◥مملڰۂ نوبري◤
◢إخلاف موعد◣
استيقظتُ اليوم متأخرا على غير العادة فقد كنتُ منغمسا ليلة أمس في قراءة كتاب ولم استطع تركه حتى أنهيته كاملا، قمتُ بتجهيز نفسي بسرعة وقبل خروجي وجدتُ أمي تقف أمامي راسمة ملامح جادة.ـ إلى أين تريد الذهاب، ألم تنتهي امتحاناتك يوم أمس؟
ـ سأذهب للقاء فراس وياسر في المقهى.
ـ هل يمكنك تأجيل الأمر فهنالك موضوع مهم أريد مناقشته معك.
وردني اتصال من ياسر لأقول لها بينما أُسرع في الذهاب متهربا منها:" دعينا نتحدث في المساء؛ فأنا على عجلة من أمري".
اعلم أن تصرفي كان وقحا لكنني مُدرك تماما للشيء الذي تريد أمي التحدث عنه.
أخبرني ياسر بأنه سيتأخر لبضعة دقائق بسبب الازدحام المروري لأقف في المحطة وحيدا بينما عيناي تجولان في المكان حتى لمحتا ذلك الشخص والذي لاحظني أيضا.
ـ مرحبا كنان، هل تعيش بالقرب من هنا؟
سألني بينما استعدتُ ذكرياتي معه، أنا وهو تحدثنا في الكثير من المواضيع دون أن نتعرف على بعضنا، وعلى الرغم من أني أخاف الاقتراب من الغرباء لكنه كان الشخص الوحيد الذي كسر حاجزي ودفعني للحديث معه دون أن نخوض في حياة بعضنا، كنتُ أجده شخصا غريب الأطوار ومخيفا في بعض الأحيان بسبب قدرته على الرحيل دون أن يُلاحظه أحد حتى ظن الكثير من الأشخاص أني أتحدث مع نفسي!.
ـ هل أنت بخير، لماذا لا ترد علي؟
لوّح لي بيديه عندما لاحظ شرودي لأُجيبه بتوتر:" نعم منزلي قريب من هنا، ماذا عنك أنت؟".ـ لقد انتقلت إلى هذا الحي حديثا، يا لها من مصادفة يمكننا أن نكمل لقائنا هنا بما أننا انتهينا من الجامعة.
أشرتُ له بالموافقة ثم طلبت منه رقم هاتفه لكنني رفعتُ رأسي نحوه محرجا فأنا لم اسأله يوما عن اسمه ليضحك على ملامحي قائلا:
ـ اسمي هو طارق.
ابتسمت له بإحراج ثم حفظتُ الرقم على هاتفي واتصلت عليه حتى يسجل رقمي، كنتُ سعيدا جدا بسبب حصولي على صديق جديد وهذا يعني أني أتحسن شيئا فشيئا.
ـ ما الذي تفعله هنا؟
سمعتُ صوت ياسر لألتفت إليه، كنتُ سأُعرّفه على صديقي الجديد لكنه طلب مني الصعود في السيارة ثم انطلق بها وقد بدا غاضبا من شيء ما ولوهلة شعرتُ بأن سؤاله كان موجها لطارق وليس لي!.
ـ من ذلك الشخص الذي كنت تتحدث معه؟
سألني ياسر بينما يقبض على المقود بقوة.ـ إنه طارق، كنت أتحدث معه في الجامعة وقد اكتشفتُ بالصدفة أنه يعيش بالقرب من منزلي.
أنت تقرأ
مملكة نوبـري
Tajemnica / Thrillerجميع من أحبهم لا يقفون بجانبي في آخر لحظة من حياتي! لطالما أُجبرتُ على العيش وحيدا أليس من حقي الأن أن أنعم بقربهم؟! هل سيُكتب عني بعد الممات عاش وحيد ومات وحيدا؟! ماذا لو اصبح بإمكانك الرجوع بالزمن في كل مرة تنام فيها؟