( الرحمة 2 )

2.3K 73 46
                                    

#كسارة_البندق
#الجزء_الثاني
                         { ١٧ }
               
" لا يستطيع المرء أن ينسي شيئاً أخذ من عمره وتفكيره الكثير. "

ظل أحمد ينظر إلى عينيها وبالرغم من ابدائها تقبلاً مبدئياً على حديثه إلا أنه استشعر الخوف في نفسها ... فبدا واضحاً انها تخشى من الطريق الذي ستقودها هذه العلاقة إليه ... فهو على كل حال يدري في قرارة نفسه الإختلافات بينهما ... ويدري أيضاً أن الحب ليس كافياً لإستمرار العلاقات ... إنه يُحبها ... يُحبها كثيراً ولكن توجد أشياء إن لم تُساوى لن تسير الأُمور كما يريدان .
إلتقى حاجبيه قليلاً عندما سألته وبدا صوتها صادقاً للغاية :
" م قادر تتقبلني زي م انا ؟ "

" انتي شايفة اني كدا ؟ "

" من فضلك ... م تجاوب على السؤال بسؤال "
نطقت بها وقد إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها وهي تنظر بعيداً ... وبدا وكأن الهم بدأ يتسرب إلى روحها ...

صمت لثواني ثم أجاب :
" لا ... مُتقبلك زي م انتي بخيرك وشرك ، و مميزاتك وعيوبك وكل شي فيك ... والله العظيم دا م عدم تقبل مني ... باختصار انا عايز اوضح ليك اي شي قبل م ناخد خطوة لي قدام ... عشان م اكون كذاب و منافق ....مش  أظهر ليك حاجة ... و الحقيقة عكس تماماً وتتفاجئي بيها بعدين "

لم تُجبه وشردت بنظراتها بعيداً عنه... فما كان منه إلا أن مرر كفة يده أمامها ليعيد تركيزها إليه ... حنى رأسه قليلاً وارتفعت مُقلتيه نحوها ... طالعها بإهتمام وهو يقول :
" طيب وريني الحيرضيك وانا حعملو "

" انت مفتكر إني زعلت ؟ "
جاء صوتها متفاجئاً ومتعاطفاً معه ومع إيماءات وجهه وسؤاله...

" لا ... عارفك م زعلتي .... بس عارف برضو انو إنتي خايفة وفاكراني م متقبلك وعايز اغيرك وكدا ... ويشهد الله بنواياي اتجاهك ... عشان كدا بدل انا الأتكلم واقول ليك كدا لا وكدا آي وريني إنتي شنو الحيرضيك وانا حعملو ... المهم اننا نوصل لي حل يرضي الطرفين يا ماهي "

" لو كنت قلت زُملاء بدل اصحاب .... رد فعلك كان حيكون كدا برضو ؟ "

" لا ... لانو الزمالة حاجة والصُحبة حاجة ... كلنا بتتفرض علينا الزمالة ... سواء ف الدراسة او الشغل ناس بينا و بينهم سلام الله والإحترام و حدودنا وحدودهم واضحة لا بنتخطاها لا بيتخطوها "

" لي خايف من كلمة الاصحاب دي كدا ؟ "

مرر إصبعيه على جبينه وهو يقول باستدراك ساخر :
" لانو انا كنت صحبك ف يوم ... و اهـو حـدث ما حـدث "

ضحكت بهدوء :
" اوكي فهمتك ... وجهة نظرك وصلتني ... انت تقريباً فاكر إنو المجتمع الأنا قُمت فيه الواحدة بعد تتزوج بيكون برضو عندها اصحاب وطلعات معاهم وكدا ... فكرة الحدود برضو موجودة بعد الزواج هناك  ... فما تخاف ... و اذا على كلمة اصحاب حبدلها بزملاء وخلاص و مسبقاً في حدود ... كدا رضينا ؟ "

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن