.
.
.
.كانت رحلة هادئة، لا شيء بها يذكر حقًا سوى أن الوجبة التي تناولتها بها كانت أجمل وجبة تذوقتها في حياتي، كانت وجبة من المأكولات البحرية وأعجبت الجميع، لكن لوثر لم يقل شيئًا، فقد كان شاردًا طوال الرحلة لكنه لم يقل شيئًا لذا لم أسأله.
على كل حال سرعان ما أنتهت الرحلة، فهذا هو الطبيعي إن كنا نسافر عبر غواصات أغارثا.
خرجنا من الغواصة على اليابس وقد كنا في جزيرة مهجورة على النهر وقد كان الوقت ليلاً في المانيا.
كان هناك بضعة قوارب وقال عميل أغارثا:
«فلتجدفوا بتلك القوارب نحو الجنوب مباشرةً حتى تصلوا لليابس، ستكونون في برلين بحلول الصباح، من المؤسف أنكم ستضطرون للتجديف طوال الليل، لكن لا يمكننا أن نفعل شيئًا مشبوهًا»أومأتُ له وودعناه ومن ثم ذهبتُ لأقرب قارب وصعدت لهُ واستدرتُ نحو الجميع لأرى صوفيا تسير نحو قاربي حينها أوقفها لوثر وقال:
«هل يُمكنني الذهاب أنا؟ »نقلت صوفيا نظراتها نحوي وابتسمت ابتسامة ماكرة ثم أومأت للوثر وذهبت، لم أعترض شخصيًا لأني أظن أنه سيتحدث عما كان يجعله شاردًا طوال الرحلة.
صعد لوثر للقارب وجلس في المقعد أمامي مباشرةً ثم ابتسم ابتسامة صفراء:
«مرحبًا، هيلينا»«هل ستتحدث عن الأمر إذًا؟»
«أمر؟ »
«أنت شارد طوال الوقت، هل حدث شيء؟ »
«لا، أنا بخير، أنا بخير! »
هو ليس بخير، هو مرهق للغاية والدوائر السوداء تغطي عيناه، لا أعرف إن كان ينام حتى أم لا، وأنا من ظننت أني أنهار..
نادى أندرسون:
«فلنبدأ التجديف! اتبعوني! »أمسكتُ بِـالمجادف وبدأت أجدف لكن كان هذا أصعب مما تخيلت، أعرف كيفية التجديف لكن تطبيقها صعب.
بالنسبة للوثر فهو لم يعاني أبدًا، كان يجدف بمهارة فائقة؛ هذا مؤكد من جندي في الجيش النازي، يمكنه قيادة مرواحية والتجديف والسباحة، هو ورقة رابحة لأي شخص، لكن لا أحد يمكنه أن يكون ورقة رابحة له.
نظرتُ بعيدًا عنه ليقول:
«هل يمكنكِ أن تغني؟ سيكون هذا جميلاً»ابتسمتُ في خفة:
«هل تسألني عن إن كنت أنهيت تأليف تلك الأغنية عنك؟ »قهقه هو:
«لست على عجلة من أمري، أنا أيضًا لم أرسمكِ بعد»نظرت له في سعادة:
«هذا سيكون جميلاً جداً بحق! فلتفعل هذا حتى وإن كان في حياتنا القادمة! »ابتسم هو في خفة:
«ماذا عن نيفرلاند؟ لقد سمعتُ صوفيا تغني أغنية والدتكِ في تلك الغواصة وذكرت نيفرلاند، هل غفرتِ لوالدتكِ؟»
أنت تقرأ
لوثر بين النجوم✔
Romance«حُبي لكِ سَيُعوض النجوم..عَن نجمة ثملت وخرقت المألوف عَن قصيدة حُب لم تُرسل للمحبوب..عن أغنية حزينة لم ترى النور عَن نجمتُنا التي هَوت ومحت الوجود! » -إنها نهاية العالم وعدو البشرية الأكبر هو القادر على إنقاذه...فهل سَيُنقِذهُ؟