الجزء الخامس

4.4K 133 50
                                    


سكت عندما لم يرَ تجاوبًا منهما وتوتر لإحساسه بأنه قال شيئًا خطأ لكن ابتسامته عادت مع كلام زاك: أتعرفان؟ أشعر أنني لا أريده أن يتعافى قريبًا.. ليس لشيء لكنه يبدو لي الآن أفضل، نسي ما حدث كما أرى وهو لطيف جدًا وهذه التصرفات والثياب تناسبه و.. إنه لطيف وحسب.

أيّده الآخران قبل أن يلتفتوا معًا بسبب صوت ناعسٍ لطيف على الباب: لمادا لم تنادوا أولي ليأتل؟ (لماذا لم تنادوا أولي ليأكل؟)

- أولي صغيري متى استيقظت؟

- الآن.

- مهلًا.. كيف نزلت عن الدرج؟

- أولي لم يدد أحد انده لدا نذل على الدلذ.. الدلذ متيف قليلا كدت اثقت. (أولي لم يجد أحدًا عنده لذا نزل على الدرج، الدرج مخيف قليلًا كدت أسقط)

"هل يستطيع المشي أم ماذا أنا لا أفهم" همس أوجون ليهز الآخران كتفيهما علامة الجهل ثم تحدث دانيل: تعال هنا أولي.

أنزل أوليفير يديه على الأرض بعد أن ترك لعبته وبدأ يحبو حتى وصل لدانيل الذي حمله بسهولة لخفة وزنه ووضعه في حضنه ثم سأل: أولي هل تستطيع المشي؟

- لبما لتن أنا أخاث. (ربما لكن أنا أخاف)

- ما رأيك أن نحاول المشي الآن؟

- لا لا لا أولي لا يليد المثي لا يليد. (أولي لا يريد المشي)

استغرب الجميع عندما رأوا انفعال أوليفير الذي وصل به لحد البكاء فاحتضنه دانيل وبدأ يربت على ظهره: لا تبكي صغيري حسنًا لن نجعلك تمشي اهدأ.

خفت شهقات أوليفير لكنه لم يتوقف عن البكاء إلا بعد فترة أثناءها كان أوجون قد جمع الصحون ليبدأ بغسلها: تانيل أولي يليد حليب وأتل. (دانيل أولي يريد حليب وأكل)

-حسنًا ابقَ هنا قليلًا.

وضعه على الأريكة في غرفة المعيشة وأحاطه بالوسائد كي يبقى تحت ناظري زاك الذي ينظف الغرفة ويرتبها استعدادًا لقدوم الطبيب، جهز له زجاجة الحليب سريعًا وتركه يشربها ليحتار ماذا يطعمه، يفترض أنه يستطيع تناول الطعام بشكل عادي صحيح؟ بالأمس لم يأكل شيئًا فقط الحليب لذا عليه إطعامه جيّدًا اليوم، أخذ بعض البيض المقلي وبدأ يطعمه فتناوله بشكل عادي ليتنهد بارتياح، انتهى من إطعامه ليبدأ بمساعدة الآخرين بعد أن تركه أمام برنامج أطفال.

لم يكد أوجون يجلس حتى رن الجرس فتأفف بانزعاج وقام ليفتحه ويدخل الطبيب بعد أن رحب به بابتسامة ليس وكأنه ذاك الذي كان يكاد يبكي وهو يقوم بالأعمال المنزلية منذ دقائق وكاد يقتل طارق الباب: إنه هنا سيدي، أولي صغيري.

نادى عليه ليلتفت أوليفير له بعبوس بعد إطفاء زاك التلفاز لكن ملامحه تحولت للاستغراب بعد رؤية الطبيب ليجلس أوجون جواره ويتكلم بلطف: انظر صغيري هذا السيد سيسألك بعض الأسئلة ليتأكد أنك بخير حسنًا؟ لذا أريدك أن تجيب على أسئلته.

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن