15-'زنزانة باردة'

98 31 2
                                    

.
.
.
.

بمجرد أن خرج هازارد برفقة لوثر حتى إندفع أندرسون نحو صوفيا الملقاة أرضًا وأخذ يبكي بِهستيرية بينما يتفحص جرحها.

شعرتُ أن الغيوم تحيط بي، كان جسدي مثلجًا تمامًا.
تحركتُ ببطء نحو جثتها وجلستُ فوق دمائها، لطالما رأيتُ تلك المشاهد، لقد أعتدتُ عليها، لكن لماذا قلبي يؤلمني بشدة الآن؟ أشعر أن خسرتُ شقيقتي، بل جزءًا مني.

إن كان مقتل والدي الذي عشتُ معهُ قرابة العشر سنوات مؤلم، فَـموت صوفيا التي عشتُ معها قرابة العشرون عامًا لا يحتمل!

كانت تتنفس في بطء شديد وترمقني بألم وتحاول التحدث لكني كنت أومأ نفيًا لها؛ لا تتحدثي! لا بأس!

«غَـ..ني لي»قالتها صوفيا لأجهش في البكاء.

هي تشعر بالوجع، تريد أن تشعر بالأمان والسلام عبر أغنية والدتيّ..لكني عاجزة! شهقاتي تتعالى، لا يمكنني الغناء هكذا، قلبي يؤلمني بشدة، أريد أن أغني، أريد أن أغني بِشدة لأجلها..

كانت الغرفة تعم بِصوت بكائي أنا وأندرسون، وأمسكتُ بِيد صوفيا المثلجة وجمعتُ أحرفي:
«ا-ا انتِ..»

لكن لا جدوى، دموعي لا تسمح لي بالغناء، أكاد أفقد صوابي..هل تلك هي الحياة؟ أم أن هذا هو الجحيم؟

«صوفيا!! »صرختُ بها حين بدأت تغمض عيناها.

دفعها أندرسون في حضنه وأخذ يبكي كالطفل بينما يربت على ابنته مما زاد من دموعي وشهقاتي، سأفقد صوابي بالتأكيد.

لا أريد أن أعيش بعد الآن، أريد أن أموت! لقد سئمت من رؤية من أحبهم يلقون حتفهم!!

حاولتُ الغناء بصعوبة شديدة:
«أنتِ لسـ-»

«لقد ماتت..»قالها أندرسون لتضرب قلبي كالصاعقة.

بكائي تحول فجأة لصمت مطبق، أشعر أني أنفصل عن العالم؛ أتمنى أن أعود بالزمن لدقيقة للخلف لأغني لها حتى.

لماذا وافقتُ على الغناء لها في لحظاتها الأخيرة؟ لماذا دموعي منعتني لكنها سمحت لي بمجرد أن فارقت الحياة؟

كنتُ أجلس في الأرضية الباردة، أمام جثة شقيقتي وقرب والدها الذي يبكي كالطفل، أحدق في دمائها وجسدها البارد، هذا الشعر الذهبي الذي إزداد طولاً عما كان عليه في طفولتنا، تلك الشفاه التي ضحكت كثيرًا معي، وتلك اليد التي ربتت علي طويلاً، هذا الوجه الذي ابتسم لي دومًا، تلك الفتاة التي تقبلتني في كل الأيام..لقد ماتت!!

وضعتُ بوجهي بين يداي، أشعر بالدوار الشديد، المكان يزداد سوادًا حولي.

تمالكتُ نفسي، لن أترك السيد أندرسون وحيدًا في مثل هذا الوقت، ليس بعد ما فعلته لي صوفيا!

تنهدتُ بعُمق ثم نظرت للسيد أندرسون وهو يزداد هدوءًا.

إستقمتُ على ساقاي وسِرتُ خلف المكتب حيث جسد السيد هوبر وقد كان مغطى بالدماء، لقد أصاب في معدته.

لوثر بين النجوم✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن