◥مملڰۂ نوبري◤
◢ ذكريات وأحلام◣❍❍❍❍❍
كانت نسمات الهواء التي تُداعب شعري تبثُ الراحة في جسدي لأُغلق عيناي للحظات عليّ أحظى ببعض الهدوء لكن سؤاله أيقظني من شرودي...
ـ أليس لديك قصة ترويها لي اليوم؟
لأُجيبه دون النظر إليه:
ـ حلمتُ بجدي يوم أمس، كنا نجلس في مكان أثري تُحيط بنا صحراء قاحلة.
ـ ما الغريب في الأمر؟
ـ كنتُ أقرأ في كتاب قدمه لي جدي كهدية، الغريب في الأمر أن ذلك الكتاب كان يتحدث عن مملكة نوبري!.
ـ هل تقول بأن الأحلام التي كانت تأتيك في منامك كانت مجرد ذكريات قديمة خزنها عقلك؟!
ـ منذ ليلة أمس وأنا أُحاول نكران هذه الحقيقة حتى أصابني الأرق.
ـ إذا كان الأمر كذلك فلما توقفت عنك تلك الأحلام؟
ـ قد يعود الأمر إلى أني لم أقرأ الكتاب حتى النهاية...
ـ إذن حاول التذكر بالضبط متى كانت آخر مرة منحك فيها جدك كتابا وأين كنت وقتها؟.
تنهدتُ بضيق محاولا إجبار عقلي على التذكر، لكن الأمر لم يُفلح معي هذه المرة لأُخبئ رأسي بين قدمي.
ـ هل أنت بخير؟
سمعتُ صوتا أُنثوي يُحادثني لأرفع رأسي بتوتر وألمح ذلك الشخص قد غادر المكان.
ـ لماذا يتصبب العرق من جبينك يا كنان؟
فور سماعي لأسمي التفتُ إليها لأجد تلك الممرضة تقف قُبالتي وتحمل في يدها العديد من الكتب راسمة ملامحا قلقة.
ـ أنا بخير.
قد تكون مجرد كلمتين لكنني أخرجتهما بصعوبة.
ـ بالمناسبة هل أنت عبقري لدرجة عدم مراجعتك لدروسك قبل دخولك للامتحان؟!
ـ نعم.
كانت إجابتي الصريحة كفيلة بجعلها تضحك لترتسم ابتسامة صغيرة في فمي جعلتها تتوقف عن الضحك ناظرة إلي بتفاجئ.
ـ هل كان معك شخص قبل قدومي إليك؟
ـ هل عادتكِ هي طرح الأسئلة على الغرباء؟
فور سماعها لإجابتي همت بالمغادرة لأجد نفسي أمنعها من الذهاب. كانت مصدومة من تصرفي وقد زاد اتساع حدقتيها عندما قلت لها دون مقدمات...
ـ شكرا لكِ، لقد اعتنيتِ بي جيدا أثناء علاجي في المشفى.
ولم أسعفها وقتا حتى ترد علي فقد هممت بالذهاب من أمامها محاولا تقليل التوتر الذي أصابني.
كالعادة كان امتحان اليوم سهلا بالنسبة لي، لكن يبدو بأن الجميع مستاؤون على خلافي! لأُحاول الفرار من نظراتهم الفضولية، هذه المرة لم أستطع لقاء أصدقائي في المقهى فقد كان فراس منشغلا بالدراسة مع زملائه أما ياسر فقد خرج من الجامعة فور انتهاء الامتحان دون أن يُخبرني عن المكان الذي سيذهب إليه. لقد كان قلقا علي هذا الصباح لكن عندما التقيت به نهاية اليوم بدا لي بارد الملامح وغاضبا من شيء ما ولم يسعفني وقتا حتى اسأله فقد اعتذر لي ثم خرج مسرعا.

أنت تقرأ
مملكة نوبـري
Bí ẩn / Giật gânجميع من أحبهم لا يقفون بجانبي في آخر لحظة من حياتي! لطالما أُجبرتُ على العيش وحيدا أليس من حقي الأن أن أنعم بقربهم؟! هل سيُكتب عني بعد الممات عاش وحيد ومات وحيدا؟! ماذا لو اصبح بإمكانك الرجوع بالزمن في كل مرة تنام فيها؟