(( إعتراف ))

2.5K 72 93
                                    

#كسارة_البندق
#الجزي الثاني
                                 { ٩ }
                           
" كل شيئ وله حد ... حتى تلك المشاعر المخبئة بالداخل ، سيأتي يوم لتعلن عن نفسها أمام الجميع "

ظلت تُطالع نفسها في مرآة الحمام بعد أن نظفت ورتبت نفسها ولكن آثار تلك الدموع كانت لا تزال باقية على ملامحها ، هذه الهيئة بالذات إنها تكرهها كثيراً ... آثار الدموع ، تقاسيم الحزن التي تُظهر نفسها ببراعة فائقة ، وملامح قلة الحيلة ... وكأن ما بداخلها إنعكس على وجهها ... لا تُحب عموماً أن ترى نفسها ضعيفة أو مهزومة من أي شيئ .... كانت لا تتقبل هذه الفكرة اساساً عنها .
إنها ترى نفسها وكأنها غير قابلة لخوض أي مشاعر منخفضة ، يجب دائماً أن تكون متماسكة وقوية أمام الآخرين ... ثم ينتهي بها الأمر بوضعية الجنين في فراشها ليلاً بينما تظهر حقيقتها الهشه تلك التي تخفيها عن الباقيين ثم تبدأ بذرف الدموع .
أعادها صوت الفتاة التي دلفت إلى الحمام وهي تتحدث مع صديقتها إلى وعيها ... لتفتح صنبور المياه بسرعة ثم غسلت وجهها لتجففه بعدها .
رشت عليها بعض العطر ثم اتجهت للخارج بهدوء ... وما أدهشها حقاً هو تواجد نبيل ... كان يقف بنفس المكان الذي تركته به ... متكئاً على الحائط بظهره ومربعاً ذراعيه أمام صدره بينما يُطالع أمامه بهدوء .
وما إن خرجت حتى لمحها ، الأمر الذي جعلها تشعر بإحراج مبالغ فيه .. وكادت أن تعود أدراجها لولا أنها تبينت أنه قد رآها وانتهى الأمر وستكون حركة غبية جداً إن إنسحبت للوراء .
تقدمت نحوه ببطئ وقبل أن تقول أي شيئ وجدته يسألها :
" حترجعي البيت صح ؟ "

هزت رأسها بمعنى نعم لتخرج هاتفها ...

" طيب يلا حوصلك "

اتجهت ببصرها نحوه وقد التقى حاجبيها قليلاً :
" ها ؟ "

أشار برأسه نحو الباب الذي يقود للخارج :
" يلا عشان اوصلك "

" لا لا يا مستر نبيل ... "

قاطعها :
" تااااني ؟ "

وضعت كفها على رأسها :
" آسفة آسفة ... نبيل ... انا حرجع براي م يحتاج إنو ... "

قاطعها مجدداً وهو يقول :
" عربيتك معاك ؟ "

" لا لكن ... "

" معناها حوصلك ، م ينفع تمشي براك "

" يا مستر ... "
قطعت حديثها لتضغط بإبهامها وسبابتها على مقدمة أنفها بضجر واضح فهي حقاً الآن تشعر بألم حاد أسفل بطنها ولا تحتمل فكرة الوقوف والحديث هذه :
" اقصد نبيل ... انا حعرف أمشي براي كيف ... هسه عربية الترحال حتوصلني ... بالجد شكراً "

صمت قليلاً وهو ينظر إلى وجهها الذي إصفر وبدا واضحاً الألم عليه  :
" طيب ... أعملي الأوردر وتعالي معاي حديك حاجة  "
كان يقف بالقرب منها إلى أن انتهت من طلبها وتأكد أن الرحال في طريقه إليها ... ليطلب منها بعدها أن تأتي برفقته ... إمتثلت لطلبه لتجده يتجه بها نحو إحدى السيارات في الموقف الداخلي .
وما إن اقتربا من السيارة التي قام بفتحها بالمفتاح الإلكتروني من على البُعد حتى فطنت إلى أنها نفس السيارة التي كادت أن تصطدم بها بالأمس من أجل الموقف .
فتح نبيل الباب الخلفي للسيارة ثم مد ذراعه ليُخرج صندوقاً كرتوني  صغير ، حملت الصندوق الذي مداه لها وبدا صندوقاً لفتلات أعشاب .
" دا بابونج ، بيهدي وبيرخي الأعصاب ... أشربي منو وحتحسي إنك خفيتي بعدها إن شاء الله "

كسارة البندق( الجزء الثاني ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن