( عقد قِران )

2.4K 80 25
                                    

كسارة_البندق
#الجزء_الثاني

                         { ٢٥ }
                 

                " سأحبكِ مرة أخرى أيضاً
               هذه طريقتي في النيل منّي
                  أن أُكرّر التجربة ذاتها
                 التي أودت بي إلى الغرق ....."
                   
جلست بزي جامعتها على الطاولة الخشبية في ذلك المقهى الذي يبعد مسافة ربع ساعة بالسيارة عن جامعتها ... كانت تنظر إلى مفتاح سيارتها الذي وضعته أمامها بشرود تام ... اللقاء الذي جمعها مع نبيل بالأمس لم يكن لقاء عادياً... ولا الأثر الذي تركه في نفسها كان عادياً .
إنهُ يجبرها على أن تقع في شباكه أكثر ... بطريقة لعينة لا تعيها و لا تستوعبها .... و اكتشفت أن به رجلاً مُلحاً لم يكن واضحاً لها من قبل .... إنها تريد أن تكون معه ... ولكن ... هناك شيئ ... شيئ تخشاه كثيراً ...
خصوصاً أن المشاعر التي بداخلها له حقيقية جداً ... بل و تزداد كل يوم في حدتها و قوتها ... ما هي العلاقة الأمثل لرجل و امرأة يُحبان بعضهما ... و يرغبان ببعضهما ... غير علاقة الزواج ؟!
أخبرها أن عقد قرانهما سيكون بعد ١٠ ايام ... وبدأ العد التنازلي ... وهي على ثقة تامة أن نبيل لن يتحدث بمثل هذا الكلام إن لم يكن واثقاً منه ... فهي متأكدة الآن و بالرغم عن كل مخاوفها و وساوسها بأنه و بنسبة كبيرة قد يُصبح زوجها حقاً  بعد ٩ أيام فقط ...
كانت ليلة الأمس عجيبة و غريبة بكل تفاصيلها ... حتى أنها لم تستطع النوم جيداً منذ أن أوصلها هي و أختها الصغيرة في التاسعة مساء للمنزل وهو يتهكم بسخرية أنه لا يستبعد أن تُطلق أسماء عليه الرصاص إن تأخر في توصيلهما أكثر من هذا ....
و هاهي الآن تجلس في هذا المقهى وهي تتثائب حيناً و تسرح حيناً آخر في تفاصيل ليلة الأمس بينما تنتظر قدوم حسان الذي أرسل لها رسالة معتذراً فيها عن إعترافه بمشاعره في وقت متأخر كهذا و إثارة غضبها ...  و طلب مُقابلتها للمرة الأخيرة و أنه يريد إيضاح بعض الأشياء ...
لم تشأ إحراجه و وجدت أنه من حقه أن يوضح أشياء معينة كما ذكر بما أنها ستكون آخر مُقابلة ...
نظرت إلى ساعتها التي أشارت إلى العاشرة صباحاً ثم نظرت إلى الباب مجدداً ... و شيئ ما جعلها تشعر بالراحة عندما رأته يتقدم منها ... ربما شعور أنها لن تنتظر اكثر من هذا و لن تجلس وحيدة في هذا المكان الواسع ...
اقترب منها ليسحب الكرسي ثم جلس ...
حياها قائلاً :
" صباح الخير "

" صباح النور "

" شكراً لأنك قبلتي تجي عشان تسمعيني "

" انا وانت م اعداء على م اعتقد ... ثانياً دا من حقك إنك توضح لو حاسي انو في شي انا فاهماه غلط "

صمتت فجأة و تجهم و جهها بينما إلتقى حاجبيها باستغراب.... عندما انتبهت إلى ذلك الذي سحب كرسياً ثم انضم إليهما بهدوء شديد .
نبيل ...
كيف ومتى جاء ؟
كيف عرف بوجودها هنا برفقة حسان ؟
تلك الطريقة التي نظر بها إليها ... أصابتها بخوف و قلق عميق غير مفهوم و غير مبرر ... و فجأة رنت تلك العبارة التي قالها لها بالأمس وبدت غير مناسبة وقتها مع اسلوب حديثهما و الموضوع الذي يتحدثان فيه في جلستهما

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن