سلطان—
قعدت في خيمتي والغل والهم صاكني صك في صدري ، ابي اتكلم ابي اذبح هالشيخ لكن دام رشاش عارف وش يسوي فأنا واثق فيه ، سمعت صوتها تتكلم في الخيمة.
"تخسي اتزوجك انا ما راح اتزوج الا سلطان!"
ابتسمت لكلامها وقلت في نفسي.
'ابشري به'
-
لمياء—
صحيت من النوم و انا قلبي يوجعني وراسي مصدع ولاني قادره ارفعه من التعب ، شفت جنبي قاروره مويه و داخلها ورقه محطوطه جنب راسي علطول ، رفعت نفسي بشويش و فتحت العلبه وشفت مكتوب في الورقه.
"اليوم يومك يا عروسه"
كرهت اليوم اللي سمعت فيه كلمه عرس ، قمت من فراشي و رحت اغسل وجهي ، دورت بعض الطحين او عجين باقي من امس لكن ما لقيت ورحت ادور لي اي شيء من السيارات ، جيت بفتح سياره عمر لكن فزعني صوت من وراي ، من غيره.
"على البركه يا عروس"
"وش جابك انت!"
لفيت وشفت انه سلطان.
"الله الله! جاي ابارك لك بعرسك ، ها قولي جاهزه؟"
ضحكت وانا اناظره ، ما اصدق تصرفاته السخيفة.
"ابداً مو واضح عليك انك بتموت قهر وحسره مثّل على الكل الا علي فاهم؟"
"وش تمثيله يا بنت الحلال ما تبيني افرح لك يعني؟"
"تفرح لي اني بتزوج رجال ثاني؟ انت بس عشاني ناظرت مصلح بالغلط بغيت تموت من الغيره"
"ما راح تفرق بالنهاية انتي اللي تبين كذا"
قالها وهو يقرب مني ومعصب.
شفت بعض الرجال بدوا يتجمعون بالخيمة الكبيرة ، و واحد منهم كان يتكلم مع الشيخ و بعدها جاء لمنا يركض.
"انت! هيه! وخر عنها"
شفت سلطان تغيرت ملامح وجهه و لف يناظر بحقد للولد اللي جاي.
"هد يخوي ماني بماكلها بس ابارك لعروستنا على يومها السعيد"
"الشيخ يقول مالك حق تكلمها واستح على وجهك"
ناظرت في الشيخ ثم ناظرت في سلطان وابتسمت ، قربت من سلطان ولفيت ذراعي بذراعه وناظرت للولد.
"شكلك ما تدري ان هذا هو زوجي مو شايبكم المتصفط"
شفت سلطان ابعد عني و راح لخيمته ، زعلت من حركته الغريبة ، جاء رشاش من بعيد ومسكني بقوه و سحبني لخيمة النساء.
فكيت يدي من عنده ولفيت عليه.
"شفيكم كذا تتصرفون! مافيكم رجال واحد يوقف المصخره اللي جالسه تصير! ليكون شراكم بفلوسه الواطي هذا!"
قلت وانا أشر على الشيخ ، قرب مني رشاش وكان يتكلم وهو يصّر على اسنانه.
"بتسكتين ولا اسكتك بنفسي! ، اذلفي داخل الخيمة و بفهمك كل شيء انقلعي هاللحين"
راح وخلاني مصدومه و حيرانه ، ايش قاعد يصير؟ ما ادري.
جلست داخل الخيمة وكانت منار قاعده بعيد عني وكراميل في حضنها ، اشتقت لكراميل، قربت منها ولاحظت وجودي وابتسمت.
"هلا بالعروس حياك الله"
كانت تناظرني وتبتسم بعدها سكتت و رمت كراميل في حضني وقامت.
لفيت اناظر حولي وكانت الخيمة فاضيه ، قعدت ابكي بدون شعور ، كرهت عيشتي كلها ، يوم بدأت حياتي تزين و ارتحت في مكان لأول مره من طلعت من بيتنا ، تنقلب حياتي فوق تحت من ورا شايب حقير.
طول اليوم قاعده وانتظر متى يجي رشاش ويشرح لي كل شيء.
لكن بدال رشاش شفت المملك جاي و يضحك مع الشيخ.
قعدت افكار كثيره تدور في راسي ، اخذ وحده من السيارات واهرب؟ ولا اذبحه وهو نايم ولا انتظر رشاش وش بيسوي.
طولوا وهم يسولفون و يضحكون وانا عند باب الخيمة ابغاهم يخلصون من السالفه كلها خلاص.
فجاءه طلع بوجهي واحد من الرجال وابتسم ، ابعدت عنه علطول.
"ها امسكي ، وقعي هنا"
"ماني موقعه على شيء انا مو راضيه عنه"
"يختي وقعي خلصينا خلاص الشيخ شراك بفلوسه"
انصدمت من كلمته وقعدت اناظر فيه بحقد ، فجاءه مسك يدي بقوه و قعد يحاول يرفعها ويخليني امسك القلم غصب ، شفت رشاش جاء من وراه و مسك يده.
"ماله لزوم تمد يدك"
ناظره الرجال و نزل يده و اعطى رشاش الكتاب و راح.
بعدت رشاش عني وبروح اتكلم مع المملك واقوله كل شيء ، اللي يسوونه غلط و مالهم حق يغصبوني اتزوج اي احد!
كنت شوي واوصل لهم لكن رشاش سحبني مع يدي و رجعني لداخل الخيمة.
"وقعي يا لمياء ، وقعي وبيجيك اللي يرضيك اوعدك"
ناظرت فيه و تنهدت ناظرت في الشروط وكانت مكتوبه عني وكل شيء كان مكتوب باقي بس توقيعي ، اي عقد زواج هذا اللي كل شيء مكتوب عني ولا كأن لي قيمه!
وقعت وانا كارهه حياتي كلها ، اخذها مني رشاش ورجع لخيمة الرجال.
اتمينا كل شيء و راح المملك ، كنت قاعده في اطرف مكان في الخيمة و الباقين قاعدين في الطرف الثاني ، كل مره ارفع راسي اشوف نوره تناظرني وتبتسم.
رحت عند خالتهم وكانت قاعده ولافه وجهها وما تبي تناظر فيني ، قريت عندها و بست راسها ، رفعت راسها وتناظرني.
"والله لو ما تسوين ماني مسامحتك"
"ليه يا خاله! والله اني ما سويت شيء صدقيني"
"الا وش اللي ما سويتي! اغريتي زوجي و سحبتيه مني يا قليله الادب"
"كيف اغريته علميني! هو المتخلف اللي ضربني ورحت ابغا حقي منه! ماله حق—"
"ضربك؟ متى؟"
قالته وهي تناظر فيني باستغراب ثم تناظر في نوره ومنار اللي قاعدين جنبها.
"امس كانت لمياء واقفه عن خيمة الرجال و تكلم عليها عمي و ضربها على وجهها"
تكلمت نوره وهي تناظر في الارض و واضح عليها متوتره.
"وليه ما علمتوني عن هالكلام!"
"هذا دليل انه خاين وكذاب و عينه زايغه يا خاله! احلف لك والله ان حتى شعري ما طلع قدامه"
ناظرتني خالتهم و هي مكتفه يدينها ببعض.
"اعتذر منك يا بنيتي والله الكلام اللي وصلني غير كذا"
"وش الكلام اللي وصلك؟"
سكتت وكان واضح انها منحرجه.
"واحد من الرجال قال انك اختليتي لوحدك مع زوجي و قلتي له انك تحبينه و تبينه زوج لك—"
قاطعتها وما قدرت اسمع الباقي ، عشان كذا الكل كان يتصرف بشكل غريب! هل نفس الكلام وصل لرشاش؟ اعطيت كراميل لنوره و قمت بسرعه ، تغطيت زين و رحت ادور رشاش لكن ما لقيته ، استغربت برضو لا مصلح ولا قحص ولا مهل وعمر وسلطان كلهم مو موجودين ، رحت عند مكان السيارات و هنا من الصدمه ما قدرت تشيلني رجولي.
ما لقيت ولا سياره! رحت اركض زي المجنونة و ادور عليهم واصارخ باسمائهم ولا رد وكأنهم اختفوا في غمضة عين.
حسيت بشخص وراي ولفيت لقيته الشيخ ، رحت عنده وقعدت اضربه لكن مسكني مع رقبتي وللصدمه كان اقوى مني.
"تمدين يدك علي اقصها فاهمه! ما عاد فيه رشاش خلاص انسيهم ، انتي زوجتي اللحين"
سكت شوي ثم ضحك.
"لازم تنسينهم ياحبيبتي انتي ما تدرين انهم باعوك علطول بأرخص ثمن ، شكلهم كانوا يلعبون عليك"
قالها وقعد يضحك بقوه.
رجعت للخيمة وانا ابكي و حلقني يوجعني من الصراخ وتعبانه و حالتي حاله.
شافتني منار و جت عندي مسكتني و تهديني.
"شفيك لمياء! طالعيني شفيك!"
"راحوا وخلوني هنا ، راحوا!"
قلتها وانا ميته بكاء ، مو قادره اصدق اللي سواه رشاش! للهدرجه الفلوس مهمه اكثر مني عنده! وسلطان طيب! هو يحبني ولا بعد كان يكذب زي الباقين.
"ابغاهم يرجعون تكفين قولي لهم يرجعون"
حضنتني منار و قعدت تمسح على شعري.
"خلاص تكفين وقفي بكاء وبروح اكلم عمي اللحين بس خلاص تكفين تتعبين نفسك كذا"
ما قدرت اوقف بكاء وحسيت بشيء عند رجلي ناظرت لقيته كراميل ، اخذته وضميته على صدري بقوه وهو قعد يمسح راسه عند خدي ، كل ما اشوفه بتذكر سلطان ، ليش تركني بكل سهوله ، ليش ما خلاني اشرح له اللي صار.
-
نوره—
مر اسبوع من تركونا رشاش واصحابه ، وحاله لمياء لا تطاق ، كله قاعده بفراشها ولا تطلع و عمي يجي يتكلم عليها و يسبها ويروح ، قرر عمي ان قعدتها معنا هي السبب و راح شرا لها بيت في القرية القريبة و بيروحون ينقلون هناك لحالهم ، حاولت اقنع عمي اجي اسكن معاهم و اساعدها باعمال البيت و الطبخ وكل شيء لكنه رفض ما امداني افتح فمي اكلمه علطول قال لا.
كل شيء مر بسرعه و ودعنا لمياء وهي مو مع الناس و احسها خلاص تبلدت مشاعرها ، كانت خالتي تدعي عليه يوم ورا يوم ان يصيبه مصيبه على اللي سواه في لمياء.
حاولت اعرف اخبار عن رشاش واللي معاه لكن ما قدرت اعرف شيء ، كل ما نروح للقرية -واللي يكون في الشهر مره بس- اسأل الاشخاص اللي هناك عن مواصفاتهم و اشكالهم وسياراتهم ولكن بدون اي فايده.
بعد ما راحت لمياء لفيت على منار ولقيتها قاعده و تخيط.
"منار"
رفعت راسها و ناظرتني ثم رجعت كملت شغلها.
"لمياء وضعها مو عاجبني"
"وهذا شيء جديد يعني؟ عمي راسه يابس ما تذكرين وش سوا في سالم"
تنهدت يوم قالت اسمه ، سالم هو اللي جاء يخطب منار اكثر من مره من عمي ولكن كل اجابات عمي كانت الرفض ، ولكنه ما استسلم لانه كان يحبها صدق ؟ويبغى يتزوجها لدرجه انه جاء عندي امي وطلبها منه لكن امي مالها شور عندنا والشور كله شور عمي.
"لازم نسوي شيء ، نتواصل مع العصابه نقولهم عن وضعها ، نكلم سلطان ونشرح له كل شيء ، اي شيء بس ما نقعد كذا ساكتين"
"ومن وين لك بتلقين العصابه ياحظي"
"حلو يعني انتي معاي في الخطة؟"
"اي خطه يا بنت الحلال اقعدي اقول ما نقدر نسوي ولا شيء"
"مابي اقعد خلاص طفشت وانا كم سنه قاعده واسمع كلامكم اللي ما يودي ولا يجيب ، بروح ازور لمياء اليوم وبقولها عن خطتي"
"بنت يويلك! عمي لو درا—"
"ياكل تبن عمي خلاص تعبت منه انا"
اخذت عبايتي و قلت لمنار تقول لامي اني رايحه للبقاله.
كانت القرية مو بعيده حيل والحمدالله اني اعرف الطريق زين ، كان عمي يرسلنا واحنا صغار نروح نجيب له اغراض لكن هو يروح بالسياره.
وصلت للقريه و شفت الوضع غريب و كانت القرية شبه فاضيه ، دخلت البقال و لقيته متخبي تحت المكتب حقه.
"بسم الله ايش صاير؟"
"تخبي يا انسه فيه رجاله برا مسلحين و مش ناوينا خير"
لفيت وراي وشفت السوق والشارع كله فاضي. طلعت من البقاله وكان البايع يناديني ويقولي تعالي ، رحت عند السوق وكان اسوء بكثير ، كانت المحلات مكسره و الاشياء مسروقه ، دخلت وحده من المحلات و قعدت ادور عن اي احد يعرف مين اللي سوا كذا.
فجاءه لفيت و في وجهي لقيت الشخص الوحيد اللي كنت اتمنى اشوف وجهه من زمان.
"مصلح!"
كان قريب مني مره وناظرني باستغراب.
"شلون تعرفين اسمي!"
"انا نوره"
قلتها ولا ارادياً فكيت لثامي و ابتسمت له ، ابتسم هو لي.
"وش تسوي هنا! حسبتكم رحتوا وخليتونا"
"رحنا ، لكن رجعنا للمياء"
تذكرت اني جايه اشوف لمياء اساساً ابعدت عنه وطلعت من المحل ورحت اركض لبيت لمياء ، سمعت مصلح ينادي علي من ورا ، لفيت عليه و جاء عندي.
"وين بتروحين يا بنت الحلال الدنيا قابه هنا الوضع خطير"
"بروح عند لمياء شفيك ، بيتها من هنا"
"ما راح تقدرين تدخلين ، المكان كله رجال ومسلحين ، ابن الكلب يوم عرف اننا جاين جاب رجاله كلهم وحاوطوا البيت ، امشي معي اللحين و بنقولك كل شيء"
ركبت معه السياره و رحنا ووقف قدام بيت متهالك وصغير ، نزلت و شفت يطق الباب ثلاث مرات و فتح له اتوقع ان اسمه قحص.
"من هذي"
وقف قحص مصلح و سأله.
"هذي بنت اخوه معليك"
ناظرني قحص طول ما انا امشي جنبه.
دخلنا وشفت رشاش قاعد ويدخن وحوله العصابه ، رفع راسه وشافني.
"مين هذي بعد!"
"هذي بنت اخو ابن الكلب"
"تستهبل يا مصلح ومدخلها عندنا بعد ، تبينا نموت"
قام سلطان و لاحظت ان يده بدت تطيب شوي.
"ما راح نموت اهجد"
قالي رشاش اقعد قدامه وكنت خايفه.
"ليه جايه للقرية؟"
"جيت بزور لمياء ، بعد ما رحتوا وخليتوها انعدمت نفسيتها صارت حتى الكلام ما تتكلم"
"ما خليناها ، كان عندنا خطه وكنا حاسبينها صح لكن عمك الواطي خربها علينا"
قالي رشاش لكل ببرود.
"واللحين هذي خطتكم الثانية بتنجح ولا لا؟ لان اللي اشوفه انكم مو قاعدين تسوون شيء"
"خطة أ ما ضبطت معانا لكن هذا مو معناته خطة ب ما راح تضبط ، لكن انتي جيتي بوقتك ، اشتقتي للمياء صح؟"
"اكيد اشتقت لها"
"ما ودك تروحين تشوفينها؟"
"اخلص تكلم اكيد ابي اشوفها ، كنت رايحه اصلاً لها بس جيت هنا"
"نبيك تصيرين عيوننا في ذاك البيت ، اذا سويتي اللي بقول لك عليه بالضبط ، ابشري بتشوفين لمياء بخير"
"طيب ابشر بسوي كل شيء بس علمني"
"مستعجله على الرزق هذاني بقولك اصبري"
قالي كل شيء رشاش و كانت الخطة شوي معقده و يبيلها تركيز وانفذها خطوه بخطوه ، طلعت من البيت وكان لازم اروح عند عمي و اسوي نفسي اني انضربت من رشاش واللي معاه و اذوني كثير ، جرحت يديني جروح بسيطه و رجولي و عبايتي قطعتها شوي ، بعد ما ادخل للبيت و اكون خلاص مأمنه نفسي هناك انتظر الين بعد العشاء بالضبط ، بعد ما يقول الله اكبر انزل تحت بلقى رجالين عند الباب بس ، بنادي واحد منهم ، وبيكون رشاش داخل من البيت من ورا بيخلص على واحد منهم و الثاني علي.
يوم وصلت عند باب بيت عمي كانوا حواليه رجال كثار يوم شافوني رفعوا اسلحتهم علي.
"وقفي مكانك ، وين رايحه؟"
"بزور عمي و زوجته انا نوره بنت اخوه"
دخل واحد منهم و رجع طلع ، انتظرت شوي و طلع رجال من البيت وناداني.
دخلت البيت وكان كبير والحوش فخم ما اصدق عمي يسكن هنا.
فجاءه ركضت لمي قطوه صغيره.
"كراميل!"
استانست مسكتها وضميتها على صدري.
"نوره!"
سمعت صوت لمياء وكانت واقفه عند باب البيت و تلوح لي بيدها ، ركضت لعندها وضميتها بقوه ، كانت لابسه فستان ابيض و كاشخه كأنها بتروح عزيمه او زواج.
"وين؟ بتروحين مكان؟"
استوعبت اننا لا زلنا واقفين في الحوش.
"ادخلي يويلك عمي يشوفك كذا فاتشه قدام الرجال هنا"
"بلاك ما تدرين ان عمك هو اللي غاصبني البس كذا"
لفت علي وابتسمت.
"لا ماني رايحه مكان ولو بروح بكنسل الطلعه كلها اشتقت لك مره ورا ما تزوريني ولا نشوفك لا انتي ولا منار"
استغربت تصرفاتها كأنها شخص ثاني تماماً عن ما كانت عليه قبل ينقلون.
"لمياء شفيك؟ انتي بخير؟"
ضحكت وكأنها ما سمعت كلامي اصلاً.
"حبيبتي انتي تعالي بوريك غرفتي"
دخلنا الغرفة و سكرت الباب بقوه و انقلبت ميه وثمانين درجه و بان عليها انها بتموت من الخوف ، طالعت فيها وخفت عليها انا ، نزلت كراميل على السرير و قريت منها ومسكتها مع كتوفها.
"لمياء! لمياء شفيك اهدي ايش صاير"
"فيه كاميرات برا ، ما قدرت اقولك عشان ما يعرف بس ابن الكلب مالي البيت كاميرات"
مسكتني مع يديني و طاحت على الارض.
"تعبت منه يا نوره صرت اتمنى الموت ولا القاه تكفين انقذيني الله يخليك بهرب معاك للبر مابي اعيش هنا خلاص"
كانت تحاول تشيل نفسها مو قادره ، فستانها كان الي كعب رجلها ولما قعدت انكشف شوي من ساقها وانصدمت من المنظر ، كانت ساقها مجرحه و فيها كدمات ، تخيلت لو سلطان شافها كذا والله ما يخليه حي.
"سلطان!"
رفعت راسها هي و قعدت تناظرني.
"ايش؟"
"سلطان هنا يا لمياء ، سلطان بيجيك و بياخذك معاه لا تخافين"
"اي سلطان يا بنت الحلال ناسيه ان هالكلب هو و اللي معاه ما صدقوا لقوا فلوس راحوا وتركوني"
"لا لا والله توي قابلتهم وانا جايه ، رشاش كان مخطط لكل شيء بيجي ينقذك منه والله لا تخافين بس انا ابغا منك خدمه وحده انك تجهزين اغراضك و تاخذين عبايتي امسكي—"
فصخت عبايتي واعطيتها اياها و قلت لها تتلثم.
"تلثمي و اطلعي مع باب المطبخ اللي ورا ، بتلقين زي السلم اطلعي معاه في الجهة الثانية من الجدار بتشوفين عمر واقف ينتظرك ، ولا تخافين من اللي هنا و الكاميرات خلي كل هذا علي ، مع اني خايفه يقفطني عمي لكن معليك كل شيء بيصير تمام"
"انتي متأكده يا نوره!"
"ايه يابنت الحلال اسرعي ترا رشاش موقت كل شيء"
ابتسمت لها وشفتها ابتسمت.
قلت لها تبدأ تجهز اغراضها عشان نلحق الوقت و انا نزلت تحت و شفت فيه بعض الحراس كانوا يطالعوني بنظرات مو مريحه ، دعيت ربي ان يبعدهم عني واخلص اللي علي بسرعه و ما تخرب الخطة ، نزلت المطبخ بكل طبيعية و فتحت الثلاجة و اخذت منها بعض الشوكلاتات ، يوم سكرتها طاحت عيني على اول كاميرا ، كانت محطوطه على الطاولة جنب الفرن ، ناظرت فيها ثم شفت سلكها مشبوك في توصيله بعيده شوي عن مكان الكاميرا.
"على كثر ما انك حقير ياعم لكنك لا زلت غبي"
دورت اسلاك الكاميرات الثانية وحاولت اقطعهم بدون لا يشوفني احد ، كسرت الكاميرات قد ما اقدر واخذ مني وقت زياده ، اف لو كنت ادري عن هالكاميرات من زمان.
"شفت لمياء لابسه عبايتي و دخلت المطبخ.
"هاه اطلع اللحين؟"
ناظرت في ساعتي و هزيت راسي بـ 'ايه'
طلعت لمياء ولحقتها احاول اطلع معها الاغراض ، شفتها صعدت الجدار و نزلت شنطتها ، يوم تأكدت انها طلعت خلاص رجعت المطبخ و قفلت الباب وراي واخذت المفتاح.
رجعت لغرفة لمياء وقعدت اسولف واطول صوتي عشان محد يشك.
قرب وقت الغروب و حسيت ان الوقت كان سنين من كثر ما هو طوّل ، طفشت ولا عرفت وش اشغل نفسي فيه رحت عند مكتب لمياء و لقيت بعض الاوراق وكانت فيها كتابات.
'اشتقت لكم كثير ، اشتقت لأهلي ، اشتقت لحياتي القديمة ، اشتقت لسلطان ، اليوم حلمت ان سلطان جاني واخذني بالسياره و سافرنا بعيد ، حلمت في لمسته ، و حضنه اللي يحسسني بالامان ، كنت اكره اصحى من النوم لان الواقع عكس ما كنت اتخيله في بالي ، الواقع انه تركني في اصعب اللحظات ، تركني عشان فلوس ، عشان شويه دراهم ، ما ادري هل اسامحه ولا ما اسام—'
وانقطعت الكتابة ، وكانت اغلب الاوراق زي كذا ، سمعت طق على الباب و خفت ، كان الباب مقفل قربت منه بشويش واللي يطق لا زال يصوّت.
"فيه احد داخل؟"
سكتت و قربت من الباب و اول ما لمسته حسيت بشخص سحبني من خصري و سكر على فمي ، حاولت اقاوم وابعده لكنه همس في اذني.
"انا مصلح شفيك"
همس بكل برود وكأنه كان من المفروض اني اعرف انه هو.
افلت فمي و لفيت عليه وهو لا زال ماسك خصري.
مسكت يده وحاولت ابعدها عني لكنه ماسكني بقوه ، فزيت يوم سمعت الباب طق مره وحده وسكت ، ابتسم مصلح في وجهي.
"جو الرجال!"
استوعبت انه يقصد رشاش والباقين ، فتحت الباب ولقيت مهل يضحك ويناظر واحد من رجال عمي.
"سبيكه"
ناظرت مهل وضحكت.
رحت ادور على رشاش تحت ولقيتهم نفذوا الخطة كلها ، خفت انه يعصب علي لكن اشوا انه كان مبتسم ، استغربت لما شفت عمر و قحص موجودين.
"اذا انتوا هنا ، مين اخذ لمياء؟"
"حبيب القلب ، مين يعني؟"
ضحك قحص وهو يقصد سلطان ، ابتسمت يوم عرفت انهم اخيراً تجمعوا ، لكن تذكرت ان باقي لنا عمي و خطته اللي تصدع الراس.
"طيب اللحين وش بنسوي في عمي؟"
"عمك انا اعرف له ، انتم روحوا ، قحص و مصلح خلوكم معي الباقين توكلوا على الله و روحوا عند سلطان ولمياء"
ناظرت رشاش ثم ناظرت مصلح وشفته يناظرني.
"معليك روحي"
لبست عبايه لقيتها عند لمياء و طلعت ، كانت شوي كبيره علي لكن ما يهم ، عمر كان يسوق ومهل جنبه وانا ورا ، تقدمت شوي و سألت مهل.
"عندك نكته؟"
"مهرج عند ابوك انا"
"لا بس دايم تضحكني شفيك زعلت يخوي"
شفت عمر ابتسم.
"خليه زعلان ان اخوه الصغير بيتزوج قبله"
"اقول انطم انت بعد"
ضحكنا كلنا و كنت ما اقدر اصبر اشوف لمياء هي وسلطان فرحانين بشوفه بعض مره ثانيه.
-
لمياء—
يوم قالت لي نوره اجهز اغراضي واطلع فوق السلم وانزل ، كنت خايفه شوي ومو عارفه ايش قاعد يصير ، هل من جد رشاش والباقين كانوا مخططين لكل شيء! هل بينجح مخططهم اصلاً؟ اسئله كثيره جداً في راسي مو عارفه جوابها ، لكن السؤال الوحيد اللي جوابه كان قدامي اول ما صعدت الجدار ، شفته ، شفته قدام عيوني حي يرزق ، ابتسمت لا ارادياً ، مد لي يده وقالي امسكه.
"نطي ، بس بشويش ، معليك بمسكك"
نطيت زي ما قالي و بغيت اطيح على الارض لكن نزلت زين مسكني سلطان وناظرت فيه وحضنته علطول ، حضنته وما كنت ابغا افكه ابداً لو ايش ما يصير.
"الله الله! لهدرجة اشتقتي لي"
"اكثر من ما تتصور"
"ورانا خطه نسويها ما نبي رشاش عاد يزعل"
فكيته وقعدت اناظر وجهه ، مو مصدقه انه قدامي.
ركبت السياره ، وكان سلطان يركب اغراضي ورا ، وكراميل كان في حضني.
"والله اشتقت له اكثر منك تصدقين"
ركب سلطان جنبي و قعد يمسح على راس كراميل.
"مين ما يشتاق له هذا الكل يشتاق له"
مسكت كراميل و بسته مع راسه ، لفيت على سلطان ولقيته يناظرني ويبتسم.
"لا تناظرني هيه ورانا خطه نسيت!"
"ماني مصدق وش اسوي"
"حرك اخلص"
يوم قطعنا مسافه شوي ناظرني سلطان و ابتسم ، فجاءه مد يده لصندوق السياره و طلع منها جهاز الموسيقى حقي.
"من وين جبته! حسبت انكم خليتوه في المخيم ولا نسيتوه"
"هذا ما انساه ابد"
"مره شكراً سلطان ما اصدق انك تذكرت ، احبك ياخي"
-
سلطان—
هي قالت احبك صح؟ ناظرتها وشفت انها ما لاحظت ، صرت اناظرها مره ومره احاول اركز في الطريق.
"لمياء"
"همم"
لفت علي و هي مبتسمه.
"وانا احبك اكثر"
سكتت هي و ناظرتني ، خفت انها توترت من الوضع ، قمت شغلت الراديو على اي شيء.
مسكت يدي قبل اشغله ، ناظرتها وكانت مبتسمه وكأن الدنيا كلها تبتسم في وجهي.
"كنت بقولها لك من زمان ، بس خفت انك ما تحبني بنفس حبي لك—"
"يمكن انا ما احبك نفس حبك لي ، انا احبك اكثر بكثير من اللي تتخيلينه"
سكتت هي وابتسمت زياده ولفت على الجهة الثانية ، حسيت قلبي من داخل يرقص و مابه فرحه تساوي فرحتي اللحين.
وصلنا للمكان اللي شرحه لي رشاش وقفت و نزلت من السياره و تسندت عليها ، ولعت دخانه و قعدت ادخن الين ما شفت يدها خذت مني الدخان و ابعدت عني ، قربته من فمها وقعدت تدخن شوي الا تكح بقوه ، قربت منها خذيت الدخان و رميته.
"شفيك انتي! ليه سويتي كذا"
"كل مره.....تد...تدخن...باخذها منك..وادخنها"
"لا تكفين وش هالعقاب المخيس ، خلاص ما بدخن بس لا تسوين كذا"
جبت لها مويه تشرب منها شوي.
"وانتي تلوميني بعد يا لمياء ، ما شفتك اسبوع كامل ، نفسيتي تعبت و اعصابي تلفت خلاص"
"اشتاق لي بس لا تدخن"
"انتي اطلبي بس وابشري باللي يرضيك"
مسكت يدينها و بستهم لكنها ابعدتها بسرعه ، ضحكت على حركتها ، قعدنا نسولف شوي و وشفت البقية وصلوا الا قحص ومصلح ورشاش.
"حيهم!"
"يحييك ياخوي"
حضنت مهل و عمر وسألتهم عن الباقين.
"بيخلص له شغله رشاش و بيجي"
شفت نوره جايه معهم و حضنت لمياء ، تركتهم يسولفون على راحتهم و رحت انا ومهل وعمر قعدنا بالجهة الثانية.
-
مصلح—
خلصنا من البيت و طلعنا رحنا حاره صغيره ، يقول رشاش ان عم نوره موجود هناك ، نوره.....ما ادري هو من صدمتي ان لمياء ما تحبني بس هالبنت شغلت بالي ، تذكرت يوم سحبتها مع خصرها ، الظاهر اني اوجعتها الله يقلعني انا ودفاشتي ، طلعت من افكاري يوم شفت رشاش قال وقف هنا ، وقف قحص و نزلنا كلنا ، دخلنا مكان ضيق و فيه باب في الاخير ، راح قحص طق الباب ورد علينا من ورا الباب عم نوره.
لفيت علي رشاش وابتسمت.
"جاء وقت الحساب"
ابتسم رشاش و سمعت الباب فتح علطول طلعت سلاحي بوجهه.
دخلنا بسرعه و قعدناه على كرسي.
"انثبر هنا"
حطيت سلاحي على راسه ، قربت منه رشاش و رفع راسه.
"تحسب العلم ما ياصلني؟"
"وش علمه ياخوي ما سويت شيء"
"فيه عصفوره جتني وقالت لي انك لا زلت تضرب نسوانك ولا؟"
"لا لا والله وقفت من زمان من ذاك اليوم ما مديت—"
"تكذب بعد؟"
"والله ما اكذب"
ناظرن فينا رشاش.
"مصدقينه يا عيال؟"
تنهد قحص ثم ناظر للعم.
"احلف بالله؟"
"والله العظيم"
"الرجال حلف يا عيال ، معليش والله يا حبيبي ما كنا ندري ازعجناك ولا شيء؟"
ضحك العم.
"لا عادي مامن ازعاج"
جاء بيقوم و رفعت سلاحي عليه مره ثانيه.
"كنت بثور فيك يارجال"
قلته وانا اضحك.
فجاءه مسكه رشاش و ثبته على الكرسي.
"والله لا العن والديك"
"لا تكفى لا!"
وكان هذا اخر شيء سمعناه من هالكلب.
رجعنا للمكان اللي يقصده رشاش ، كان اقرب للصحراء من القرى او المدن وكان هذا اللي يبيه رشاش ، مدري ليش بس فكرت لو سلطان ولمياء تزوجوا وين بيصير كل هذا ، اكيد لمياء ما تبيه في البر.
وصلنا عندهم و سلمت على الكل ، شفت نوره قامت من مكانها و ناظرتني من ورا السياره.
"حمدالله على سلامتك"
"الله يسلمك"
ما قدرت اناظرها بعد اللي سويته ، حسيتني وحش وهي ملاك بريء ، ما كنت ابي اقولها اللي سويته ابداً ، لانها لو عرفت ما اتوقع انها بتفكر تناظر فيني مره ثانيه.
-
يا الله وبكذا خلص البارت القبل الاخير ، باذن الله البارت الجاي بينزل بكرا وبيكون الاخيررر 😔😔 ، مو مستعده اودع هالقصه تكفون احس صرت اتحمس معاكم و اشوف ردود افعالكم وارجع اقرا البارت معكم و كأني اول مره اقراه 😭😭.
بنزل اللحين المقدمة من القصة الجاية وتعريف شوي عن القصة ، القصة بتكون عن مصلح بما ان الاغلب طلبه.
اتمنى تكونون دايم بخير و بصحة وعافية ، انتبهوا لنفسكم واحبكم ❤️❤️
واعذرونا على الاخطاء الاملائية الكثيرة 🧍🏻♀️
أنت تقرأ
خطة "ب"
Adventure"طف الموتر!" "طف الموتر بسرعه لا تقعد تعاين فيّ!" "ايش فيه مين انتوا؟" "يا رشاش فيه بنيّه هنا" "جبها معك" "شكلس بتجين معانا اليوم"