8. عاش وحيدا

206 25 9
                                    

مملڰۂ نوبري
عاش وحيدا!

❍❍❍❍❍

ـ لقد أكثر جدك الهرج، هو في الأساس مخطئ بسبب إخفائه أمر هذه الآثار عنا.

لم اكترث لحديث ناصر كثيرا فقد انشغل عقلي بترديد الجُملة المكتوبة على الجدار محاولا استيعابها:

" لا تيأس، الحل في البكرة ".

عن أي بكرة يتحدث!
وكيف يمكن إيجاد الحل فيها؟!
شعرت بظل شخص يقف بجانبي وقد كان ياسر الذي سمع تساؤلاتي ليُجيبني بينما يُشير بأصبعه إلى الخارج:" أظنه يقصد البكرة التي تشد الحبل والموضوعة فوق البئر ".

بدا حديثه منطقيا فالبئر كان يحتوي على بكرة ومقبض معدني على الجانب وأظن بتحريكه سيُفتح الباب. ذهبنا جميعا إلى الخارج ليُحاول أندرو تحريكها لكنه لم يُفلح هذه المرة وباءت كل محاولاته بالفشل.

ـ ما رأيكم أن نربط المقبض المعدني بالسيارة ثم نجره بها.

لأول مرة يتفوه فراس بشيء مفيد ليوافق الجميع على فكرته، ربطنا طرف المقبض بحبل سميك جلبه ناصر معه والطرف الآخر رُبط في نهاية السيارة ليبدأ اندرو بتحريكها إلى الأمام، في البداية لم تتزحزح البكرة لكن مع مرور الوقت بدأت بالدوران لنسمع صريرا مزعج قادم من الداخل.

ركض ناصر إلى مصدر الصوت بينما بقينا حتى أكملت البكرة دورانها كاملا ثم دخلنا، وقفتُ في مكاني مُتأملا المدخل الذي ظهر من خلف الباب والذي احتوى على نقوش تُبين الحضارة القديمة وكيف كان أسلوب حياتهم، دلفنا عبره حتى وصلنا إلى غرفة صغيرة دائرية الشكل بها مشكاة ثم غرفة أخرى بها أربعة أعمدة مربعة وفي أرضيتها فتحة عميقة توصل إلى غرفة الدفن كما اخبرنا ناصر قبل نزوله إليها؛ أي يعني أننا اكتشفنا مقبرة ملكية!.

كانت غرفة الدفن ضيقة جدا في وسطها وُضع التابوت وبالقرب منه مجموعة من الأواني الفخارية وصولجان طُمر نصفه داخل الأرض، بدأ أندرو بإزاحة الأتربة عنه بفرشاته ليتبين لنا أنه مصنوع من الذهب الخالص!.

صُدم الجميع بما رأوا بينما انتابني الفضول لرؤية ما بداخل التابوت لأتجه إليه بيد أن ناصر استطرد قائلا:

ـ دعونا نتوقف عند هذه الحد، لا يجب أن يلمس أحدكم شيئا هنا حتى لا نتعرض للمُساءلة القانونية من قِبل نقابة الآثار.

ـ ماذا تقصد، نحن من اكتشفنا هذا المكان!.

ـ نعم اكتشفناه، لكن الأمر هنا لا يجري هكذا علينا الحصول على تصريح وإعلام النقابة ثم جلب المختصين حتى لا نفقد أي شيء.

مملكة نوبـري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن