◥مملڰۂ نوبري◤
◢ ملكة النخيل◣❍❍❍❍❍
كانت لحظة مليئة بالحزن عند وصول خبر وفاة الملك إلى عامة الشعب كيف لا وهو صاحب أكبر عدد من الإنجازات، الملك الذي لم يبخل على شعبه في شيء وجعل حياتهم رغد ورخاء، العديد من المخاوف تناقلتها الأفواه عمن سيتولى الحكم من بعده وهو لم يخلف وراءه سوى طفل في العاشرة وفتاة شابة في مقتبل العمر!.
خرج كاموس من الغُرفة الجنائزية التي وُضع فيها تابوت الملك بعد أن حُنط ووضعت معه أشياءه الثمينة، تأمل الجدران التي تحدهُ من الجانبين والتي زُينت برسومات تسرد حياة ملكه الراحل ليغتال دمعته الخائنة قبل أن يراها أحد، ارتدى قناع القسوة والبرود ثم خرج إلى الجمع الغفير الذي ينتظر في الخارج، بمجرد ظهوره بدأت الأصوات تعلو بالبكاء ونحيب النساء ليُصمت الجميع بحركة من
يده ثم تحدث قائلا:ـ يا شعب نوبري الأبي، جميعكم شهد على عدل وحكمة الملك وجميعكم يثق به وبكلمته، لقد فقد ملكنا أبناءه الواحد تلو الآخر إما بسبب الحرب أو المرض أو حتى الاغتيال وها هو اغتيل أيضا! إن في مملكتنا أعداء لا يُريدون الخير لنا هم منا لكن قلوبهم مُلأت بالغِل والسواد يتربصون هكذا فرصة حتى يشيعوا الخوف بيننا، لكن أريد طمأنتكم بشيء لقد عهد الملك بالحكم لوريث من بعده وأوصاني بنقل وصيته الأخيرة لكم.
صمت قليلا ثم أكمل:
ـ الأميرة ماي ستكون خلفا لوالدها الملك امينوفيس إلى حين بلوغ الأمير الصغير بانسي سن الرشد .
تلك الهمهمات الخافتة أضحت استنكارا بدا واضحا على الوجوه، كيف لأمرأه أن تحكم مملكتهم من دون وجود حاكم معها!!.
لكن لم يستطع أحد منهم الاعتراض علانية طالما هي وصية الملك، كما أنها أعوام قليلة ويشتد عود الأمير بانسي ليحل محل أخته، هكذا طمأن الناس بعضهم مُتناسين أن هنالك فئة بينهم لن تمرر الأمر على خير.
ألقى كاموس نظرة على الأميرة ماي لحظة دخوله إلى البلاط الملكي والتي كانت تقف بشرفة غرفتها وفور رؤيتها له بدلت نظرة الحزن والخوف إلى أخرى مليئة بالعزة والثبات ليهمس بفخر:" هكذا أريد رؤيتكِ دائما، إياكِ وإظهار مخاوفكِ أمام أحد حتى لا تكوني لقمة سهلة لمن يكنون لكِ العداء".
عاد ذلك الضوء الأبيض مكتسحا أرجاء المكان ليعود به من أرض الأحلام إلى الواقع، زفر الهواء بضيق دون أن يشعر ثم أخرج دفتره ليُدون ما رأى كعادته.
ـــــ ـ ـــــ ـ ــــــ
كنتُ غارقا في قراءة كتاب عندما شعرتُ باضطراب كنان الذي يجلس بجانبي، بدا كمن يحلم بكابوس مُزعج لدرجة أن العرق تصبب من جبينه بغزارة! حاولتُ إيقاظه من نومه لكنه نهض فجأة مُطلقا زفرة عالية ثم بدأ بكتابة شيء ما في الدفتر الذي يحمله معه أينما ذهب.
أنت تقرأ
مملكة نوبـري
Mystery / Thrillerجميع من أحبهم لا يقفون بجانبي في آخر لحظة من حياتي! لطالما أُجبرتُ على العيش وحيدا أليس من حقي الأن أن أنعم بقربهم؟! هل سيُكتب عني بعد الممات عاش وحيد ومات وحيدا؟! ماذا لو اصبح بإمكانك الرجوع بالزمن في كل مرة تنام فيها؟