعترضتونا الطريق هذاك وين يودي؟"
"يودي للقصيم و الشمال ، انتي وين كنتي بتروحين؟"
شرحت له الطريق وقعد يضحك علي
"خير ان شاء الله لا تضحك!"
"شسوي ، قريبتك ذي شكلها ضايعه زيك ولا انها نصبت عليك"
وكمل يضحك زياده ، هو واخوياه كلهم مستفزين زي كذا ولا كيف!
"ما نصبت علي بس شكله انا ضيعت ، مستحيل تسويها"
"صدقيني والله ما فيه بيوت الا اذا قربتي عند خط الشمال بتجيك كم قريه"
سكتت وطالعت فيه ثم طالعت في الحبل ، يمكن اقدر استعطفه يفك لي الحبل.
"طيب عادي ترخي الحبل شوي يدي اوجعتني والله"
نعمت صوتي وحاولت اني اصير مسكينه قدامه.
"العبي على غيري يا حلوه ، هالحبل لو فكيته فك راسي رشاش"
"وانت ليه مره تطيعه في اي شيء ماسك عليك شيء هو و لا مهددك ولا انت رخمه"
"اقول عاد زودتيها ترا ، لولا الله ثم هو كان انا اللحين ميت!"
قالها وقام زعلان وخلاني ، شاطره يا لمياء ضيعتي الفرصه الوحيده في فك ذا الحبل.
مر الوقت وانا ما عندي الا قاروره الماء اشرب فيها لين امتلى بطني ، يويلي ما فكرت في عواقب هالشيء.
"لو سمحت! سلطان!"
صحت عليه لعل وعسى يرد.
"سلطان! يا سلطان!"
"نعم نعم صجيتينا تراك"
"ابطلب منك طلب تكفى فك الحبل والله برجع اربطه ولا بعلم رشاش عليك"
"ما اقدر والله اطلبي غيرها"
"تكفى والله حاله طوارئ"
طالع فيني و شاف اني صدق متوهقه ، ناظر القاروره اللي ما بقا بها شيء وتخلص.
ضحك بصوت عالي ، يليل!
"ياعزتي لك ، بهذي ترا لازم عمر يروح معاك"
"تخسي وتعقب يا الوصخ!"
"يا بنت الحلال ماهوب واقف عندك بس على مقربه من عينه يقدر يشوف وين بتروحين"
قرب مني وفك الحبل بشويش.
"انتبهي يدينك"
"على اساس بقدر اهج في نص ذا النفود"
طالع فيني و ابتسم ، ابتسامته حلوه.
طلعت من الخيمه و وقف واحد منهم بسرعه ويناظر فيني.
"بنت! وش طلعك وين سلطان!"
"انت عمر؟"
"ايه"
طلع سلطان من الخيمة و راح قعد عند مشب النار.
"عمر رح معها"
"ابشر"
واحنا رايحين كان عمر يمشي وراي ، تقدم قدامي و وقف.
"اسمعي ، ما نقدر نبعد اكثر من كذا ، هنا فيه منزال في النفود ، محد بيشوفك لا تخافين ، روحي"
قالي وهو يناظر في الارض ، نزلت تحت و هو ابعد ورا الطعس.
لما خلصت ، رجعت و هو كان قدامي هالمره.
"ما تخاف اني اهج منكم ، ورا ما تمشي وراي"
"لو هجيتي بيلقاك رشاش ، اكثر واحد يعرف البر هو"
"شدعوه عاد ابن بطوطه"
"افضل منه بعد ، من يوم حنا صغار وهو يحلم يعيش في البر وكل ما نطلع كشته كان يروح بعيد ويحاول يرجع للمخيم بنفسه ولحاله"
"اخوك رشاش؟"
"لا ، بس انه عدّه اخوي واكثر من الاخو بعد"
"واضح انك تثق فيه حيل"
"لازم ، اذا ما وثقت فيه هو اجل اثق في مين؟"
وصلنا للمخيم و كان واحد منهم نايم في خيمته ، اجل هذا مهل!
وسلطان قاعد في الخيمه الثانيه.
"يا عمر"
ناديت عليه قبل ادخل خيمتي.
"لبيه"
"ما عندكم اي خبز او بسكوت او اي شيء ، ميته من الجوع"
"تنتظرين لا جاء رشاش ، نخبز خبز كلنا و ناكله"
"خلاص تمام"
يا ليل ذا الرشاش ، ليش كلهم خايفين منه كنه بيذبحهم.
-
سلطان
"يا عزتي لها واضح انها خايفه"
قالي عمر و هو يدخل للخيمه.
"اكيد بتخاف ، قامت من النوم ورشاش يلقم سلاحه قدامها"
"تهقى رشاش بيسوي فيها شيء؟"
سألت عمر فجاءه
"والله مدري يا سلطان ، بس ماهي من عوايد رشاش يذبح له بنت"
"هه الطيب عند طاريه"
وصلوا رشاش ومصلح وقحص ، طولوا والله ، الله يستر لا يكون كشفهم احد.
"شصار على البنت؟"
سألني رشاش.
"ابد ما عليها ، في الخيمه مربوطه للحين"
"فكها ، عندي لها شغله تسويها"
"وش تقصد؟"
"فكها وجبها عندي وبتعرف"

مره مره شكراً على كل التعليقات الحلوه حمستوني اكتب زياده وابشروا باذن الله اليوم بنزل تشابترين ان شاء الله يعجبكم ❤️❤️❤️

خطة "ب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن