الجزء الثالث

5.1K 153 48
                                    


أكمل تنظيف الغرفة تحت نظرات أوليفير الناعسة بينما يمتص رضاعته بلطف شديد، وذلك جعل زاك لا يستطيع التوقف عن الابتسام، اقترب منه وسحب الزجاجة برفق من فمه كي لا يوقظه، مسح على شعره وقبل جبينه لا إراديًا وكأنه يعامل طفلًا صغيرًا ليخرج من الغرفة فوجد الآخرين قد وصلوا للتو: مرحبًا.

تكلم مُرحبًا بهم فَرَد أوجون بصخب كعادته: أهلًا بال..

قاطعه زيك سريعًا بعد أن وضع يده على فمه: اصمت ستوقظ أوليفير.

- أنا آسف.

همس أوجون ليتحدث دانيل: كيف حاله اليوم؟ هل تناول شيئًا؟

صمت زاك لفترة ثم قال بهدوء: اتبعاني.

الجميع صامت منذ دقائق فزاك لا يجد ما يقوله حقًا، كيف يمكن أن يشرح ما رآه بالضبط؟ "ألن تتكلم زاك لقد أقلقتنا؟" تكلم دانيل وتابع أوجون بخوف: "هل حصل له شيء؟ أذى نفسه؟" نفى سريعًا يبعد الأفكار السلبية عنهما: لا إنه بخير لا تخافا، لكن.. اسمعاني أنا لا أعرف كيف أشرحها لكن.. أوليفير.. هو..

- لقد بدأت أخاف زاك قل ما رأيته وحسب.

- وجدت أوليفير يرتدي ثياب أطفال وحوله الكثير من الثياب ويضع في فمه لهاية أطفال وعندما رآني بدأ يبكي وبعدما حملته هدأ وطلب مني أن أعد له الحليب ووجدت أغراض أطفال في حقيبة عنده.

تكلم سريعًا دون أن يتنفس وكأنه يخرج همًّا من صدره مسببًا صدمة للآخرين، صمتا بينما زاك يلتقط أنفاسه غير مستوعبين لما يحصل. بلا أي كلمة صعدا الغرفة أوليفير وفتحا الباب ببطء بعد تحذير زاك لتقع عيناهما على السرير، وتحديدًا على أوليفير النائم عليه.

أراهم زاك الأغراض التي كانت في حقيبة لطيفة الشكل في نفس اللحظة التي شعروا فيها بحركة على السرير، كان أوليفير يتمدد وتعبير عابس علا وجهه كأنه منزعج من شيء ما. اقتربوا منه يتفقدونه لا إراديًا ليمط شفتيه بانزعاج طفولي وينقلب على جهته اليمنى، بدأ يحرك شفتيه بلطف وكأنه يمتص شيئًا وعبس بعد لحظات ليفتح عينيه ببطء، وضع يده على فمه فلم يجد لهايته ليزداد عبوسه اللطيف، كل هذا حصل تحت أنظار الثلاثة الذين طغت لطافته على صدمتهم فاقتربوا منهم عندما رأوا دموعه على وشك النزول ليحضنه أوجون بقوة بينما دانيل قرص خدوده بعدم مقاومة للطافته بينما يصدر أصواتًا لطيفة.

خاف أوليفير بسبب أنه استيقظ للتو فبدأ بالبكاء ليفزع الآخران ويبدأا بمحاولات تهدئته لكنه كان يمد يديه لزاك الذي اقترب منه واحتضنه بينما يربت على ظهره فهدأ أوليفير سريعًا فورما أحس بالأمان، أبعد زاك رأسه عن كتفه فوجده ينظر له ويمتص إبهامه بلطف بينما عيناه تلمعان بسبب الدموع، أبعد يده من فمه واستبدلها باللهاية ليبدأ بامتصاصها أخيرًا وقد هدأ تمامًا فبدأ ينظر للآخرين بفضول مخلوط بخوف وهو يتشبث بزاك لإنه لا يعرفهما.

"أوليفير صغيري لا تخف، هذان دانيل وأوجون، إنهما أصدقاؤنا وهما يحبانك كثيرًا".

- حكا؟ (حقًا؟)

- أجل بالطبع!

- أولي آثف لإنه بتى، أولي يهبتما أيدا. (أولي آسف لإنه بكى، أولي يحبكما أيضًا)

أطلق أوجون صرخة حماسية وانقض على أوليفير يحضنه ويقرص خديه: سآكلك أنت لطيف جدًا.

- لا لا ألذوت أولي لن يبتي مددا لا تاتل اولي. (لا لا أرجوك أولي لن يبكي مجددًا لا تأكل أولي)

قالها بعينين دامعتين وخوف من الأكبر الذي ضحك للطافته ثم جلس جواره واحتضنه ليبدأ بالشرح له بلطف: أنا أمزح معك أولي صغيري لم أقصدك أني سآكلك حقًا، قلت ذلك لإنك تبدو لطيفًا.. أعني أنا أقول هذا فقط لإني أحبك لن آكلك حقًا.

- حكا؟ (حقًا؟)

- طبعًا صغيري إذا أكلتك من أين سأحضر أولي لطيف ها؟

قالها وهو يقرص أنفه بخفة فضحك أوليفير بطفولية واحتضن أوجون: أولي يهب أوذون. (أولي يحب أوجون)

ابتسم أوجون وربت على رأسه ليأتي دانيل ويجلس القرفصاء على الأرض أمامه ويمسك يديه بعبوس: أنا أيضًا أحبك، هل ستعطيني حضنًا؟

هز أوليفير رأسه بطفولية واحتضن دانيل ليضحك ويبادله العناق "أولي يهب تانيل أيدا" (أولي يحب دانيل أيضًا)

مرت فترة وهم يلاعبونه ويعرفونه على أنفسهم حتى أخبرهم أنه جائع ليحضر زاك له الحليب ويقوم أوجون بمساعدته على شربه، بدأ أوليفير يشعر بالنعاس ثانية كونه لم ينم فترة كافية فوضع يديه على جانبي رأسه وبدأ يراقب أوجون الذي يطعمه بنظرات ناعسة وهو بالكاد يمتص رضاعته من النعاس حتى غلبه وغط في النوم.

كان منظره في تلك اللحظات لطيفًا فوق نطاق الاحتمال، أوليفير أساسًا يملك وجهًا طفوليًا دائريًا، بشرة صافية، شفاهًا صغيرة وخدودًا منفوخة، حسنًا لقد خف انتفاخها بسبب قلة تغذيته الفترة الأخيرة لكنه لا يزال يبدو لطيفًا بحق، ثياب وحركات الأطفال هذه تناسبه بشدة، نظراته الناعسة كادت تفتك بقلوب الثلاثة الآخرين، غطوه جيدًا وخرجوا تاركين إياه في عالم الأحلام.

.

.

.

يمه البارت كتير طويل بس معليه شرايكم؟

هالرواية لطيفة أكثر من أي تصنيف تاني سو حيكون أغلب الأشياء زي كده حبيتوها؟

لطفًا رأيكم أو أي حاقة.

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن