14. جميعهم يتغيرون!

145 16 14
                                    

مملڰۂ نوبري
جميعهم يتغيرون

❍❍❍❍❍

في الصباح قمتُ بتجهيز نفسي بسرعة لأركب مع ياسر الذي قال لي بينما يمسح زجاج سيارته:

ـ هل ذاكرت دروسك جيدا يوم أمس؟.

ـ لقد نمتُ مبكرا، امتحان اليوم ليس صعبا.

ـ هل يمكنكما عدم التفاخر بذكائكما أمامي فأنا أُعاني هنا.

تفاجأت من فراس الذي بدا كمن خرج من مقبرة بشعره الأشعث لأقول له بقلق: ألم تدرس جيدا؟

ـ وهل رأيته يحمل كتابا طوال هذا العام، إنه حتى لا يذكر ما درسه!.

أجابة ياسر جعلت فراس يدخل في نوبة غضب ليُجيبه بحنق:" إنه قانون حفظ الطاقة ألا تعلم ذلك؟! هل يمكنك قيادة السيارة دون أن تتحدث معي؟ ".

لستُ متعجبا مما يحصل فهما لا يكفان عن الشجار حتى في أسوأ الحالات.

فور وصولنا إلى الجامعة ذهب كل واحد منا إلى قسمه لأجد نفسي أجلس وحيد انتظر بداية الامتحان.

شعرتُ بالكثير من الأنظار تُوجه إلي لينتابني الخوف فجأة، لكن سماعي صوت أحد يُنادي بإسمي جعلني ارفع رأسي لأتفاجأ من وجود تلك الممرضة أمامي!.

ـ لقد أخبرتك بأننا في نفس الجامعة هل نسيت حديثي؟

بدت جملتها غريبة بالنسبة لي فأنا أذكر حديثها هذا، لكن هل علي فعل شيء تجاه هذا الأمر؟!.

ـ ودعتك يوم أمس ولوحت لك بيدي هكذا لكنك تجاهلتني كأنك لا تعرفني!.

ـ لم أتجاهلك.

ـ لقد نطقت بكلمتين أخير! على الرغم من أنك تكذب لكنني سأعد هذا تقدما.

تحدثت إلي بسرعة ثم غادرت من أمامي لألوم نفسي مرة أخرى فأنا لم أشكرها بشكل جيد، هل علي فعل ذلك حقا فتصرفاتها تبدو غريبة بالنسبة لي، إنها حتى تبدو أغرب من فراس!.

هممت بالذهاب إلى القاعة مع اقتراب وقت الامتحان لأجد جميع زملائي يقفون خارج القاعة في محاولة منهم لحفظ معلومات أكثر وهذا هو الغباء بعينه، الأمر لا يهمني كثير لذا كنت أول من يدخل وهذا ما جعل الجميع ينظرون إلي بغضب كأنني فعلتُ شيئا خاطئا!.

فور انتهاء الامتحان وجدتُ نفسي محاطا بزملائي في القسم وقد بدأوا في سؤالي عن رحلتي وكيف استطعتُ النجاة لأحاول الهرب منهم بعد أن شعرتٌ بضيق شديد لكنهم لم يسمحوا لي بذلك.

مملكة نوبـري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن