الجزء التاسع

2.7K 98 40
                                    


"أتمزح معي؟ توقعت أن أعد الطعام لكم؟ أوجون بحقك أنا بالكاد أستطيع قلي البيض كيف سأعد الغداء لوحدي؟"

- ظننت أنك قد تفكر في أن تكون شخصًا جيدًا وتعد بعض الطعام لرفاقك الذين تعبوا في الجامعة.

- اسكت فقط أنا أكثر من تعب هذا اليوم.

- لم يكن لديك ثلاث محاضرات وخمس واجبات في نفس اليوم.

- لم يكن لديك كومة من الغسيل والأطباق لتنظيفها.

- لم تقابل الأستاذ إيريك اليوم.

- حسنًا هذه قوية، لكنك لم تعتنِ بطفل مريض اليوم.

"هل أوليفير مريض؟"

قاطع زاك شجار دانيل وأوجون الغبي في نظره باستغراب يشوبه بعض القلق كون حالة أوليفير طبيعية تمامًا كما يرى، فهو يلعب بتيدي ويضحك بشكل عادي: كان مصابًا بالحمى لكنه بخير الآن، دعنا في المهم ماذا سنفعل بخصوص الطعام؟

- لقد طلبت بعض البيتزا بالفعل لكن لم تنتبها بسبب شجاركما المهم جدًا.

سمعوا صوت رنين الجرس فابتسم زاك ونطق: ويبدو أنها وصلت.

"زاك أحبك" قالها أوجون قبل أن يركض ليحضر البيتزا بينما زاك يضحك على عادته اللطيفة في نظره، عندما يعجز أوجون عن التعبير عن امتنانه أو ما شابه فقط يقول أنا أحبك، وهو يستلطف الأمر حقًا.

على الرغم من عمله البطولي في إنقاذ معداتهم من الجوع كان مضطرًا لمجالسة أوليفير باقي اليوم كون أوجون نائم ويبدو أنه لن يستيقظ قبل عشر ساعات ودانيل لديه محاضرة مهمة غدًا يجب أن يحضر لها، وهو يجب أن يهتم بأوليفير على الرغم من تعبه بسبب الجامعة.

أعد عشاءًا خفيفًا ليتناوله هو ودانيل ثم نظف المطبخ وذهب ليتفقد أوليفير الذي تركه في قفص ألعابه وابتسم عندما رأى مظهره اللطيف فقد كان يتمدد على ظهره ويمسك قدمه بإحدى يديه بينما يمتص لهايته وينظر للسقف بشرود لطيف: أولي صغيري هيا وقت النوم.

التف بوجهه نحوه ثم عدل جلسته ليمد يديه للأعلى بمعنى احملني وبالطبع نفذ زاك الأمر بسرعة، صعد للغرفة ووضعه في سريره ثم غطاه وأعطاه زجاجته ليبدأ بشربها بهدوء، استغرب عندما رآه يمدها له بعدما أنهاها ولم ينم كعادته فربت على شعره بلطف ليبتسم ببراءة وينطق: اليد كثة. (أريد قصة)

- ها؟ أي قصة تريد؟

- هممم لا أدلي انت اخبلني. (لا أدري أنت أخبرني)

بدأ يسرد له قصة ليلى والذئب لإنها تقريبًا الوحيدة التي يعرفها وبسبب نعاسه لم ينتبه أن أوليفير خاف من الذئب في القصة، ذهب زاك لغرفته ونام سريعًا بسبب تعبه بينما أوليفير احتضن تيدي بقوة وهو يمتص لهايته بسرعة لشدة خوفه، كانت الرياح قوية تلك الليلة لسوء حظه فبدأت الأشجار تصدر أصواتًا مزعجة بسبب الهواء الذي يحرك أوراقها، ارتعب أوليفير من الصوت وزاد خوفه عندما رأى ظل الأشجار المتحرك والذي حسبه شبحًا، بدأت الدموع تتلألأ في عينيه فنزل من السرير بسرعة وبدأ يحبو كونه لا يزال يهاب المشي حتى وصل لغرفة أوجون لإنها الأقرب له، صعد على السرير وتمدد جوار أوجون بخوف بينما الآخر كان غارقًا في عالم الأحلام، نوم أوجون ثقيل حقًا ومن الصعب إيقاظه.

غفا أوليفير بعد مدة والدموع قد تعلقت برموشه من الخوف، لكن الهدوء لم يستمر طويلًا فأوليفير بدأ يتمتم أثناء نومه كما أن ملامح وجهه تجعدت وبدأ يتحرك بعشوائية لتحصل معجزة ويستيقظ أوجون، نظر لأوليفير بعين واحدة مفتوحة ثم أغمضها ليكمل نومه لكنه استوعب الأمر بعد دقيقة ليجلس بفزع ويبدأ بهز أوليفير برفق، انكمش أوليفير على نفسه أكثر وبدأ صوته يعلو دليلًا على انزعاجه من الحلم الذي يراه الآن: أولي صغيري استيقظ إنه كابوس فقط.

صرخ أوليفير بقوة قبل أن يستيقظ أخيرًا من نومه وأخذ ثوانٍ ليستوعب ما حصل ثم بدأ بالبكاء، احتضنه أوجون بقوة وبدأ يهزه ويربت على رأسه: لا بأس أولي أنا هنا لا تخف كان حلمًا فقط.

تشبث أوليفير به بقوة وبدأ يتكلم بتعلثم عن حلمه والذي لم يفهم منه أوجون الكثير لكنه استمر بتهدئته وإخباره أنه سيحميه ولن يحصل له شيء حتى هدأ، لكنه لم يستطع العودة للنوم وكذلك الأمر بالنسبة لأوجون الذي همس: أولي هل نمت؟

- لا.

- ماذا نفعل الآن؟ أشعر بالملل.

- نثاهت التلفاذ. (نشاهد التلفاز)

- فكرة جيدة لكن إذا استيقظ زاك سيقتلنا.

- لا ذاك لتيف لن يدب. (لا زاك لطيف لن يغضب)

- أنت لا تعرفه عندما يغضب أيها الصغير أنا أعرفه أكثر منك، المهم، اسمع.. ما رأيك أن نأكل الأندومي؟

- ما هو الأنتومي؟ (ما هو الأندومي)

- شيء لذيذ جدًا دعنا نأكله وحسب هيا.

أخذه للأسفل دون أن يسمع رده ووضعه على الكرسي في المطبخ ثم أخرج العلب من المكان السري الذي يخفيهم فيه كي لا يكشفه أوليفير فيما سبق وحاليًا زاك ويتخلص منهم، بدأ بتحضيرهم ثم تركهم على النار ونظر لأوليفير الذي كان يلعب بتيدي بملل وفجأة بدأ يضحك، نظر له أوليفير باستغراب فتكلم بينما يحاول خفض صوته كي لا يسمعه أحد: من كان يصدق أنك ستأكل معي الأندومي بعدما كنت تكاد تقتلني عندما أحضره للمنزل؟

وضع الطبق أمامه بعدما برّده متجاهلًا أسئلة أوليفير عن كلامه السابق ونطق: كُلْه بسرعة هيا قبل أن يأتي زاك ويفعل مثلما كنت أنت وأمي تفعلان.

عبس أوليفير فلم يفهم شيئًا لكنه استسلم وبدأ يأكل، التفت أوجون ليحضر طبقه وعندما عاد للطاولة توسعت عيناه وضرب جبينه بكفه: لمَ لمْ تخبرني أنك لا تستطيع الأكل وحدك؟ لقد نسيت.

تنهد وسحب الشوكة من يد أوليفير الذي كان يضحك بطفولية وهو يلعب بالمعكرونة الطويلة وبدأ ينظفه وهو يتمتم: أنا الغبي الذي أحضرك معي لو استيقظ زاك سيقتلني أنا متأكد.

"أظن أن عليك التحضير لجنازتك" 

.

.

.

بارت لطيف في منتصف الليل كالعادة قبل ما أنام اتمنى استمتعتوا.

كلمة أخيرة لأوجون؟

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن