( هيتروكروميا )

2.1K 65 20
                                    

#كسارة_البندق
#الجزء_الثاني

{ ٢٧ }

"المرة الاولي من كل شئ لا تنسى ابداً"

☀︎︎. ☀︎︎. ☀︎︎

هبطت الطائرة بمطار ( سير سيووساغور راموغلام)  الدولي ولحسن حظهما فقد استقبلتهما الجزيرة بأجواء مبهجة وممطرة .... خلعت نظارتها الشمسة وبالرغم عن ارهاقها وقفت تنظر إلى المكان حولها بسعادة .
اتجها صوب الرجل الذي يرتدي ثياب سائق خاصة و كان يحمل بيده لافتة كُتب عليها بالإنجليزية
( السيد نبيل البدري و السيدة آن البدري )

حياهما باحترام وحمل الحقائب منهما ثم اتجهوا للخارج حيث وقفت السيارة التي ستقلهما .
في الساعة التالية ... كانت السيارة تهتز و هي تعبر خلال الطريق المؤدي إلى قمة التلة المرتفعة .... انتشرت مزارع القصب بخُضرتها المريحة للأعين حولهما... و لاحت من على البُعد زُرقة المحيط ...
استمرت السيارة في الإهتزاز والصعود إلى أن وصلا أخيراً إلى المنتجع المتدرج على التلة الصخرية العالية.... إحتوى على فلل و غرف و أجنحة للنُزلاء ... أحواض سباحة مُطلة على البحر ، 3 مطاعم إيطالية ، فرنسية وهندية .
تم إستقبالهما بأطواق من الورد و كاسات عصير القصب بالزنجبيل ... وبعدها إتجها نحو جناحهما وكما يبدو أن حقائبهم وصلت قبلهم .
كان لغرفتهما حائط زجاجي شفاف يُطل على البحر مباشرة بإطلالة رائعة ... جلست على طرف الفراش وهي تنظر إلى الأمواج الفيروزية عن طريق الزُجاج بينما اتجه نبيل نحو الحمام ليستحم ... بالرغم عن هدوئها الشديد ظاهرياً إلا أن صوت الصخب بداخلها كان عالياً ... الكثير من الأسئلة المتشابكة برأسها والتي تتمنى أن تجد لها إجابة عنده ... ابتداء من تلك المرأة التي عرفت نفسها بصديقتهُ وصولاً لتلك الحظيرة وطلب صابرين بعدم الإقتراب منها .
خلعت حذائها وسحبت الوسادة واضعةً إياها أسفل رأسها ... وما هي إلا دقائق حتى أغمضت عينيها في نومة عميقة فرحلة 7 ساعات ليست بالهينة .
وفي هذه الأثناء خرج نبيل من الحمام .... كانت قطرات الماء تتساقط من شعره وقد دثر جسده بروب رِجالي طويل ...
اضطجع بقُربها على جنبه و اتكأ على ذراعه ...
إرتسمت إبتسامة غير مفهومة ببطئ على ثغره .... ولأنها نائمة ولا يوجد أي شخص معهما... فقد ظهرت نظراته التي تعكس حقيقته ، كان يُحدق بها كحيوان متوحش ... لقد ظفر بها أخيراً بعد طول صبر وانتظار ... الغزالة الغضة التي تمنى طويلاً إفتراسها ... هي مُلكه الآن ... كل ما بها يخصهُ وحدهُ فقط .
إقترب من رأسها مستنشقاً لرائحة عطرها الأخاذة التي جعلته يُغمض عينيه باستمتاع ... لا يعلم ما سر عطرها الذي يبدو وكأنه اختلط بدمها ... عطرٌ يُصيبه بالجنون و يزيد من رغبتهِ بها .
تأمل ملامح وجهها بتركيز كرسام على وشك أن يرسم لوحة .... و توقف بعينيه طويلاً على شفتيها اللتين لطالما منى نفسه بتذوقهما .
ولو أنها فقط في تلك الثواني فتحت عينيها و رأت نظراته المريبة لها لأصابها الفزع .

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن