(وسقط القناع 2 )

2.1K 63 8
                                    

#كسارة_البندق
#الجزء_الثاني
          ( و سقط القناع 2)
                              { ٣٠ }
                            الأخيرة
#تكملة

          "كلّ ما أردته هو ألا أقف حائرةً لا أعلم إلى أين أذهب في مُنتصف طريق كنت أعتقد أنه طريقي"


وقف نمري بجثته الضخمه قبل أن يرمي السيجارة التي كان ينفث دخانها بعصبية ثم بلكنة أفريقية تحدث قائلاً :
" هل أنت متأكد ؟ "

التفت عليه الشاب الأسمر الذي كان يفحص الثلاثة حقائب السوداء بعناية :
" أجل يا سيدي ، هذه الأموال مزورة ... لقد ...لقد تم خداعنا "

كور قبضتيه ليضربهما على الطاولة التي أمامه الأمر الذي أحدث صوتاً أشبه بصوت إنفجار ليرتجف جسد الشاب رعباً من حالة الغضب التي اعترت هذا العملاق  :
"  ذلك الجرذ الأبيض من يظن نفسه ؟  ... إن علم السيد سيقطع رأسه العجوز القذر "

" هل نُبلغ السيد نبيل بما حدث ؟ "

حل صمت مطبق على المكان قطعه صوت نمري وهو يقول بغل :
" لا ... لن نزعجه فهو في إجازة ... انا من سيتصرف ، اخرج و اخبر الرجال بأن يستعدوا و يجهزوا أسلحتهم  "

خرج الشاب  من المكان منفذاً  تعليمات نمري الذي همس :
" يبدو أن الحرب على وشك أن تبدأ "

____________________

هدأت العاصفة التي ضربت المكان .... و بالمقابل كانت حركة أجفانها المضطربة تعكس عن العاصفة التي لم تهدأ بعد بداخلها .
منذ أن نطقت بتلك الكلمة ( آديوس ) ليتوقف بعدها عما كان يقوم به حاملاً إياها من الأرض إلى السرير لم تفتح عينيها ... و كأنها تنكر ما حدث في الواقع .. كان جسدها متشنجاً و هي تتخذ وضعية الجنين مانحة نفسها بعض الحنان ... لم تكن هناك أي حركة بالغرفة سوا حركة اصطدام الأغصان بزجاج النافذة بسبب قوة الرياح بالخارج ...
" جبانة "

تحدثت بسرها ...

جلست بهدوء وهي تتلفت حولها ببطئ ، ثم همست و كأنها تنفي قولها عن نفسها :
" م ... م جبانة "

" بتقنعي في نفسك بالعكس ، حتغشي علي ؟ "

وضعت كفها على اذنيها :
" اسكتي "

" م حتقدري تسكتيني يا آن ، لانو انا انتي ، صوتي ياهو صوتك ، ولو قفلتي اضانك مني ... انا قاعدة جوه عقلك "

" هشششششش "
قالتها بعصبية .

" حتقعدي تبكي و تدسي في سريرك و تنومي و انتي بتحضني في نفسك عشان تحسي بالامان ... بس ... دا كل العندك و دا كل الحيلتك م عندك شي تاني تعمليه "

" عايزة شنو مني انتي  ؟ "

" عايزاك تحميني "

ضربت رأسها بكفيها بعصبية و كأنها تخشى حتى أن تتحدث بينها و بين نفسها ، فحتى هذا النوع من الحديث الذي يدور بين المرء و نفسهُ مؤلم بالنسبة لها .
(تحميني ) ...
صحيح متى كانت آخر مرة حمت فيها نفسها ؟
متى دافعت عن نفسها و قدمت لها الأمان كما كانت تستميت في تقديمه لمن حولها ... و نسيت نفسها ... لذلك الحد الذي جعلها تنسى حتى كيف تقدمه لذاتها .
نهضت من على الفراش وهي تحرك كفيها على ذراعيها في حركة لا إرادية لتحصل على الدفئ... كانت الساعة تشير الى الثالثة و الربع فجراً .... تلفتت حواليها و لم يكن هناك أي وجود لنبيل .... نظفت حلقها ثم ندهت عليه :
" ن ... نبيل ؟ "

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن