(( إعتراف متأخر 2))

2.2K 83 25
                                    

#كسارة_البندق
#الجزء_الثاني
{ ٢٤ }
( الفصل الثاني من الحلقة ال٢٤ )
(( إعتراف متأخر ))

حينما تقع في الحب ....
تُصبح أعمى ... أعمى لتلك الدرجة
التي تجعلك تتغاضى عن علامات
تُقسم لك بأن مصيرك الأذى
انت تراها ... ولكنك أعمى

فتحت باب الغرفة ثم اغلقته خلفها بقوه ... وضعت كفها على فمها وظلت واقفة لثواني و هي تُفكر ... كان صدرها يعلو ويهبط بسرعة ... كانت تشعر بغضب شديد ... غضب من نبيل وغضب من حسان و ما قاله ... اجترت شريط ذكرياتها معه في هذه الثواني ... كل ما كان يدور بينهما .. وتلك المشاعر التي كنتها له ... كانت تُحبه حباً جماً و تسعد بوجودها بقربه ... كان كل شيئ بالنسبة لها ... وكانت توقعاتها عالية بشأنه ... بأنه سيعترف لها و ستكتشف في النهاية أنه يُبادلها المشاعر ... و بقدر كِبر توقعاتها كان خُذلانها ... وبالرغم عن كل السوء الذي عاشته و خاضته الا انها تجاوزت ما حدث قديماً ... وبعد كل هذا ... جاء حسان ليعترف بحبه لها في نفس اليوم الذي تقدم فيه رجلاً آخر لها ...
ضربت الأرض بقدمها بقوة ثم فتحت باب الغرفة مجدداً لتتجه نحو الشُرفة ... لقد احتفظت بالكثير من الكلام بداخلها ... لسنوات طويلة ظلت مشاعرها مخزنة بصدرها ... و طالما بادر هو بالحديث ... إذا عليه أن يسمع ما أحرق جوفها منذ سنوات و قررت الإحتفاظ به لنفسها ... حان الوقت لتثأر لتلك الشابة اليافعة التي كومها حُبها الأول .
كان حسان لا يزال متواجداً على الشرفة ... إنحنى قليلاً على سور الشرفة وهو يراقب حركة المارة والسيارات بالأسفل و بدا واضحاً عليهِ الإنزعاج .
هو حقاً لم يشأ مضايقتها ... كل ما اراده هو أن تعرف الحقيقة ... لقد اكتشف مؤخراً أنهُ يُحبها ... لطالما أنكر تلك المشاعر لها ... فالأخ لا يُحب أُخته ... الُمعاملة التي كان يتعامل بها معها و الطريقة التي عاملته أسماء بها أنسته أن آن في الحقيقة ليست أُخته ولا تربطه بها أي صلة دم حتى و أنه مسموح له بحبها والإعتراف بذلك علناً و للأسف لقد انتبه متأخراً جداً لهذا الأمر .
إلتفت خلفه عندما سمع صوت خُطواتها وهي تتقدم نحوه مجدداً وباب الشُرفة السحاب الذي اغلقته خلفها بقوة ... كتفت ذراعيها على صدرها ... و ارتفع حاجبها الأيسر بطريقة تدل على مدى تضايقها .
" إنتو الرجال طبعاً ... م بيعجبكم الشي إلا يمشي لغيركم صح ؟
السنين دي كلها ساكت ساااااااي ، حبيت وخطبت واتزوجت ... اليوم الأنا جو يتقدمو لي فيه بقيت بتحبني ؟! "

بلل شفتيه وهو ينظر أرضاً :
" آن أنا آسف لو ... "

قاطعته :
" لا م تتأسف لي اتأسف لنفسك و لي ريم "

" م كان بيدي شي ... انا من اول يوم شفتك فهموني انك اختي الصغيرة ... المفروض اقريها و اشرح ليها و اساعدها و أحميها ... كنت خايف ... خايف شديد كيف اخو يحب أختو ؟ "

" بس انا م اختك يا حسان... هل كونو اتربينا سوا معناها اننا اخوان ؟ "

" انتي كنتي صغيرة شديد ... انا الكنت متشبع بالفكرة دي ... كنت خايف من الرفض و الاستهجان ... انا كنت بنكر شديد اي مشاعر ليك عشان م اكره نفسي او اعاين ليها بنظرة عدم احترام "

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن