الجزء العشرون

1.3K 53 6
                                    


"إلى اللقاء صغيري، أراك قريبًا"

ودع أوجون أوليفير بحضن لطيف ثم تركه في الحضانة بينما هو ذهب ليجلس في مقهى كي يلعب بهاتفه إحم أقصد يذاكر حتى ينتهي أوليفير، بعد تناول الطعام عند أوليفير قررت ليلي إخراجهم للحديقة اليوم كون الجو لطيف وهم يحتاجون للتعرض لأشعة الشمس، كان هو وليام يرتديان ثيابًا متشابهة بمحض الصدفة لكنهما كانا سعيدين جدًا لإنهما توأم من جديد كما يقولان، كانوا يبنون برجًا من المكعبات وقد وصل إلى ارتفاع عالٍ حقًا فوقف ليام ليضع المكعب الأخير أعلاه بحرص، صفق الاثنان بحماس بعدما انتهيا من البرج وهما يضحكان بطفولية ليركض ليام ويسحب ليلي معه كي يريها البرج الذي بنياه: يا إلهي إنه طويل جدًا، أحسنتما، قفا كي آخذ لكما صورة معه.

تردد أوليفير لكنه وقف في النهاية وليلي كانت قد نسيت رهابه من المشي فأخذت الصورة ولم تكد تضغط على الزر حتى وقع أوليفير مسقطًا معه البرج الذي تعبا في بنائه، كانت ثلاث ثوانٍ فقط قبل أن يبدأ أوليفير بالبكاء وهو يعتذر لليام ويشهق بطفولية، اقتربت ليلي محاولةً تهدئته كما قد حاول ليام ذلك كثيرًا، احتضنه بلطف وأخبره أنه لا بأس بما حصل ويمكنهما صنع واحد آخر أجمل وأطول، توقف أوليفير أخيرًا عن البكاء وبدأ يمسح دموعه بلطف بكم قميصه الأزرق وهو ينظر للأسفل بحزن.

أوليفير يستطيع الوقوف لكن ليس لفترة طويلة، وهو لا يفعل ذلك كثيرًا كونه لا يمشي لذا ليس جيدًا في التوازن، شعر بالإهانة لأن ليام يستطيع الوقوف والمشي وحتى الركض وهو لا، لم يشارك في السباقات التي كانوا يقومون بها من قبل لإنه لا يمشي، والأمر بات مزعجًا بالنسبة له، لكنه حقًا يكره المشي، المرة الوحيدة التي مشى فيها كانت بداية كوابيسه، مع أنه لا يتذكر جيدًا هذه الأمور لكنه لا يرغب أبدًا في إعادتها.

شعر ليام بالنعاس فأخذته ليلي كي ينام بينما أوليفير كانت يرسم خطوطًا عشوائية على ورقته بصمت، أحس بشيء يتحرك أمامه فرفع رأسه لتعلو وجهه ابتسامة واسعة فجأة: فلاثة! (فراشة)

نطق بعيون لامعة ليرفع يده محاولًا الوصول لها لكنه لم يستطع اللحاق بها، عبس بطفولية لكنه تذكر فجأة مايكل بطل القصة التي رواها دانيل له بالأمس، شعر بأن الموقف مشابه للقصة كثيرًا لذا نظر للفراشة بتفكير، كان خائفًا من المشي لكن رغبته بالاقتراب منها كانت أكبر لذا تشجع ووقف ببطء وهو يتذكر القصة جيدًا، الأمر لم يكن مخيفًا، مايكل استطاع المشي، ليام يمشي والجميع يمشي، يمكنه فعل ذلك، أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا كما فعل مايكل في القصة كي يتشجع، كانت قدماه ترتجفان بعض الشيء كونه لم يمشِ منذ فترة طويلة نسبيًا لكن لون الفراشة جذبه بشدة فاقترب منها ومد يده لتحط على يده للحظات، وقد كانت أسعد لحظاته منذ استيقظ هذا اليوم، لقد استطاع المشي، رأى فراشة، وأمسكها أيضًا: أولي!

طفلنا الكبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن