في مقبرة عائلة اوكيتا
بعد العزاء،كنت أقف لساعات تحت الأمطار أمام قبرها
"ألم تقولي أنكِ لن تتركيني؟"
كم كنت اتمنى لو أني دفنت معكِ لأرتاح بجانبك، لكني اتمنى أن تكوني سعيدة الآن برفقه سوغو كما أرغب بشدة أن يقترب ذلك اليوم الذي أجتمع بكما
و غادرت المكان متوجهة إلى المنزل و ما إن وصلت دخلت أتفقد كل شبر به، أحقا سوف أبقى وحدي بقية عمري دونها؟ و عندما دخلت إلى غرفة الجلوس تفاجأت بجلوس أساهي على أحد كراسي وضعا رجلاً على اخرى، و بجانبه رجلان فأردف بإبتسامة"من منحكِ الإذن للدخول إلى هنا؟!"
اجبت و أنا انظر له ببرود
"أنه منزلي!"
حرك اصبعه بالنفي ليقول
"قصدك منزل جدتي، و بما إنها توفت أصبح ملكي، ليس من حقك المكوث في منزلي، لهذا غادري بأسرع وقت!"
ذهلت مكاني فأنا لم اتوقع أن يستغل هذه الفرصة ضدي، جدته لم يمر سوى ساعات من وفاتها و سرعان ما أتى لطردي!
صرخت معارضة له أنني لن أترك المنزل الذي قضيت به ذكريات ثمينة مع جدته و لا أستطيع تركه لانه يعد الذكرى الأخيرة منها ألا يكفيه أنه طردني من القصر الذي قضيت به شبابي و أجمل أيام عمري مع سوغو! لكنه أمر الرجلان الذين كانا معه برميي إلى خارج المنزل و قد نفذا أمره و لم يراعي أحد منهما سني، و القوا بي ارضاً تحت الأمطار و الجو السقيع ثم وقف أساهي على الباب قائلاً"أتظنين أنني سأسمح لقاتلة والدي بالمكوث بمنزلي؟!"
و صفع الباب خلفه بينما بقيت على الأرض
ألا يقدر بعض الذكريات التي قضاها معي و هو صغير؟ يا إلهي تسونا قد مسحتها اجمعها و نالت مني
جلست لدقائق و بعد ذلك نهضت أجمع ما تبقى لي من كرامتي، مهلا ألا تزال موجودة إلى الآن بالأساس؟ حقا لقد بدأت اخرف مع تقدم سني أي كرامة بعد ما مررت به كل ذلك الدهر! و بدأت قدماي تجرني حيث لا أعلم
إن الجو قارص حقا، و ما كنت ارتدي سوى ملابس خفيفة و قد إبتلت من المطر، لكن إستمريت بالسير حتى وجدت شجرة و جلست تحتها لاحتمي من الأمطار رغم أنني قد تبللت بالكامل و كنت لا أحمل نقوداً او شيئاً اكله، و حالما توقفت الأمطار اكملت المسير إلى أن وجدت سوقاً فدخلت به و بدأت اعثر على عمل يعالج محنتي، لكن لم يرضَ احداً بسيدة كبيرة مثلي مع هذا واصلت البحث و النتيجة لم تتغير، من المؤكد أن البعض يتسائل لماذا لا أذهب إلى أسرتي بما أنها أيضا عائلة عريقة
كم أتمنى ذلك حقا لكن هي أيضا تبرأت مني و نظرت لي كمجرمة غدرت بزوجها بالبداية و بالنهاية قتلته بيديها لو أنها لم تنساني لكنت ارتميت بين أحضانها منذ زمن قد مضى عندما ظلمني سوغو
ايضا عندما اراجع نفسي اتسائل لماذا انا مهتمة لحياتي هكذا فهي لم تعد ذو أهمية، فرفعت رأسي لكِ أيتها السماء لعلكِ توصلي كلماتي الى من خلقنييا ربي ارجوك لقد اكتيفت من هذه الحياة فخذني إليك حيث يتواجد من احبهم....
النوم في الشوارع، عثور على ما يؤكل في القمامة، طلب مساعدة من الجميع لإعانتي و كالعادة لم يستجب لي أحداً، لم تنزل الرحمة على أي شخصاً سوى النادرين فيوم الذي يمنحني احدهم بعض الخبز اكون مسرورة به لإشباع جوعي
لكني كنت أتجول في أي مكان حتى أوصلتني قدماي إلى حديقة معينة، كانت حالتي مزرية بحق جسدي اصبح هزيلاً و شعري الرمادي قد تلطخ بالتراب و ملابسي امتزج لونها بالأوساخ، و عيناي الزرقوتان قد سلب منها اللمعان، و بينما كنت أتمشى شد بصري لعلبة قمامة فبدأت معدتي تأمر عقلي لأخذ جسدي إليها و البحث عن شيء يرضيها، توجهت لها و بدأت ابحث بين القمامة على شيء أتناوله و فجأة مرت بذاكرتي تلك اللحظات التي كنت اميرة زماني و ملكة قصر لأقوى قبيلة في العاصمة، و كم ذكرة مرت بذهني لسوغو جعلتني اشتاق إليه أكثر مما عليه، كم أرغب برؤيته مرة أخرى ليدفأني بكلماته، بدأت عيناي بذرف ذلك السائل القرمزي، لكن لا بأس فمتى أخر مرة بكيت بها؟ لا أذكر حقا عدد السنوات فقد توقفت منذ زمن طويل كم أردت البكاء و خرج ما بدخلي لكني عجزتُ، أعتقد أنه شيء طبيعي فحياتي كلها قضيتها في البكاءسوغو!متى سوف تأتي لتأخذني أليك؟
بدأ جسدي بالتراخي،شعرت بثقلٍ برأسي و العالم بدأ يسود في بصري لأنهار بالنهاية على الارض، يا إلهي هل إستجبت دعائي أخيراً و ترسلني اليه ليطفئ نار شوقي اليه، كم متشوقة لرؤيتك من جديد سوغو "
يتبع...مرحبا، أعذائي القراء عذراً للتأخر، أتمنى ان الفصل نال رضاكم، و فضلاً منكم منحي رأيكم في التعليقات و التصويت🤍
أنت تقرأ
كِلفٌ جَوَى بفروك اِنبرى
Lãng mạnهل فكرت مرة او لدقيقة أنكَ من الممكن أن تكون سقيت سم الألم لاحد ما، أم من الأرجح أن تكون أنت المتألم، لكن ماذا إن كنت قد تألمت و جعلت من يتألم، لأكون صادقاً لا يوجد شخص لا يعاني سواء غلاماً، شاباً أو شايباً..