الجزء الرابع

5K 134 40
                                    


بعدما اجتمعوا ثانية انقلبت وجوههم وكأنهم تذكروا للتو أنهم لا يفهمون ما يحصل، لطافة الموقف لم تسمح لهم بالنقاش وقتها، ولكن يجب أن يعرفوا ما حصل ما أوليفير بالضبط: سأبحث في الإنترنت مبدئيًا.

- سأتصل بالطبيب النفسي الذي كنا سنذهب له، لا أظن أنه يمكننا أخذه له بهذه الحالة.

أيّده الآخران ليخرج هاتفه ويضغط بعض الأرقام ثم وضع الهاتف على أنه، بعد لحظات بدأ يتكلم: أهلًا سيد هنري، نعم أنا زاك الذي تواصلت معك بالأمس، في الحقيقة لن نستطيع جلب أوليفير لقد حصل شيء غريب وسأخبرك به.. إنه يتصرف كالأطفال تمامًا فجأة.. لا أنا أعنيها تمامًا، حليب وألعاب وثياب أطفال وكل شيء.. لا أدري فقط وجدته هكذا.. نعم تقبلنا بسهولة لكننا عاملناه معاملة طفل.. حقًا؟ شكرًا جزيلًا لك سيدي، ننتظرك.. أي وقت يناسبك سنكون موجودين في المنزل غدًا، سأرسل لك العنوان.. مع السلامة.

أغلق الخط ثم تكلم قبل أن يسأل الآخران: قال إنه سيأتي للمنزل لرؤية أوليفير غدًا.

- ما الذي تظنان أنه حصل له؟

- لا أعرف.. لكن منطقيًا ربما الأمر له علاقة بصدمته على ما حصل لأخته.

- لا أظن ذلك لو حقًا كان بسبب الصدمة لما تأخر لشهر كامل كان سيحصل فورًا.

- هل تملك تفسيرًا آخر؟

- ربما سقط على رأسه ونحن لسنا هنا؟

- وكيف تفسر وجود أغراض أطفال عنده.

- أنا حقًا لا أعرف.. حتى الثياب جميعها طفولية لكنها على مقاسه بالضبط.. من أحضرها له؟

"انتظرا! أظن أنني عرفت"

نطق دانيل الذي لم يكن يشاركهما الحديث بحماس وبدأ يخبرهم ما عرفه أثناء بحثه على الإنترنت: توجد متلازمة نفسية تدعى متلازمة المساحة الصغيرة، يصبح فيها المريض بعمر عقلي أقل من الحقيقي بكثير، سنة أو سنتين تقريبًا، ويحتاج لاهتمام متكامل كالأطفال، لكن هناك بعض الاختلافات بين هذه الاحتياجات هناك أشخاص لا يمكنهم المشي وآخرون لا يمسكون زجاجة الحليب لوحدهم، ويوجد البعض لا يستطيعون الكلام مطلقًا وآخرون أظن أنهم مثل أوليفير، يتكلم كطفل بعمر سنتين.

- أتمزح معي؟

- هل تعني أن أوليفير سيبقى طفلًا للأبد؟

- دعاني أكمل، المتلازمة لا تكون طوال الوقت، أعني أنه يمكن أن يتصرف كشخص بالغ ولكن في بعض الأوقات يدخل مساحته ويتصرف كالأطفال، تختلف مدة بقائه في المساحة من شخص لآخر فقد يبقى من بضع ساعات إلى عدة أشهر وربما سنوات.

- أنا حقًا لا أصدق، كيف سيكمل حياته بهذا الشكل؟

- سنكون هنا لمساعدته ونعتني به.

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن