21. موت.. وندم

124 15 20
                                    


مملكة ڼُوبَرﻱ
◢موت وندم ◣

❍❍❍❍❍

كنت غارقا في قراءة الكتب من حولي على الرغم من الوعد الذي قطعته لوالدي بأني لن أنغمس في القراءة وأنسى العالم الذي أعيش فيه لكن للكتب سحر خاص يجذبني إليها دون أن أشعر!.

أحسست بانفتاح باب غرفتي لكنني لم اكترث للزائر لأسمع صوت أمي تُحادثني بغضب...

ـ لقد فوت وجبة الإفطار مرة أخرى وتجاهلت ندائي لك يا كنان.

ـ أنا اعتذر أمي، سأتناول الطعام عندما أشعر بالجوع.

لم تمضي ثواني على قولي حتى وجدتها تأخذ الكتاب من بين يدي ثم اتجهت نحو الكتب الأخرى التي لم أقرأها بعد لتأخذها جميعا وقبل أن ألحق بها كانت قد خرجت من غرفتي سريعا.

ـ أمي أنا حقا آسف، أعدك بتناول الفطور حالا، أرجوكُ أعيدي لي الكتب.

رجوتها وأنا أراها تضعها في الخزانة وتُغلق عليها بالمفتاح.

ـ لا لن أفعل ذلك، هذه عقاب من لا يسمع كلامي والآن تناول طعامك بأدب.

جلستُ على مائدة الإفطار راسما وجها ممتعضا ومجبرا نفسي على وضع الطعام في فمي، لقد كنتُ حقا في صدد قراءة كتاب مهما.

ـ كان عليك أن تستمع إلى كلامها، أنا فعلتُ نفس الشيء مثلك وقد فقدتُ لُعبة الفيديو المفضلة لدي.

حادثني أخي أحمد بصوت حزين، وقد بدا واضحا على ملامح وجهه فهو يعشق ألعاب الفيديو، الأمهات حقا مخيفات عندما يغضبن.

ـ لُعبتي توجد في نفس الخزانة، ما رأيك أن نتفق على خطة لنسحب المفتاح منها دون أن تشعر.

ـ أليس هذا الأمر سيئا.

ـ يا رجل لا تخف هكذا، لو أنك ظللت صامتا فلن تستعيد كتبك أبدا.

أجابني أحمد بثقة، ولكني أعلم في قرارة نفسي أنه دائما ما يُوقع نفسه في المشاكل.

ـ لا تستمع إلى حديثه؛ فهو سيوقعك في المشاكل.

جاءني صوت كامل من خلفي وقد جلس بجانبي وبدأ في تناول الطعام معي.

ـ من أين أتيت أنت؟!

تساءل أحمد بامتعاض ليُجيبه كامل:" موجود دائما لأفساد خططك، أنت تريد أن تُقحم كنان ليكون كبش فداء إن علمت أمي بسرقتك للمفتاح".

ـ لا تستمع إليه يا كنان إنه يُحاول إفساد علاقتنا.

لم يسعني سوى الضحك من شجارهما الدائم، فعلى الرغم من أنهما توأمان لكنهما لا يتوقفا عن الشجار أبدا مثل فراس وياسر عندما يجتمعان. أنا حقا أتمنى لو كنتُ قريبا منهما وصنعت معهما ذكريات أكثر.

قطع حديثنا العائلي اتصال ورد في هاتف أبي ليأتي من غرفته ويأخذه بسرعة، وقف مقابلا لنا وقد تغيرتُ ملامحه فجأة كأنه سمع خبرا مزعجا لينتابني القلق.

مملكة نوبـري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن