(( عيد ميلاد ))

2.7K 84 10
                                    

#الجزء_الثاني
#كسارة_البندق
                        { ٤ }

        
"حتى المرض يصبح محبباً عندما تعرف أن هناك أشخاصاً ينتظرون شفاءك كما ينتظرون العيد "
_أنطون تشيخوف

" هناك ... هناك فتاة ... ظهرت في حياتي فجأة ... لا ادري ما الذي أصابني بعد معرفتي لها ... لقد كنت ارفض فكرة الإرتباط عموماً ولكن !
لا اعلم ... اشعر بأنني أُريدها ... أُريدها بشدة ... ولكنني لم اتعرف جيداً عليها بعد ... لا أعرف هل أعترف لها بإعجابي أولاً ... ثم أتقدم لخطبتها لنتعرف على بعضنا أكثر ... أم أتزوجها مباشرة ؟
لا أُريد أن أُغضب الله مني بعلاقة غير شرعية معها ... شيخي ... انها لا تخرج من بالي إطلاقاً .. انها تحتل كل تفكيري ... كيف لي أن أتصرف ؟ "

احتلت ابتسامة صغيرة ثغر شيخ محمد ليسأله :
" بُني ... هل ترى الحب خطيئة ؟ "

هز رأسه نافياً ...

" إذاً لما تتحدث بهذه الطريقة ؟ "

" لا أدري ... اشعر بأنني اريدها ... وفي نفس الوقت لا أعلم هل مشاعري حقيقية أم أنها مجرد مشاعر إعجاب وستزول "

" هل راودتك هذه المشاعر من قبل ؟ "

صمت لتبتعد رُماديتيه عن وجه شيخ محمد ليبلل شفتيه وكأنه يُحاول التذكر ، ليكتفي في النهاية بهز كتفيه :
" أجل ... ولكن من فترة طويلة أعني قبل سنوات طويلة "

" حسناً ، رسولنا الكريم صلوات الله عليه يقول بما معناه  لا أرى للمتحابين غير الزواج عمران ... اولاً اهدأ انت بإذن الله لن تقع في المعصية طالما أنك اتيت باحثاً عن إجابة لخوفك من أن تكون في علاقة لا تُرضي الله ، يسُرني كثيراً ان رضى الله هو غايتك الاولى هنا ... ثانياً اعرض عليها الموضوع وتقدم لطلب يدها ... الخطبة فرصة جيدة للتعرف على بعضكما أكثر لكي تتشاورا وترا هل هُناك قَبول بينكما واتفاق في الأفكار وستكونان مناسبان لبعضكما ؟ ..... اذا وجدت انكما متفقان أكمل بعدها الزواج واسأل الله أن يُيسر الأمر عليك "

ابتسم بهدوء :
" بارك الله فيك شيخ محمد ... إجابتك وبالرغم عن بساطتها أراحتني كثيراً "

" الحمدلله يا بُني أنها أراحتك ... توكل على الله وبإذن الله لن يحدث إلا الخير "

____________________________________________
قبل شهر
وايلدرينيس ...
كانت تجلس على إحدى المدرجات أمام حوض السباحة الذي يُطل على الشاطئ ... تستند بكفيها إلى الخلف بينما تُراقب الأمواج ... كانت تفكر في الخطوة التالية ... ماذا بعد الطلاق ؟
هل ستتقبلها والدتها بعد هروبها هذا ؟
هل حتى ستتفهم موقفها ؟
هل ستكون في أمان اذا عادت مجدداً ؟
أم عليها أن تنتقل الى احدى دُول اللجوء ... تدري تماماً أن نبيل ليس بالشخص الساهل وحتى إن حصلت على طلاقها منه فلن يتركها وشأنها أبداً .
قُطع حبل أفكارها بصوت عبدالرحمن الذي جلس بجانبها قائلاً :
" شنو سرحانة كدا ؟ "

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن