الجزء الأول

6.4K 153 44
                                    

كان واقفًا على شرفة غرفته بصمت، خرج أصدقاؤه وشركاؤه في السكن من عنده قبل دقائق بعد أن فشلوا في التحدث معه، ملامحه الهادئة لا توضح العواصف الي تدور في رأسه ولا الدمار الذي حل بقلبه، إنه يتألم، وبشدة، لكن هو بطريقة ما لا يستطيع فعل شيء.

يوجد حل يدور في رأسه منذ أيام لكن.. لقد وعد نفسه أنه لن يقوم به ثانية.. هل يا ترى يجب أن يخلف وعده؟ تنهد بتعب وهو يشعر بالاختناق، يريد البكاء لكنه لن يفعل، لا يجب أن يفعل أبدًا.

في مكان آخر، الطابق السفلي، عند باقي أفراد المنزل المشترك، كانوا يتناقشون بالذي حل بصديقهم أوليفير، مر أكثر من شهر على حالته تلك، منذ تلك الحادثة وهو يحبس نفسه في غرفته، لا يأكل جيّدًا، ولا يتحدث مع أحد أبدًا.

"لقد مرت فترة لا بأس بها لكن حالته تستاء يوميًا.. ما الذي علينا فعله؟"

- أعرف أن أخته كانت غالية على قلبه وفقدانها كان مؤلمًا لكن..

- أنت تعرف أن الذي يؤلمه أكثر أنها انتحرت ولم تمت بشكل عادي.

- أعرف ذلك.. وأقدر شعوره لكن.. الأمر بات يؤلمني كثيرًا.. لنكن واقعيين يا رفاق أوليفير كان روح هذا المنزل، هو من كان يهتم بنا دائمًا ويساعدنا في كل شيء وكأننا أطفاله وهدوؤه وانطفاؤه يؤلمنا بشدة.. أنا أحبه حقًا ورؤيته بهذه الحالة ولا أستطيع فعل شيء يوجع قلبي حقًا..

قاطع دانيل كلام أوجون واحتضنه بعدما بات يذرف الدموع، قد يظهر أوجون العكس لكنه فتى حساس جدًا خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالأشخاص الذين يحبهم. زاد بكاء أوجون بعد حضن دانيل كما وقد انضم زاك للعناق معهم، كان ينقصهم أوليفير وحسب، كانوا بحاجته لكنه ليس هنا.

بعد دقائق ابتعدوا عن بعضهم يمسحون دموعهم بصمت وقد طال حتى كسره زاك ناطقًا بحزم: سأستشير طبيبًا نفسيًا في حالته في أقرب وقت، لا يمكننا ترك أخينا هكذا دون مساعدة.

ابتسم الآخران وأومأا بهدوء، كانا يفكران في ذات الشيء لكن ينتهي بهما الأمر بالإلغاء بحجة أنه سيتجاوز الأمر قريبًا.

نعود لأوليفير الذي كان يجلس في زاوية الغرفة يرتجف، تعابيره فارغة تمامًا لكن هالته توحي بمدى الخوف الذي يسكنه ولو أنه قاومه، يحدق بالسكين المرمية على بعد متر منه بعيون مرتجفة..

.

.

.

يتبع..

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن