الجزء الثامن عشر

1.4K 55 12
                                    


"أتسمع شيئًا غريبًا؟"

- مثل ماذا؟

- لا أعرف.. وكأن أحدهم غاضب من شيء ما.

- ربما أوجون تذكر أحد واجباته.

صمت زاك وعاد لتجهيز الطعام بينما دانيل تثاءب بكسل وقام ليتفقد أوليفير، تركه يلعب بألعابه منذ مدة ولم يسمع منه أي صوت منذ ذاك الوقت، عقد حاجبيه باستغراب عندما سمع تمتمات غريبة تصدر من غرفته لذا نظر من طرف الباب المفتوح ليجده على الأرض وسط ألعابه يمسك دميتين بيديه الاثنتين، كان يبدو وكأنه يجعلهما تكلمان بعضهما ليلعب بهما.

ضرب أحدهما بالأخرى لتسقط على الأرض وهو يتكلم بصوتٍ عالٍ نسبيًا استطاع دانيل سماعه للتوسع عيناه بصدمة، من أين تعلم هذا الكلام؟

"لماذا تأخرت؟ ماذا تفعل هنا؟"

لم ينتظر زاك إجابة وحشر نفسه جواره حتى يرى أوليفير وسمع ما ينطق به: تبًا لت انت حقيل ثليل اللنة اليك. (تبًا لك أنت حقير شرير اللعنة عليك)

شهق بصدمة ليلتفت له أوليفير وتسقط لعبته الأخرى من يده: أوليفير! ما هذا الكلام الذي تقوله؟!

تقوست شفته السفلى وتجمعت الدموع في عينيه بسرعة قياسية فلا يتم توبيخه بهذه الطريقة في العادة، أنزل رأسه للأسفل بحزن طفولي عندما اقترب دانيل منه بعدما أبعد زاك فهو يعرف كمية غضبه الآن، زاك بشكل ما يأخذ دور الأم تجاه أوليفير أكثر منهم وقد رأى للتو طفله يقول كلمات سيئة، ضاعت براءة طفله، هذا ما يفكر به بالضبط الآن، لذا عليه التصرف حتى يهدأ زاك ويخرج من دور الأم: أولي أرفع رأسك انظر إلي، من علّمك هذا الكلام؟

- أوذون تان يقولهم. (أوجون كان يقولهم)

- قلت أوجون إذًا.

نطق زاك بهدوء مريب قبل أن يخرج من الغرفة بينما دانيل ترحم في داخله على أوجون المسكين، سيلقى حتفه بعد لحظات، أغلق الباب بسرعة بعدما سمع أصواتهما تعلو ثم عاد لأوليفير وجلس أمامه، مسح دموعه بلطف ثم تكلم بهدوء: اسمعني صغيري أولي، هذه كلمات سيئة لا يجوز لطفل جيد مثلك أن يقولهم.

- لتن أوذون يقولها، أوذون ثيء؟ (لكن أوجون يقولها، أوجون سيء؟)

- كلا هو فقط أخطأ، ولن يكررها أبدًا، خاصة بعدما يحصل معه الآن.

همس بآخر جملة ثم أكمل بابتسامة لطيفة: إذن لن نقول هذه الكلمات ثانية لإنها سيئة وأنا وزاك سنحزن إذا قلتها، اتفقنا صغيري؟

- اتفقنا.. تانيل.. ذاك غادب مني؟ (اتفقنا.. دانيل، زاك غاضب مني؟)

- لا أظن ذلك، لكن ما رأيك أن تعتذر وتخبره أنك لن تقول كلمات سيئة ثانية؟ سيفرح إذا قلت له هذا.

- حثنًا.

- أحسنتَ بطلي اللطيف، أنت طفل جيد كنت أعرف هذا.

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن