(( صرخة ))

2.8K 69 12
                                    

#كسارة_البندق
#الجزء_الثاني
                    
{١٢}
" تجتمع كل المشاعر التي قمت بكبتها يوماً ما على حلقك ... لتظهر على شكل غصة حارقة بين الحين والآخر مطالبة بتحريرها ... وما إن تتجاهلها حتى تفاجئك من دون مقدمات باعتصار عنقك حد الإختناق "

إلتفتت خلفها بسرعة وقد ضيقت مُقلتيها من الغبار الذي غلف المكان ... جاء صوتها مستفسراً :
" حسان ؟ "

إقترب منها :
" حمدلله ع السلامة ... أُمك ضربت لي مخلوعة وقالت لستكك اتسرق في الجامعة "

صمت وقطع حديثه عندما أحس بأن هُنالك شخص خلفه ... إلتفت بطريقة لا إرادية لينتبه إلى ذلك الرجل الضخم ... ركز فيه فملامحه ليست بغريبة عليه ... لم يأخد كثيراً ليتذكره ... إنه نفس ذاك الذي تقابل معه بالمشفى .
إنتقلت آن بأبصارها نحوه ثم قالت بابتسامة :
" أنا عرفتكم على بعض المرة الفاتت  صح ؟ ... نبيل دا ح... "

قاطعها وهو يُصافح حسان بحرارة و قد إرتسمت إبتسامة رسمية صغيرة للغاية على شفتيه :
" أيوه متذكرو "

رمش حسان عدة مرات وهو يقول بمجاملة :
" كيفك ان شاء الله بخير "

" الحمدلله "

" تعبناك معانا "

هز كتفه الأيمن بهدوء :
" إطلاقاً "

" إتفضل أشرب حاجة "

" مرة تانية إن شاء الله "

اتجه بأبصاره نحو آن قائلاً :
" وصلي تحياتي للوالدة "

فما كان منها إلا أن ابتسمت بإمتنان :
" يوصل بإذن الله "

إنسحب متجهاً نحو الخارج وقليلاً حتى إختفى في الغبار .... إلتقى حاجبي حسان باستغرب وهو يسألها :
" دا أُستاذك ؟ "

إلتفتت نحوه :
" ايوه "

" مممممممممممم "
قالها وهو يحرك رأسه ببطئ وكأنه يعكس إستهجان ما .
إتجهت نحو المصعد :
" طبعاً ماما حتكون خلعتك صح ؟ "

" يعني شوية ... بس كانت قلقانة عليكي شديد "

" يلا أهو الحمدلله وصلت "

" هو حصل شنو بالضبط ؟ "

" كان عندي اسايمنت في المكتبة ... والكتاحة دي جات فجأة ... مسافة أطلع بره للعربية لقيت اللستك اتجازف "

" يا زولة كفارة إن شاء الله ... انا أول م الجو يهدا حمشي الجامعة ومعاي لستك اسبير "

أغلقت باب المصعد واتجهت بجسدها نحوه :
" لا يا حسان ... انا مقدرة ليك كرم اخلاقك... لكن دا شي متعب شديد بالنسبة ليك ماف داعي ليه "

ضحك ضحكة قصيرة :
" إنتي لي بتتكلمي معاي كدا كأني غريب ؟ ... عادي يا آن ... كدا كدا م حيكلفني شي "

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن