كان قطار الرّعد يتأرجح على السكّة مطلقاً دخاناً أبيض. أراح ساروتوبي كونوهامارو ظهره على المقعد وهو يتأمّل من النافذة العالم الملوّن بالأخضر والبني في الخارج. بدت المسارات لامتناهية، مسترسلة كالوادِ المتدفّق؛ فسحة من الأشجار الخضراء المورقة تكتسحها براعم مزهرة... ولم يكن هناك ما يوحي بأنّ ذلك المنظر قد يتغير في أي وقتٍ قريب. سرح كونوهامارو بعقله وراح يفكّر فيما سيتناوله على العشاء. عليّ أن أحضِر شيئًا عندما أعود، أو ربما أمرُّ على إيتشيراكو رامن؟ من الأفضل أن أُعّد شيئاً ما بنفسي وأوفّر المال ولو لمرّة...
على الرغم من أنّه دائمًا ما يوصي بوروتو والغينين الآخرين بتوخي الحذر مهما كانت المهمة، إلاّ أنّه لم يكن مهتمًا بمراقبة ظهره وهو في طريق عودته من مهمّته الانفرادية هذه؛ مطمئناً من عدم وجود حظوظ لنشوب قتال.
لو فقط يسرع هذا الشيء...
تثاءب مادًّا ذراعيه وإذا به يلاحظ شخصًا جالسًا أمامه فتسمّر مكانه. رجل ذو شعر يتدلّى على نصف وجهه وعباءته السوداء تخفي الباقي: أوتشيها ساسكي.
غريب أن يكون ساسكي هنا، لابدّ أنه عائد ليقدِّم تقريرًا.
حدّق بتمعّن في ساسكي النّائم. كان وسيمًا منذ الصِّغر ومازال كذلك حتّى الآن، وقد أضفت حلّته على ملامحه الحادة أناقةً. تلك الجفون المغلقة تُخفي زوجاً من العيون المميّزة، الشارينغان والرينّيغان. ببساطة، ساسكي أحد أقوى النينجا في العالم، كما أنّ وسامته قد جعلت عدداً من النساء يعجبن به عندما كان عازبًا، ولو أنه لم يكن يبدي اهتماماً بالأمر... فتلك قصّة أخرى.
لا أصدق أنني قابلت ساسكي هنا!
تفحّص كونوهامارو العربة بعينيه مرّة أخرى. رضيع ينام في حضن أمّه، زوجان مسنّان يقتسمان كعكة دوراياكي*، ورجل وامرأة شابان عائدان من رحلة. الأشخاص الذين يشاركونه هذه العربة قرويين يحظون بالسلام الحالي، بعيدًا عن عالم الشينوبي الدّموي. تعجّب كونوهامارو من قدرة ساسكي على النوم وسط هؤلاء النّاس، فوضعه في قرية كونوها معقّد نوعاً ما. هو مشهور لدرجة أنّ بطاقته نادرة للغاية في لعبة الغيماكي* كما أنّ ظهوره في القرية نادر أيضاً، وكان مجرمًا تحت المراقبة. عدد أعدائه يضاهي عدد حلفائه. لو أدرك الرُّكاب الآخرون أنهم يتشاركون عربة مع أوتشيها ساسكي فستحدث جلبة حتماً، لكن لم يلاحظه أحد. أغمض عينيه عازماً على أخذ قيلولة بدوره، فأراح رأسه على النافذة واستلقى في مقعده.
بووم!
هزّ انفجار العربة فانفتحت عيناه من المفاجأة. أطلّ كونوهامارو من النافذة فرأى ألسنة اللّهب ودخانا أسود ينبعثان من العربة الأخيرة.
"انفجار!" صرخ أحد الركاب، "دخان!"
سرعان ما ساد الذعر العربة. "كلاّ! لا أريد أن أموت!"
"توقف! لا تدفع!"
"اركضوا إلى مقدمة القطار! استعجلوا!"
صارع الركاب بعضهم البعض غامرين الممر الضيّق.
"اهدؤوا رجاءً!" تدخّل كونوهامارو، الانفعال الجماعي قد يسبب أضرارًا أكبر من الانفجار نفسه، "أنا نينجا من أرض النار. كان الانفجار في العربة الأخيرة أي بعيداً عنّا! التزموا الهدوء رجاءً وابقوا في أماكنكم!"
ساد الصمت العربة واستعادت قدراً من النظام بفضل توجيهات كونوهامارو الذي تردّد في قيادتهم إلى مقدمة القطار من عدمها؛ إن كان الانفجار ناتجاً عن فعل إجرامي، فستكون عربة القيادة مستهدفة، نظرًا لكونها مقرّ جميع عناصر التحكّم.
"سأذهب لإلقاء نظرة. واثق أنّ القطار سيتوقف قريباً؛ بمجرد أن يحدث ذلك، من فضلكم غادروا العربة آخذين معكم أقل ما يمكن من الأمتعة. ومهما حدث، لا داعي للذّعر أرجوكم!"
أين ساسكي؟
نظر حوله لكنّه لم يجده، لابدّ أنه توجّه إلى موقع الانفجار. يبدو أنه أعطى الأولوية لإطفاء الحريق بدلاً من تهدئة الركاب.
فتح كونوهامارو النافذة وصعد إلى السطح ثم ركض نحو العربة الأخيرة حيث حدث الانفجار. عند وصوله إلى العربة الثانية عشرة، أي مؤخرة القطار، توقّف مذهولًا. كان من المفترض أن تكون العربة مشتعلة بالكامل ولكن، لسبب ما، كانت متجمّدة مع اللّهب المحيط بها. ركل إحدى النوافذ الجليدية وتسلّل إلى الداخل أين هبّت ريح حادّة بالكاد خدشت خدّه.
وقف أوتشيها ساسكي وسط دوامة من الهواء البارد. ما أن لوّح بيده حتى أصبحت النيران الحمراء التي أحرقت إطار المقعد الخشبي مغطاة بالجليد واختفت.
"ساسكي؟ ما الذي..."
"كونوهامارو؟" استدار ساسكي ثم أدار عينيه حول العربة المتجمدة. "كما ترى لقد أطفأت الحريق."
"أطفأت... صحيح أن النار انطفأت ولكن..."
العربة الأخيرة لركّاب الدرجة الأولى، لذلك كان التصميم مختلفًا عن العربات الأخرى؛ أزواجٌ من الأرائك الكبيرة الفاخرة تقابل بعضها البعض، وجدرانٌ سميكة من خشب شجر البلوط تفصل المقصورات. دمّر الانفجار السقف لكن لم يتطلب الأمر أن يكون المرء خبيرًا ليدرك أنّ تركيبات الإضاءة ومراوح السقف كانت فاخرة للغاية؛ حتى لو أنّ المنحوتات التي كانت تزيّنها الآن مكسورة على الأرض. كما قد تسبّب الانفجار في تشويه أثاث العربة، تجميد المقاعد وتفحمها، ولم يبقى سوى طيف حزين لسابق عهدها.
"إخماد الحرائق باستخدام أسلوب الماء يولّد بخارًا شديد الحرارة،" قال ساسكي، "لذا فالجمع بين أسلوب الماء وأسلوب الريح يؤدّي إلى تجميد كل شيء بما في ذلك البخار."
"هذا نوع من أسلوب الجليد وليس أسلوب الماء، صحيح؟"
"تقريباً، ولكن ليس بالضبط." هز ساسكي رأسه نافياً. "منذ زمن طويل، قاتلت شخصًا يستخدم هذه التقنية فقمت بنسخها، لكن ما قمت به لا يرقى للمقارنة مع التقنية الأصلية."
لا يقارن؟ أهو جاد؟
تسربت نفخة هواء أبيض من شفتي كونوهامارو بينما كان يتفحص العربة. أن تقول أنه كان عليك "فقط" الجمع بين أسلوب الماء وأسلوب الريح شيء، أمّا أن تستخدم هاتين الطبيعتين من التشاكرا في آن واحد فذلك شيء آخر! لم يكن من السهل فعل ذلك.
"هااا!"
سمع كونوهامارو صرخة قصيرة فاستدار نحو المدخل.
"مـ-ما الذي...؟"
وقفت هناك فتاة ذات شعر أحمر قصير تتدلى من أذنيها أقراط كبيرة وأظافرها مزيّنة بأحجار براقة.
"لماذا مقعدي متجمّد هكذا؟"
"حدث انفجار هنا،" وضّح كونوهامارو "كان علينا إطفاء الحريق."
"انفجار؟!" كادت مقلتي الفتاة تخرج من مكانها. "متى حدث هذا؟!"
أجابها متفاجئاً "للتو... كنتِ هنا ولم تلاحظي؟"
"فكّرت أنّ الجميع يتصرفون بغرابة، يركضون ويصرخون... لكنني كنت أستمع إلى الموسيقى!"
بالفعل، كانت سماعاتٌ برتقالية حول عنقها.
خطى ساسكي نحو الأمام وسألها بصوت خشن "ماذا كنت تفعلين؟"
"ماذا كنتُ... كنت جائعةً بعض الشيء، لذا تناولت معكرونة، حلزون وكعكة بانا كوتا* في عربة الطعام. وبعد ذلك أحضرت بعض الماء معي!" رفعت الفتاة كأس المياه الغازية الذي كانت تحمله بيد واحدة كما لو أنها تتباهى به.
"ماذا حدث للركاب الآخرين؟" واصل ساسكي استفساره.
"أنا وحدي. أقصد... هذه عربة الدرجة الأولى. لقد استأجرت العربة بأكملها!" أجابت نافخة صدرها بتفاخر.
حدّق فيها كونوهامارو. هذه الفتاة؟ في عربة الدرجة الأولى لوحدها؟
"لِمَ تنظر إليَّ هكذا؟" انكمشت شفتيها مستاءة من نظرة الاشتباه التي رمقها بها كونوهامارو. "ماذا؟ ألا يُسمح للقاصرين بركوب قطار الرعد بمفردهم؟"
"كلاّ... ليس هذا ما قصدته!"
"لا تسئ الفهم يا صاح. معي المال! قد أبدو..."
قاطع ساسكي الفتاة قائلاً "كونوهامارو، هل لاحظت شخصاً مشبوها في طريقك إلى هنا؟"
"كلاّ." هزّ كونوهامارو رأسه، "جئت عبر السطح لذا لا أعرف ما كان يجري داخل القطار."
"يحتمل أن يكون الشخص الذي زرع القنبلة لا يزال على متن القطار." ألقى ساسكي بقطعة من الزجاج إلى كونوهامارو.
كان للجزء الرفيع منها انحناء طفيف يختلف بوضوح عن زجاج النافذة. أدرك كونوهامارو أنها كانت جزءًا من فتيل مؤقت للقنابل. إن كان الجاني قد استخدم قنبلة لإحداث الانفجار، فيمكن افتراض أنّ الجريمة مِن فِعلِ شخصٍ لا يمكنه استخدام النينجوتسو، هذا يعني أنه لا يملك طريقة للهروب من قطار الرعد وهو يتسابق كالبرق. باختصار: الانتحاري لا يزال في القطار. لذا يستلزم عليه هو وساسكي إلقاء القبض عليه قبل أن يتمكّن من إلحاق المزيد من الضرر.
بووم!
دوّى انفجار آخر.
"هذا في مقدّمة القطار!" صرخ مراقباً من النافذة.
"القطار يتسارع" لاحظ ساسكي المشهد بالخارج قبل أن يستخدم إطار النافذة كموطئ لقدميه ويتسلق إلى سقف العربة.
"ساسكي؟!" صرخ كونوهامارو.
حطّم النينجا الآخر السّقف وانطلق إلى العربة الرئيسية في غمضة عين. دون أن يتوقف لالتقاط أنفاسه، قفز وسط الدخان المتصاعد.
تمالك نفسك! قال كونوهامارو لنفسه. من الضروري العمل معًا، خاصة في حالات الطوارئ.
حقيقة أنّ القطار يتسارع بعد القنبلة الثانية يوحي بأنّ لوحة التحكّم قد دمِّرت. إن كان الأمر كذلك، فإنّ الطريقة الوحيدة لإيقاف القطار على الفور وبأمان هي إيقاف الأجزاء المتحرّكة للمركبة. ستفي تقنية التجليد لساسكي بالغرض. إن كان ساسكي في طريقه لإيقاف القطار، فعلى كونوهامارو التركيز على إلقاء القبض على الجاني بالداخل.
استغرقه الأمر ثانيتين للوصول إلى هذا الاستنتاج. كان العمل مع نينجا من الدرجة الأولى كساسكي تجربة قيّمة بالفعل، لكن الجوتسو الخاص به وسرعة حكمه كانا في مستوى مختلفٍ تمامًا؛ لذا يستوجب عليه الاجتهاد لمواكبته.
على أي حال، يجب أن أقوم بإمساك المفجّر داخل القطار. كان كونوهامارو على وشك مغادرة العربة عندما تذكر شيئًا فاستدار. كانت الفتاة تنقر بفضول على جدار الجليد فقال لها: "رجاءً، لا تتركي هذه العربة. هذا خطر."
"تمام!" ردّت الفتاة بهدوء وهي تكسر قطعة جليد لتستخدمها في المياه الغازية.
أستكون بخير هنا يا ترى؟ على أي حال، لا وقت لدي للبقاء معها. متخوفاً، انطلق كونوهامارو إلى العربة الحادية عشرة. كانت مقاعدها مهجورة، وتناثرت على الكراسي والممر الحقائب ومخلّفات الركاب. من المحتمل أنه تم إخلاء الركاب إلى المقدّمة. هذا طبيعي، نظرًا لوقوع الانفجار في العربة التي خلفهم مباشرة. مرّ كونوهامارو بحذر عبرها ليصل إلى العربة العاشرة. كان ركابها قد فرّوا أيضًا، تاركين عربة فارغة أخرى... أو هكذا اعتقد قبل أن يصادف امرأة تجلس في زاوية وظهرها يرتجف.
"...هل أنتِ بخير؟"
قفزت المرأة مكانها من الفزع واستدارت. كان وجهها مبتلاً بالدموع وهي تضمّ طفلًا إلى صدرها. يبدو أنها كانت خائفة لدرجة تمنعها من التحرّك.
"من أنت؟" قالت بلهفة.
"نينجا من قرية كونوها. لا داعي للخوف الآن. لقد قمنا بإخماد حريق الانفجار."
"أوه، حمداً لله." تنفّست الصعداء. "إذن... أنا وطفلي بأمان الآن؟"
"أجل. من فضلك حافظي على هدوئك وابقي في مقعدك." قال كونوهامارو ثم بدأ في المضي قدماً.
"مهلاً!" أوقفته المرأة. "لو سمحت. أتوسل إليك! لا تتركني لوحدي. أنا خائفة. خائفة للغاية!"
"حسنًا... هدئي من روعك."
ليس لديّ وقت لهذا... عليّ إيجاد ذلك المُفجِّر. عاد كونوهامارو أدراجه منزعجاً.
رمت المرأة بطفلها عليه.
"طفلك!" مدّ يديه تلقائياً ليمسك به ولكن حينما أدرك ما كان يحدث حقاً، كان الأوان قد فات بالفعل.
في رمشة عين، تحوّل الطّفل إلى نينجا يرتدي زيًا أرجوانيًا داكناً وصوَّب بكوناي نحو كونوهامارو. أحنى رأسه إلى الخلف لكن النصل جرح خدّه فسال الدم على جانب وجهه.
الطفل كان تقنية تحول! إذن الأم شريكة في ذلك؟
لم تكد الفكرة تتشكل في ذهنه حتى شعر بضربة على ظهره. تحولت الأم التي لا حول لها ولا قوة إلى نينجا آخر انقضّ عليه بضربة موجّهة مباشرة إلى جنبه الأيمن.
"خدعة بذيئة أن تتظاهر بالضعف لجعلي أرخي دفاعي!" ركل بقوة ليرسل جسده في الاتجاه المعاكس، متجنباً بذلك قبضة من كان "الأم". لكنه لم يكن قادرًا على مراوغة كوناي الآخر القادم على يساره، فصدّه بواقي معصمه ممتصاً بذلك قوة الضربة؛ ثم استدار ليضرب النينجا على وجهه.
لمح شيئًا يلمع من زاوية عينه. شوريكن! قفز إلى أسفل الممر إلى أبعد ما باستطاعته، محاولاً تكبير المسافة بينه وبين خصميه، ثم واجههما مجدداً.
أحدهما، رجل تجاوز منتصف العمر، بمريلة حول عنقه، ما تبقى من تحوله لطفل. أما الآخر، فغطت قطعة قماش وجهه، ولكن بالحكم على بنيته، افترض كونوهامارو أنه رجل أيضًا. السّمة المميزة الوحيدة التي تمكّن من تمييزها فيه كانت شامة تحت عينه اليسرى. وكلاهما لديه أسلحة.
قال الرجل صاحب المريلة: "إذن فأنت جونين... نظراً للطريقة التي تحمل بها نفسك."
"هممم... من يدري!" لم يكن كونوهامارو ليعطي أي معلومات لعدوه. "نينجا كونوها أقوياء جدًا. ربما لست بتشونين حتى!"
"يا لتواضعك!" هزّ الرجل صاحب المريلة رأسه. "أنا ممتن للقدر."
"مـ-ما... ؟"
"لم أحلم يوماً أن تتاح لي الفرصة بقتل جونين بيداي هاتين!"
هكذا إذن... رجل قوي. نظر كونوهامارو من النافذة، كانت السرعة تنخفض ولو بشكل بسيط. على الأغلب، قد قام ساسكي بتجميد الأجزاء الميكانيكية في مقدمة القطار. يجب أن أتولّى أمر هؤلاء قبل أن يعود، كهدية بسيطة.
"لا حاجة لك بالقتال." أخذ ذو الشامة خطوة أمام الرجل ذي المريلة. "نحن ننهي أمره!"
"نحن؟" رفع كونوهامارو حاجبه.
انفتح الباب المؤدّي إلى العربة التاسعة فدخل ظل أرجواني جديد.
"فهمت... هناك المزيد منكم!" قفز كونوهامارو مرة أخرى.
ثلاثة ضد واحد...
قبل أن تتاح له الفرصة لتوكيد ذلك، ظهر نينجا رابع وآخر خلفه، وواحد آخر.
أربعة، خمسة، ستة...
اثنا عشر ضدّ واحد.
لم يكن الوضع لصالحه للتفكير بإلقاء القبض عليهم أحياء. اقترب النينجا الاثني عشر منه فتراجع كونوهامارو حتى اصطدم بالباب واضطر للتوقّف.
كلاّ... مهلاً لحظة. أينوون القتال في عربة القطار الصغيرة هذه؟
انطلق النينجا الاثنا عشر نحوه من ثلاثة اتجاهات مختلفة. لم يكن هناك مكان يفر إليه في هذا المكان الخانق.
ماذا عن نسخ الظل... لا، لا... سيزيد الاشتباك فحسب. هذا خطر. سحقاً! ماذا يجدر بي فعله؟!
إلى حدّ اللحظة، ركّز على مراوغة الكوناي إلى أن هبت ريح ساخنة أمامه، كادت تحرق رأسه. أسلوب النار: كرة النار العظيمة. تجفّل نينجا العدو وتراجعوا بسبب التوّلع المفاجئ للنيران القرمزية.
"أوتشيها ساسكي!" تأوه الرجل ذو الشامة محاولا تصدي ألسنة اللهب.
وقف ساسكي أمام كونوهامارو الذي بقي جاثمًا على الأرض. "ما الوضع؟"
"على الأرجح تشكيلة العدو بأكملها على متن القطار. الزعيم هو العجوز ذو المريلة. من المحتمل أن يكون لديهم منظمة أكبر تدعمهم."
"أمسكهم أحياء!" قال ساسكي
"حسناً."
اختفى ساسكي. نظر كونوهامارو للأعلى وتنهّد. كان الرجل ذو الثوب الأرجواني في أقصى خط العدو قد تجمد بالفعل وسقط على الأرض. كما قد جثا الرجل الذي بجانبه على ركبتيه وانقلب على الأرض. في رمشة عين، قضى ساسكي على اثنين منهم.
"اتركه لنا!" قفز رجل أمام ذي المريلة لحمايته.
بدون كلمة، دفع ساسكي سيفه الذي لا يزال في غمده. تلقّى الرجل ضربة السيف بواقي معصمه لكن لم يتمكّن من امتصاص قوتها بالكامل فاندفع نحو الحائط.
بعد لحظة من التردّد، انطلق الرجل صاحب المريلة نحو النافذة فكسر الزجاج وقفز إلى الخارج.
"...مهلا! قف عندك!"
نظر كونوهامارو إلى ساسكي لكنه لم يعر أي اهتمام لذاك الرجل.
أهذا يعني أنه يفترض بي أن ألاحقه؟
قفز كونوهامارو عبر النافذة ليطارده.
متناوباً بين الضربات اليدوية وظهر سيفه، هزم ساسكي أعداءه ببرودة واحدًا تلو الآخر. حتى من حيث السرعة، كان في مستوى مختلف تمامًا مقارنة بهم. لم تكن لديهم أي فرصة لهزيمته؛ على الرغم من تفوقهم في العدد، سقطوا كالذباب.
بقي اثنان فقط من الرجال ذوي الملابس الأرجوانية. أحدهما الرجل الذي تحوّل إلى أم. حدّق به ساسكي بصمت ليعلن عن استسلامه.
"اللعنة!" تذمّر الرجل وقام بإشارة بيده.
انبثق عمود فولاذي على شكل قرن من الأرض عند قدمي ساسكي الذي تفاداه ولكم الرجل الأقرب إليه في فكه. استمر العمود في النمو مخترقاً سقف العربة وانحرف عالياً في السماء. لم يرَ ساسكي هذا النينجوتسو من قبل، وعلى الرغم من أنّه بدا قوياً للغاية، إلا أنه لم يرعبه. على أي حال، لم يتبق الآن سوى عدو واحد.
نظر ساسكي إلى آخر رجل واقف، الرجل ذو الشامة.
"تعال! أوتشيها!"
سحب الرجل سيفه بيأس من غمده وأعدّه للقتال.
"مهلاً... هل القطار... توقف؟" قالت بتكاسل.
انفتح الباب خلف الرجل ذو الشامة وظهر منه رأس الفتاة من عربة الدرجة الأولى.
"اهربي!" صرخ ساسكي.
لكن الرجل ذو الشامة اندفع نحو الفتاة.
"هاه؟" رفعت حاجبيها مرتبكة من الهجوم المفاجئ.
ألقى ساسكي كوناي اخترق معدة الرجل دون أن يوقفه. التقط الرجل الفتاة من قدميها وألقى بها نحو النافذة وهي تصرخ. كُسِر الزجاج وقفز ساسكي وراءها ليمسك بها في الهواء ويهبطان على الأرض.
"مـ-مـ-ماذا كان ذلك؟! مخيف للغاية! من ذاك الرجل؟! اعتقدت أنني سأموت!"
بما أنها تثرثر هكذا، فهذا يعني أنها لم تتأذى بشدة. المشكلة الأكبر تكمن في الرجل ذو الشامة.
ترك ساسكي الفتاة على العشب وعاد نحو القطار. قفز وأمسك بحافة إطار النافذة ثم ألقى نظرة على الداخل.
كان الجزء الداخلي للعربة ملطخًا بالدماء والرجل ذو الشامة مستلقيًا على الحائط. استمرت قدماه في الارتجاف لكن عينيه المفتوحتين كانتا تحدقان في الفراغ. من الواضح أنّه مات. يبدو أنه قد قطع رقبته بالكوناي على الأرض أمامه.
هذا بالضبط ما لم أكن أريده.
اتجه ساسكي إلى الرجل الآخر الذي كان وجهه على الأرض. كان ينزف من صدره حيث طعن فيه كوناي أيضاً. يحتمل أن يكون الرجل صاحب الشامة من قتله.
تنهد ساسكي منزعجاً. انفجاريون أم لا، لم يكن ينوي أن يموت أحد. الآن لن يحصل على أي معلومات حول سبب ارتكابهم لهذه الجريمة، زد على ذلك، الهوكاغي الحالي يكره عندما يموت الناس. لو فقط يتمكن كونوهامارو من القبض على القائد حياً...
أدار ساسكي ظهره للجثث الإحدى عشر وقفز من القطار. كانت الفتاة مستلقية على ظهرها وهي ترتجف وعيناها منبهرتان.
"ما الخطب؟" سأل ساسكي.
ارتعش صوتها وكذا يدها التي رفعتها. نظر إلى الوراء حيث أشار إصبعها ليدرك أن أمله الأخير قد تحطم.
العمود الفولاذي الذي صنعه الرجل ذو الشامة وقد اخترق السقف وامتد عالياً في السماء... وعلى حافته، الرجل الذي كان قائدهم، مُخوزقاً كطائر وقع فريسة لجزّارٍ على غُصين.
أنت تقرأ
Sasuke Shinden: Shitei no Hoshi - ساسكي شيندن: المعلم والتلميذ النجم
Cerita Pendek🔹الترجمة العربية الكاملة لرواية: ساسكي شيندن المعلم والتلميذ النجم. 🔹كتابة: جون إيساكا (Jun Esaka) تحت إشراف ماساشي كيشيموتو عن المانغا الأصلية (ناروتو 1999-2015/بوروتو 2016). 🔹رسم الغلاف: ماساشي كيشيموتو (Masashi Kishimoto). 🔹تاريخ أول إصدار (...