◥مملڰۂ نوبري◤
◢ مجرد أوهام◣❍❍❍❍❍
انتابني الفضول فور سماعي محادثة ياسر مع كنان، كان غريبا شجارهما في شيء كهذا هل كنان يعي حقا ما يقول ولما ردة فعل ياسر كانت عدائية لهذه الدرجة؟! حملتُ كل تساؤلاتي معي وقد اتجهت حيث يجلس صديقي ياسر، كان ينظر إلى النافذة عاقد الحاجبين لأقول له بعد أن جلست أمامه:
ـ هل حقا كنان يرى أشياء لا يمكننا رؤيتها؟!
هذه المرة لم ينظر إلي بغضب بل أحنى رأسه مجيبا:" لقد أُصيب بذلك من قبل، تلك الأوهام أفسدت طفولته فيما مضى وجعلته ينعزل عن الجميع، والأن هو يُحاول العودة إلى ما كان عليه بعد أن تحسنت حياته".
ـ ألم تفكر في أن حديثه قد يكون صحيحا فهو تعرّف على صورة تلك الملكة فور رؤيتها في المقبرة و...
لم أكمل حديثي خوفا من نظرات ياسر التي كادت أن تلتهمني، تنهدتُ بضيق فهو لن يتفاهم مع أحد الأن لأنهض متجها نحو كنان، كان الأخير يتحدث مع شخص ما وقد كان أحد الأساتذة من قسمه.
ـ مرحبا كنان، كيف حالك الأن؟
ـ بخير
ـ لقد علمت عن كل الأحداث التي مررت بها لو أنك شاورتني قبل ذهابك إلى ذلك المكان الخطير ما كنت عرضت نفسك لخطر الموت، أخبرني ألا تثق بي؟!
ـ نعم..
إجاباته الصريحة والمختصرة جعلتني أتدخل بسرعة قائلا بينما أُصافح أستاذه:
ـ مرحبا أنا فراس صديق كنان.
نظر ذلك الرجل إلي مليا ثم أجاب:
ـ أهلا بك، وأنا حازم أستاذ التاريخ في قسم صديقك.
صمت قليلا ثم أكمل موجها حديثه إلى كنان:" لقد شارفت السنة الدراسية على الانتهاء وأنت لم تبدأ مشروع تخرجك بعد لذا تحدثت مع بقية المعلمين وقد وافقوا على جعل الرحلة التي قمت بها هو موضوع بحثك ما رأيك؟ ".
ـ ألم يعترض أحد على اقتراحك؟
ـ لا، بل هم يشعرون بالفضول لمعرفة تفاصيل رحلتك ودائما ما يتفاخرون بك أمام بقية الطلاب.
لأول مرة أرى وجه كنان الخجول الذي حاول إخفائه بشرب العصير الذي جلبته له ليخرج الأستاذ بعد أن ساعده في إيجاد طريقة لإكمال دراسته بينما يستمر بعلاجه في المشفى.
ـ إذن هل ستسمح لي بقراءة ما في هذا الدفتر؟
سألته بينما أحاول أخذه خلسة لكن كنان وضعه خلفه ظهره ثم قال:" هل تحدث إليك ياسر في الأمر وأخبرك بأنها مجرد أوهام؟ ".
ـ نعم، ولكني أملك وجهة نظر خاصة فأنا لا أحكم على الشيء قبل أن أتأكد من صحته.
مددتُ يدي إليه ليتنهد على مضض واضعا الدفتر في كفة يدي فجلستُ على الأريكة بسعادة وبدأتُ بقراءته.
أنت تقرأ
مملكة نوبـري
Mistério / Suspenseجميع من أحبهم لا يقفون بجانبي في آخر لحظة من حياتي! لطالما أُجبرتُ على العيش وحيدا أليس من حقي الأن أن أنعم بقربهم؟! هل سيُكتب عني بعد الممات عاش وحيد ومات وحيدا؟! ماذا لو اصبح بإمكانك الرجوع بالزمن في كل مرة تنام فيها؟