(( مواجهة مع الشيطان ))

3.3K 87 26
                                    

#الجزء_الثاني
#كسارة_البندق
{ ٢ }

" " كان يحبها بتناقض ، يخلق لها اجنحةً ، ثم يبترها .! "
_ لقائله

شعرت وكأن الاوكسجين سُحب من حولها لتختنق حُنجرتها ويتعرق جسدها ، نبيل يضمها إليه بقوه بيده التي استقرت في خصرها بينما عمران يُطالعها بهدوء ونظرات إستفسارية .
لم تعتقد إطلاقاً بأن النهاية ستكون بهذه الطريقة .
قطع حبل أفكارها صوت نبيل وهو يقول :
" و إنت منو ؟! "

طالعه بنظرات متفحصة قبل أن ينطق :
" السفير السوداني "

ليبتسم نبيل إبتسامة واسعة :
" طيب ممكن افهم احنا هنا لي ؟ "

ليتنحنح أحد الرجلين اللذين يقفان خلف عمران :
" الأُستاذة إختفت فجأة ... عشان كدا السفارة اتدخلت بحثاً عنها وعشان كمان سلامتها من مسؤوليتنا ... ممكن لو سمحت تطلع برا لأنو عايزين نوجه ليها اسئلة خاصة بيها ؟ "

أدخل كفيه في جيبه وهو يُجيب :
" عفواً !
انت عايزني أسيب زوجتي مع ٧ رُجال براهم ؟ "

عدل الرجل نظارته ليُردف :
" شخص واحد حيوجه ليها الأسئلة بوجود فرد من أفراد الشرطة ... لو سمحت اتفضل "

" لا ... إطلاقاً ... انا رافض لي حاجة زي دي ... مستحيل أسيبها براها وأطلع "

التفت نحو عمران وهو يُكمل حديثه :
" سيادة السفير ... أتمنى تتفهم موقفي ... م أعتقد ف راجل سوي حيقبل بي حاجة زي دي ... وبعدين ممكن افهم العبرة شنو من انو تكون براها وهي بتتسأل "

" عشان تقدر تجاوب على أسئلتنا بدون وجود مهدد ليها "
قالها عمران بهدوء وبدا وكأنه يُرسل رسالة ضمنية لنبيل فيها .
ليردف :
" لو م حابي تطلع وتفضل معاها اتفضل اقعد في الكرسي داك لو سمحت "
أشار لكرسي يبعد عنهم بمسافة ...
ليُطالعه نبيل لثواني قبل ان يهز رأسه بتفهم وهو يتجه نحو الكرسي برفقة أحد رجال الشرطة ...ليقوم رجل الشرطة الآخر بإخراج البقية من الغرفة ليظل فقط عمران وأحد موظفي السفارة .
" اقعدي يا آن "
قالها الموظف لتجلس هي بتوتر بالغ واضح للعيان .

" دا فعلاً زوجك ؟ "
سألها الرجل

انتقلت ببصرها نحو عمران ... لم تدري بما يُفكر الآن او ما هي مشاعره في هذه اللحظة تحديداً ... بدا هادئاً للغاية بملامحه الجادة والرسمية التي رأته بها اول مرة .
ازدردت ريقها لتهز رأسها :
" أيوه زوجي "

" هل تم اختطافك من شقتك ؟
وهل وجودو بيمثل خطر عليك ؟ "

صمتت طويلاً في هذا السؤال ... لم تدري كيف تُجيب ... بالرغم من حجب عمران بجسده لنبيل حتى لا تراه إلا أنها تستشعر مشاعره الآن ونظراته لها ... كان تشعر به بالقرب منها بنظراته تلك التي تُحرق روحها وتُصيبها بالفزع .
هي الآن في موقف لا تُحسد عليه ... على بُعد خطوة واحدة من النجاة ... عمران ورجاله والشرطة متواجدون حولها ... إن قالت الحقيقة ستنجو ولكن !
ماذا بعد ذلك ؟
اذا تم إنقاذها ... من سيُنقذ اسرتها ؟
أمها وأختها الصغيرة ؟
صديقاتها وكل عزيز عليها في خطر حقيقي .
نبيل بإمكانه فعل أي شيئ .
هل سيرحمهم ؟
خُدامه الملعونون بإشارة منه يستطيعون إحالة كل شخص تعرفه الى رماد .
يهون عليها أن تُصاب هي بالأذى في سبيل سلامتهم ... إنها أمام فرصة حقيقية للنجاة ولكن فرصة نجاتها تعني فرصة أُخرى لهلاك من حولها .

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن