الجزء الرابع عشر

1.8K 57 24
                                    


"مادا يني لودة؟" (ماذا يعني روضة؟)

- وأنا الذي قلت أنها روضة كي تفهم، حسنًا أولي ركز معي، إنه مكان جميل جدًا يوجد فيه ألعاب وأطفال..

- ثيثبح لدي اثدقاء؟ (سيصبح لدي أصدقاء؟)

كانت عيناه تلمعان بحماس فابتسم زاك وقرص خديه: بالطبع صغيري سيصبح لديك الكثير من الأصدقاء.

- سنأخذك هناك لتلعب يومًا كاملًا.

ضحكة طفولية لطيفة خرجت منه تزامنًا مع تصفيقه المتحمس ليبدأ سيل الأسئلة حول الروضة كما حفظ اسمها مع أنها حضانة، استطاعوا اسكاته سريعًا ببعض الكلمات وبالطبع تشغيل ميكي ماوس ليشاهده بعدما بكى لإنه يريد الذهاب الآن للحضانة.

كان الأمر غريبًا بعض الشيء فأولي من النوع الهادئ والمتفهم إلى حد ما ولم يكن يبكي على أشياء كهذه، منذ فترة قصيرة بدأت بعض تصرفاته تتغير قليلًا وربما هو أمر عادي لكنهم سيسألون الطبيب النفسي خاصته عنه للاحتياط خصوصًا بعدما أخبرهم أن هذه الفترة مهمة في علاجه كونه واجه بعضًا من ألم ماضيه حديثًا.

- متى سنحضر له المستلزمات؟

- لا داعي لذلك إنه يوم واحد وحسب.

- ألا تفكران في أخذه هناك أكثر؟

- لا أظن، سيكون الأمر صعبًا، قد نستطيع التغطية عليه مرتين أو ثلاثة لكن بعدها سيصبح الأمر أصعب.

هز زاك رأسه بصمت ثم ذهب وجلس عند أوليفير الذي كان يتثاءب ويفرك عينيه بلطف وكأنه يقاوم النعاس: أولي هل تريد النوم؟

هز أوليفير رأسه وهو نصف مغمض الأعين فحمله لغرفته وهو يقول بصوت عالٍ نسبيًا: سأنام عند أوليفير الليلة.

أحضر له زجاجة الحليب ثم جلس جواره وأمسكها يخضها قليلًا وهو يفكر بطريقة مناسبة لفعل ما سيفعله الآن: أولي صغيري سأطفئ الضوء حسنًا؟

ظهرت معالم الرعب على وجه أوليفير الناعس وهز رأسه عدة مرات بمعنى لا علامة الرفض التام لكن زاك لم يستسلم: هيا أولي يجب أن تكون فتًى قويًا، سأنام جوارك حتى لا تخاف حسنًا؟

استمر بالرفض لكن بشكل أقل هذه المرة فابتسم زاك لإنه خطته بدأت تنجح وتحدث معه كثيرًا حتى اقتنع على الرغم من خوفه، أغمض عينيه بسرعة فورما انطفأ الضوء وجاء أحد أكبر مخاوفه ليبدأ جسده بالارتجاف، كادت الذكريات السيئة تعود له لكن زاك احتضنه سريعًا ليشعره بوجوده قربه قبل أن يدخل نوبة البكاء: لا تخف أولي أنا جوارك، هيا حاول أن تنام سأبقى عندك الليلة.

بدأ يشرب الحليب كعادته قبل النوم ولحسن الحظ نام سريعًا فاستطاع زاك النوم أيضًا. فتح عينيه بعد عدة ساعات على أصواتٍ خفيفة تصدر من أوليفير، جلس وهو يجاهد لفتح عينيه لينظر لأوليفير النائم وهو يتمتم بكلمات مبعثرة ويتعرق بينما ينكمش على نفسه بخوف، استنتج بسهولة أنه يعاني كابوسًا وقد توقع ذلك بالطبع لذا بدأ يخلل أصابعه بين خصلات شعره بلطف حتى خف تعرقه وتمتماته فبدأ إيقاظه بهدوء كي لا يخيفه: أولي صغيري استيقظ، إنه كابوس فقط، أنا هنا معك.

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن