الجزء السابع

3.5K 105 54
                                    


مرت عدة أيام على دخول أوليفير في مساحته وقد تأقلم الجميع تقريبًا مع الأمر، قاموا بتعليمه كيفية تبديل ثيابه والاستحمام وغيرها كما وقد فهموا نظام أكله الغريب فهو يحب تناول طعام الأطفال لمجرد تناوله لكنهم يطعمونه طعامًا عاديًا لتغذيته فالحليب وعصيدة الأطفال لن يكونا كافيين له، لم يحاولوا فهم أي شيء منه بخصوص ما حصل طوال هذه الفترة حتى يعتادوا على نظام حياتهم الجديد، كما وقد استطاعوا تغيير بعض أوقات محاضراتهم بحيث يتواجد شخص واحد على الأقل في المنزل للاعتناء بأوليفير.

ها هو صباح يوم جديد وأوجون هو من يجالس أوليفير هذه المرة، كان يعبث بهاتفه بملل بينما أوليفير مركز تمامًا على التلفاز فقد بدأ برنامجه المفضل منذ مدة، أغلق أوجون هاتفه بضجر وبدأ يراقب أوليفير حتى انتهى به الأمر بالتركيز على برنامج ميكي ماوس الذي يشاهده كذلك: أوذون. (أوجون)

تكلم أوليفير بعد انتهاء البرنامج ليهمهم له أوجون فأكمل: أولي يليد حلوى. (أولي يريد حلوى)

- حسنًا سأعطيك لأنك فتًى مهذب ولم تسبب المشاكل اليوم.

صفق أوليفير وهو يضحك بحماس طفولي فابتسم أوجون وغاب لدقائق ليعود ومعه قطعة حلوى تناولها أوليفير بسعادة كبيرة، كان يحدق في براءته بشرود وقد فهم لمَ يُستَخدم هذا الأمر في العلاج، أكبر همّه الآن قطعة حلوى، ربما هذا سيعطيه شعورًا بالراحة والاسترخاء بعيدًا عن الضغط النفسي: أوذون أوذون لنلب. (أوجون أوجون لنعلب)

- حسنًا هيا اختبئ وسأبحث عنك.

- لتن أولي لا يثتتيع المثي، هكدا ثتفوذ. (لكن أولي لا يستطيع المشي، هكذا ستفوز)

- سأعطيك وقتًا كثيرًا هيا أسرع سأبدأ، واحد، اثنان، ثلاثة..

زال عبوس أوليفير وضحك بطفولية وهو يحبو ليختبئ تحت طاولة المطبخ، وضع يده على فمه يكتم صوت ضحكاته من الخروج حتى بدأ أوجون البحث عنه: أين اختفى هذا الفتى؟ إنه بارع في الاختباء.

اتسعت ابتسامة أوليفير وهو يرى أوجون يبحث في الكثير من الأماكن دون أن يجده، مع انه رآه منذ البداية لإن قدميه تظهران من تحت الطاولة لكنه أراد اللعب معه أكثر، التف من خلف الطاولة وأمسك رجليه بسرعة: أمسكتك!

تعالت ضحكات أوليفير وأوجون قبل أن يقول بحماس: دولي اتبئ انت. (دوري اختبئ أنت)

استمر لعبهم لفترة ليست بقصيرة حتى جلس أوجون بتعب على الأريكة: هذا يكفي أوليفير لقد تعبت.

عبس أوليفير بلطف لكنه تقدم نحو أوجون ومد يديه بمعنى احملني ليضعه على الأريكة، وضع اللهاية في فمه فظل يمتصها وهو يشاهد التلفاز حتى فتح باب المنزل فابتسم باتساع ونزل على الأرض ليحبو حتى وصل لزاك ودانيل: ذاك! تانيل! (زاك، دانيل)

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن